حذف رسائل "ماسينجر": بين الغضب من "فيسبوك" ومخاوف الإساءات

حذف الرسائل من ماسينجر: بين الغضب من "فيسبوك" ومخاوف الإساءات

08 ابريل 2018
فضائح فيسبوك تتوالى (تشيسنوت/Getty)
+ الخط -

حذر خبراء من أن خطة "فيسبوك" التي أعلن عنها مؤخراً، للسماح للمستخدمين بحذف الرسائل التي أرسلوها بالفعل إلى أشخاص آخرين عبر "ماسينجر" قد تروِّج للمضايقات وسوء الاستخدام على المنصة.

ويوم الجمعة، قالت الشبكة الاجتماعية إنه في الأشهر المقبلة، ستقدم ميزة للسماح للمستخدمين "بإلغاء" الرسائل المرسلة عبر تطبيق المراسلة الخاص بها.

جاء هذا الإعلان بعد أن كشف موقع "تك كرانتش" يوم الخميس الماضي، أن "فيسبوك" قام بحذف الرسائل القديمة التي أرسلها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ من صناديق البريد الوارد للمستلمين، مما أثار غضباً بسبب خروقات ثقة المستخدم ومعايير مزدوجة لخصوصية المديرين التنفيذيين في "فيسبوك" مقابل مستخدميها العاديين.

وقال "فيسبوك" إنّ التعديل هذا تم إجراؤه بعد اختراق "سوني بيكتشرز" عام 2014، عندما أدّى خرق بيانات في استديو الأفلام إلى تسريب رسائل البريد الإلكتروني المحرجة لعدد من المسؤولين. وقال "فيسبوك" لـ"تك كرانتش": "بعد أن تم الاستيلاء على رسائل البريد الإلكتروني من سوني بيكتشرز في عام 2014، أجرينا عددًا من التغييرات لحماية اتصالات المسؤولين التنفيذيين لدينا. تضمن ذلك الحد من فترة الاحتفاظ برسائل مارك في ماسينجر. لقد فعلنا ذلك امتثالًا كاملاً لالتزاماتنا القانونية للحفاظ على الرسائل".

لكن عدم الكشف عن الموضوع أثار غضب بعض مستخدمي "فيسبوك"، خصوصاً لجهة غياب أي أداة مماثلة للمستخدمين العاديين، بحسب صحيفة "ذا غارديان". منذ عام 2016، تمكن مستخدمو "فيسبوك" من إرسال رسائل تختفي باستخدام ميزة التشفير في "ماسينجر"، ولكنهم لا يستطيعون تشغيل الأداة بأثر رجعي، ولا يمكنهم مسح أي رسائل مرسلة أقدم من عام 2016.

واعتذر "فيسبوك"، الجمعة، عن ذلك، مشيراً إلى أنّه سيعمل على إتاحة الميزة للمستخدمين العاديين. لكنّ خبراء قالوا لموقع "بيزنيس إنسايدر" إنّ الميزة الجديدة قد تؤدي إلى المضايقة والسلوك المسيء على "فيسبوك"، وبينها التنمّر والتحرش الجنسي.

وقالت فلوينسيا هيرا، المديرة في التطبيق المشفّر "بيريو": "فكّر في عدد المرات التي عدت فيها لسجلّ الرسائل لكي تتأكّد من أنّك أخبرتَ شخصاً ما بأمرٍ ما. قد يكون هذا في خضمّ محادثة جدليّة لأسباب تافهة حتى. لكنّ هذا النوع من الخطوات يمكن أن يصبح خبيثاً وخطيراً. فعلى سبيل المثال، إن تعرّضت للتحرش والمضايقة أو سوء المعاملة، يمكنهم أن يعودوا للرسائل ويحذفوها أو يعدّلوا عليها ليقولوا إنّهم لم يُرسلوا ذلك المحتوى المسيء في الأصل، وهو أمرٌ مروّع للغاية".

واعترفت شركة "فيسبوك"، الخميس الماضي، باستخدام أدوات لنسخ الرسائل التي يتبادلها مستخدموها عبر تطبيق "ماسينجر"، بشكل أوتوماتيكي. وربطت إجراءها هذا بدعوى مواجهة ما وصفتها بـ "البرامج الضارة" و"الصورة الإباحية للأطفال". وأوضحت "فيسبوك" أنه يمكن لموظفي الشركة مراجعة أي رسائل يتم الإبلاغ عنها بواسطة المستخدمين، أو الأنظمة الآلية.

وجاء هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه الجدل حول العالم بعد فضيحة استغلال شركة الاستشارات السياسية وتحليل البيانات "كامبريدج أناليتكا"، البيانات الشخصية لحوالي 87 مليون مستخدم، أغلبهم أميركيون، واستخدامها في أغراض انتخابية حول العالم، وبينها حملة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في 2016.


(العربي الجديد)

المساهمون