عراقيون يهاجمون محافظ البنك المركزي: #نكع_فلوسك

وأطلق ناشطون وسم "#نكع_فلوسك" (انقع فلوسك) الذي عرضت من خلاله عشرات الصور ومقاطع الفيديو لعراقيين ينقعون أموالهم في المياه لعدة ساعات، ثم يخلطونها بالطين من دون أن تتبلّل، متسائلين خلالها عن مصير 7 مليارات دينار عراقي من المفترض أن تكون داخل خزائن مُحكَمة ومغلّفة داخل رزم، كما هو قانون البنوك في العراق.

ويتولى القيادي بحزب الدعوة، علي العلاق، الذي يعتبر أحد أبرز المقربين من نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، إدارة البنك المركزي العراقي بالوكالة منذ أكثر من أربع سنوات.

وأجرى إعلاميون ومواطنون وناشطون عراقيون تجارب على أنواع مختلفة من العملات الورقية بتبليلها بالمياه لتكذيب رواية محافظ البنك المركزي ونشروا تجاربهم على مواقع التواصل.

سعد الحلاق، شاب ثلاثيني، قام بتجربة عملية بنفسه وصورها ونشرها على صفحته بفيسبوك موجهاً نقداً لاذعاً وساخراً لمحافظ البنك المركزي.

وقال في مقطع تسجيلي تداوله رواد مواقع التواصل موجهاً كلامه للعلاق "اليوم نريد كشف كذبة عائلة العلاق، كان يفترض بك أن تستحي، هل تعلم كم عائلة فقيرة ستستفيد من السبعة مليارات؟ تعلم أم لا تعلم ؟ سأريك يا علي العلاق؟".

وأضاف الحلاق "هل يعقل أن خزينة الدولة غير محمية بكاميرات أو حماية من التعرض للحرائق ومياه الأمطار؟ ولنفترض أنها غير محمية ولا توجد كاميرات، أنتم كذابون ونشالون"، ثم قام الحلاق بتجربة عملية عبر تبليل عملة ورقية بالماء ثم أخرجها سالمة من المياه وكأنها لم يصبها شيء.

هذه التجربة قام بها إعلاميون معروفون في العراق، كان منهم أحمد ملا طلال، الذي أجراها على الهواء مباشرة خلال برنامج بالحرف الواحد الذي تعرضه قناة الشرقية، ممسكاً بقدح ماء بيده يحتوي على عملة ورقية.

وقال ملا طلال "منذ يوم أمس قمت بتنقيع هذه الفلوس في الماء وقمت بإخراجها وهي كما هي، الألف بقي ألفا والخمسة آلاف كما هي"، معلقاً "لماذا قمنا بإتلافها؟ وهل كان المبلغ 7 مليارات أم 12 مليارا؟".

كما قام الإعلامي منتظر الزيدي بتجربة مشابهة عبر تعليق عملات ورقية من فئات مختلفة ورشها بالماء محاكاة للأمطار ثم تركها حتى المساء وفحصها، معلقاً "تجربة عملية تبين زيف ادعاء محافظ البنك المركزي بخصوص تلف 7 مليارات دينار بسبب مياه الأمطار".

ولم يتوقف الأمر هنا بل تحولت هذه الفضيحة إلى مثار للسخرية بين الإعلاميين والكتاب والمحللين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وسط غضب عارم.

ونشر الإعلامي ياسر الحمداني على حسابه الرسمي صورة كاريكاتورية كُتب عليها: "غسل الأموال، تجفيف الأموال، كوي الأموال، شفط الأموال"، معلقاً بسخرية على الصورة "فلسفة حياة، نعم إنها فلسفة على الجميع أن يصدقوا حتى وإن كان كذباً".
وقال الحمداني ساخراً "لأنه سكت دهراً ونطق كذباً، طبعاً عن مسيلمة الكذاب أتحدث".

فيما كتب الشاعر لؤي حقي على صفحته الرسمية ساخراً "غداً مطر فمن كانت لديه أموال في البنك فإما أن يقوم بسحبها أو يشتري غطاء مقاوما للرطوبة ويغطي المصرف، والحاضر يعلم الغائب".

أما الصفحات فقد تناولت الأمر بسخرية لاذعة ضد العلاق والحكومة في الوقت ذاته ونشرت صوراً كاريكاتورية ساخرة.

هذه الحملة الغاضبة والساخرة في الوقت ذاته طالب فيها العراقيون بالكشف عن مصير المليارات التي ادعى محافظ البنك المركزي تلفها، معتبرين أنها كذبة كبيرة لن تنطلي على أحد وأن هناك مؤامرة تقف خلف هذا الحادث.

وقال حسن الدراجي "ساسة العراق فاقوا مسيلمة الكذاب بمراحل ضوئية في الكذب وتزييف الحقائق، ويريدون منا أن نصدق كذبة تلف مليارات الدنانير بسبب غرقها بمياه الأمطار".

وأضاف "في العام الماضي نسيت نقودا من فئة ألف دينار وخمسة آلاف دينار في جيب البنطلون، غسلته زوجتي ونشرته في الشمس، ثم كوته ووضعته في خزانة الملابس وأخرجته قبل أيام فوجدت النقود كما هي رغم مرور عام كامل، سوى أنها تحتاج إلى بعض التعديل فكيف تلفت 7 مليارات دينار في خزينة البنك بسبب مياه الأمطار، ومن يصدق هذا الكلام سوى الحمقى والمغفلين؟ ولسنا كذلك".