أذرع السيسي تهاجم مفيد فوزي لانتقاده المخابرات

أذرع السيسي تهاجم مفيد فوزي لانتقاده سيطرة المخابرات على الإعلام

27 نوفمبر 2019
حذّر مفيد فوزي من نفور الجمهور (فيسبوك)
+ الخط -
هاجم عدد من الكتاب الموالين لنظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الإعلامي مفيد فوزي، على خلفية انتقاده سيطرة أجهزة المخابرات على وسائل الإعلام، وقوله في مقال نشره أخيراً تحت عنوان "شيء من الخوف" في صحيفة "المصري اليوم"، إن "دور الأجهزة السيادية هو حماية الوطن داخلياً وخارجياً، وليس تولي ملف مثل الإعلام"، معتبرين أن حديثه لا يصب إلا في مصلحة "المنصات المعادية لمصر".

وقال رئيس تحرير صحيفة "الدستور"، محمد الباز، إن مقال فوزي "انتقص بوضوح من قدر الإعلام المصري، وجاء في سياق مخطط استهداف الدولة المصرية"، مستطرداً "على الرغم من التجربة العريضة لفوزي في الصحافة والإعلام، ولكنه يعاني من نقص في المعلومات بدرجة كبيرة، وذهب إلى ما يرسخه البعض في الخارج من أن الإعلام يُدار من قبل رجال الأمن، والذين يصدرون تعليمات بمنع ظهور شخصيات بعينها في الإعلام أو فرض غيرها على البرامج".

وأضاف الباز في مقال له، رداً على استشهاد فوزي بواقعة مذيعة قناة "إكسترا نيوز"، والتي أنهت قراءة أحد التقارير بجملة "تم الإرسال من جهاز سامسونغ"، أن "إرسال الأخبار والبيانات من المصادر كان يجرى بواسطة الفاكس، والآن عبر تطبيق "واتساب""، مردفاً "الإعلام لدى جهاز المخابرات العامة يتساوى مع ملفات مثل الزراعة والتجارة، ومن الطبيعي أن يتابع كل ما يحدث فيه"، حسب تعبيره.

بدوره، قال الكاتب في جريدة "الوطن" محمود الكردوسي "كعادة الأستاذ مفيد استهلك نصف مقاله في الهجوم على فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أو ما سماه من باب الغل (النظام الشمولي)، وأنا أعذره، فالرجل يبحث لنفسه عن تاريخ أو جذر سياسي يتباهى بالانتماء إليه"، مضيفاً "الهجوم على جهاز المخابرات في عهد عبد الناصر هو إشارة خبيثة ومغرضة، يكشفها النصف الآخر من المقال عن انهيار وفشل الدولة آنذاك".

وتساءل الكردوسي "لماذا يصر هذا (الشيخ الممحون) على تشويه سمعة جهاز سيادي مثل المخابرات العامة، ودوره الوطني داخلياً وخارجياً منذ إنشائه؟ والحق أنني لم أجد غرابة في هجوم الأستاذ مفيد على جهاز المخابرات من ناحية، وإفراطه في مدح الرئيس السيسي من ناحية أخرى، فالنظام الحالي هو الذي منحه فرصة ذهبية ليتحول من صحافي منافق يأكل على مائدة كل نظام، إلى آخر معارض!".

واعتبر رئيس تحرير صوت الأمة عبد الحليم قنديل أن فوزي ليس سوى "كاتب تسالي" لا أكثر ولا أقل، وكان واحداً من المنافقين في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك، مستنكراً هجومه على رئيس المخابرات الراحل صلاح نصر، بالقول "سيظل واحداً من البنائيين العظام لجهاز المخابرات العامة، الذي نشأ في خضم المعركة مع إسرائيل، وعبد الناصر أدرك الأخطاء بعد هزيمة 1967، وأجرى تصحيحاً ذاتياً هائلاً"، على حد زعمه.

وزاد أن "وزير الإعلام السابق صفوت الشريف هو ولي نعمة فوزي، واستعارة عنوان مقاله من فيلم (شيء من الخوف)، وهو الفيلم الذي عُرض بعهد عبد الناصر، ولم يُمنع"، خاتماً "لم يُمنع كاتب واحد في عهد عبد الناصر، حتى نزار قباني الذي استشهد المقال بقصيدته بعد هزيمة 1967، كتب أيضاً قصيدة في حب الرئيس الراحل تحت عنوان (قتلناك يا آخر الأنبياء)".

كان فوزي قد قال في مقاله "ليس من المعقول أن يتولى رجال الإعلام مهمة المخابرات السيادية، فاختيار الشخصيات في برامج التلفزيون لا يجب أن يُحدده جهاز سيادي، حيث إن برامج الجماهير صارت مضحكة، ولا تمت بصلة للواقع، لأن المونتاج يحذف النقد، ويبيح (التطبيل) والنفاق، فكم أتمنى أن تُطلق يد الإعلام في مصر بلا قيود، وأن تظهر برامج الهواء مهما كان فيها (خربشة) للحكومة".

وتابع فوزي "الكتمان فيه سم قاتل، والإفصاح يبصر النظام، صحيح يعتريني شيء من الخوف عندما أبوح بكل ما أريد لإعلام بلدي، وهو إعلام وطني، حريته ضرورية ليرفع منسوب الوعي، ويُعيد الناس للشاشات، ولتكن منابر مختلفة، فبئس الشاشة الواحدة. لا تعيدوا خطأ عبد الناصر حين حرص النظام الشمولي على شاشة واحدة، فهرعوا إلى شاشات أخرى معادية بحثاً عن الحقيقة!".

المساهمون