إعلام النظام السوري يُهدّد الطلاب

إعلام النظام السوري يُهدّد الطلاب

30 اغسطس 2018
لا دورة تكميلية لطلاب جامعات سورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
منذ اندلاع الثورة السورية، كان الشغل الشاغل للنظام السوري حشد طاقات الشباب السوري في بوتقة العسكرة، فأصدر العديد من القرارات والمراسيم التي من شأنها أن تحد من إمكانية تنصّل الشباب من الالتحاق بصفوف الجيش. ومن جملة هذه المراسيم: المرسوم الخاص بإقامة دورة تكميلية لطلاب الجامعات السورية بمختلف السنوات، والذي كان يصدر كل سنة بغية تيسير تخريج الطلاب من الجامعة ليلتحقوا سريعاً بصفوف الجيش. وتلت هذه المراسيم مجموعة من القرارات التي تحدّ من قدرة الطلاب على اللجوء إلى التأجيل الدراسي للتنصل من خدمة الجيش، منها: وضع سقف لعمر الطلاب المؤجلين وعدم السماح للطالب بتأجيل الجيش لأكثر من مرة على السنة الدراسية ذاتها. 

هذه السنة، انتظر طلاب الجامعات السورية مرسوم الدورة التكميلية الذي بات روتينياً، ولكنهم تفاجأوا قبل أيام بإصدار الجامعات جدول امتحاناتها الخاص بالدورة الإضافية، والذي اقتصر على طلاب سنة التخرج فقط، وبذلك قضت على آمال الطلاب بإصدار دورة تكميلية. وكانت الحجة في ذلك، أن النظام انتصر على "الإرهاب" وأن الحياة عادت إلى ما كانت عليه! أثار ذلك حفيظة طلاب الجامعات السورية الذين عبروا بدورهم عن استيائهم وعدم رغبتهم في الذهاب إلى الجيش العام المقبل بدلاً من الجامعة، وتم التخطيط لوقفة احتجاجية في ساحة الأمويين مساء الثلاثاء.

وهنا جاء دور الإعلام الذي يسمّي نفسه "وطنياً"، فمارس دوراً جديداً، وهو التهديد. إذ قام موقع "دمشق الآن" بنشر تهديد صريح لكل "من تسول له نفسه المشاركة في هذه الاحتجاجات". فكتب عبر صفحته على "فيسبوك" تعليقاً تضمن ثلاثة بنود، وهي: "أن هناك دعوات قام بها عدد من الطلاب لمظاهرة غير قانونية من أجل المطالبة بالتكميلية. والثاني، أن القوى الأمنية ستتعامل مع التجمع إن حصل بحسب الأنظمة والقوانين وسيتم إيقاف المخالفين للقوانين ذكوراً أم إناثاً. وأكدت في البند الأخير أن الدورة التكميلية لن تصدر هذا العام، بحسب قرار وزارة التعليم العالي، وأن هذا القرار لن يتغير".

يُلاحَظ من المنشور تغيُّر في الخطاب الإعلامي للنظام السوري، إذ اتخذ مساراً أكثر حزماً، وبات يعكس بشكل واضح سياسة النظام السوري القائمة على كم الأفواه دون مواربة. ففي السابق، كان إعلام النظام السوري يكتفي بتكذيب الأخبار المتعلقة بوجود احتجاجات في سورية، أياً كان نوعها، ويعمد إلى تخوين وتكذيب كل من يتداول الخبر؛ أما في الحادثة الأخيرة، فهو لم ينفِ وجود الاحتجاجات، وإنما قام بالتهديد على العلن في حال حصولها.
بعد ساعات من الخبر، قامت مجموعة من الطلاب السوريين بالتجمع بساحة العاصمة السورية، وقامت السلطات باعتقال عدد منهم بتهمة التظاهر دون الحصول على تراخيص.



ولم يتم الكشف بشكل دقيق عن تفاصيل ما حدث في ساحة الأمويين، أو عن عدد الطلاب المعتقلين، فالأخبار التي تداولتها الصفحات والمراكز الإعلامية تضاربت بشكل كبير. فأكد "دمشق الآن" أن قوات حفظ النظام قامت باعتقال الكثير من الطلاب دون أن تحدد عددهم. بينما ذكرت صفحة "صوت العاصمة" أن عدد الطلاب المعتقلين هو 30 طالبا.

وفي المقابل، إن بعض الصفحات الإعلامية الموالية للنظام السورية ادعت بأن المظاهرة لم تقم من الأصل، حيث أكدت "داماس بوست" أن "قوات حفظ النظام قامت باعتقال الطلاب المحرضين على التظاهر قبل أن تقام المظاهرة بالأصل".

وسرعان ما بدأت هذه الصفحات تضيف أخباراً تتنبأ بمصير الطلاب. إذ نشرت "داماس بوست" أن "الطلاب المعتقلين سيرحلون إلى "دريج" لخدمة العلم، وأن ذلك جاء بناءً على مطالب شعبية"، بحسب ما ذكرت؛ لكن من يتابع منشورات السوريين على "فيسبوك" سيدرك تماماً مقدار التعاطف الذي حاز عليه الطلاب.

المساهمون