فيلترات "سناب شات" تدفع المستخدمين لعمليات تجميل... كي يشبهوها!

فيلترات "سناب شات" تدفع المستخدمين لعمليات تجميل... كي يشبهوها!

09 اغسطس 2018
يطلب المرضى التشبّه بالفيلترات (كريستوف سيمون/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق أطباء تجميل تحذيرات حول ترند جديد ظهر مع ارتفاع شعبيّة تطبيقات التواصل الاجتماعي: المرضى يطلبون إجراء عمليات تجميل ليُصبحوا أقرب إلى صورتهم التي يرونَها باستخدامهم فيلترات سناب شات.

والظاهرة التي أُطلق عليها اسم "تشوّه سناب شات" (Snapchat dysmorphia) انتشرت بعد طلبات المستخدمين بنفخ شفاههم وتكبير عيونهم، وتصغير أنوفهم، ليُصبحوا أشبه بما يظهرون عليه بعد استخدامهم فلاتر "سناب شات" أو النسخ المعدّلة من صورهم.

وهذه الظاهرة خطيرة جداً، إذ إنّ صور "سيلفي" المستخدم فيها "فيلترات" غالباً ما تحتوي مظاهر لا يمكن "اقتناؤها"، وهي تجعل الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال بالنسبة لهؤلاء المرضى ضبابياً، بحسب ما قال باحثون من جامعة "بوسطن"، قسم الأمراض الجلدية، في مقالٍ نُشر في مجلّة طبيّة، ونقله موقع "سي بي إس" وصحيفة "واشنطن بوست".

وفي السابق، كان تعديل الصور متاحا على نحوٍ واسع فقط للعارضات والمشاهير، للاستخدام في المجلات والإعلانات. اليوم، مع وجود تطبيقات كـ"سناب شات"، فإنّ لمسة واحدة تعطي الجميع القدرة على تعديل شكل وجوههم.



ولم يعد "ترويج الجمال" حكراً على المشاهير، بل بات أمراً يُمكن للزملاء والأصدقاء أن يقوموا به أيضاً. ويمكن لهذه الصور المفلترة أن تؤثّر أيضاً في ثقة الأشخاص بأنفسهم، أو تشعرهم بأنّهم غير كافين، بسبب عدم شبههم لمظاهر معيّنة، بحسب ما كتب الأطباء. وقالوا إنّ كل ذلك يمكن أيضاً أن يؤدي إلى اضطراب تشوّه جسدي أو إلى حالة نفسية تدعى BDD، يكون فيها الشخص منشغلاً بعيب غير موجود أو طفيف في مظهره البدني.

وقال الباحثون إنّ فلاتر صور وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على تغيير مفهوم الجمال بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم.

وفي السنوات الأخيرة، ازداد عدد الأشخاص الذين يبحثون عن جراحة التجميل لأنهم يريدون تحسين مظهرهم في صور السيلفي.

وأظهر استبيان أجري عام 2017 من الأكاديمية الأميركية لجراحة الوجه والجراحة الترميمية أنّ 55 في المائة من الجراحين يرون أن المرضى يشيرون إلى الصور الشخصية (سيلفي) كسبب طلب إجراء الجراحة، مقارنةً بنسبة 42 بالمائة في عام 2015.


قد يكون تأجيج هذا الاتجاه هو حقيقة أن صور السيلفي تمثل رؤية مشوّهة إلى حد ما لوجه الشخص. وأظهرت أبحاث نشرت في مارس/آذار الماضي أنه قرب الكاميرا يمكن أن تشوه ملامح الوجه عن طريق جعل قاعدة الأنف تظهر على نطاق أوسع بنسبة 30 بالمائة، مثلاً.

وحذّر مؤلفو البحث من أنّ تأثير صور السيلفي المفلترة قد يكون ضارًا بالشباب بشكل خاص. واستشهدوا بدراسة حديثة عن فتيات مراهقات خلصت إلى أن اللواتي عدّلنَ في صورهنّ أفدنَ عن مستوى أعلى من القلق مع أجسادهنّ، وملنَ إلى المبالغة في تقدير شكل أجسامهنّ ووزنهنّ.

وأشار المؤلفون إلى أنّ الأطباء بحاجة إلى أن يكونوا مدركين للآثار التي يمكن أن تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تقدير الذات لدى مرضاهم وصحتهم بشكل عام.

دلالات

المساهمون