"حوا"... وأصبح للمرأة الفلسطينية إذاعة

"حوا"... وأصبح للمرأة الفلسطينية إذاعة

01 سبتمبر 2017
"حوا"... وأصبح للمرأة الفلسطينية إذاعة(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"إذاعتنا حوا سميناها، لنعيش أجمل لحظات، كل شيء بيخص المرأة، نصائح وإرشادات"، هذا المقطع الصوتي كان فاصلاً غنائياً في البرنامج الصباحي "نهار جديد" الذي يفتتح سلسلة برامج إذاعة "حوا" التي تبث من مخيم البريج وسط قطاع غزة، وتنطق باسم المرأة والأسرة الفلسطينية. 
بعد انتهاء الفاصل، عادت المذيعة براء علي، لاستقبال ضيوفها على هواء أثير الموجة 90.6 FM، في برنامج صباحي يناقش القضايا المجتمعية التي تمس حياة المرأة ومختلف شرائح المجتمع، وتخللت البرنامج فقرات رياضية، أخبار، فقرات للأسرة، همسات صباحية، فقرات دينية، مشاركات، نصائح، أغان، وإعلانات تجارية.

وتقول علي، لـ "العربي الجديد"، إن إذاعة حوا تعتبر بمثابة "الحلم" لها، إذ تتحدث فيها بلسان شقيقاتها وصديقاتها، مضيفة: "حين أجلس خلف الميكرفون، أتخيل نفسي مرآة تعكس تفاصيل واقع وحياة النساء، وتنقل آمالهن وتطلعاتهن، خاصة في ظل الواقع المختلف الذي تحياه المرأة الفلسطينية عامة، والمرأة الفلسطينية في غزة على وجه التحديد".

وتشير إلى أن عملها في إذاعة حوا ليس التجربة الأولى، لكنها "التجربة الفريدة"، إذ إنها توصّل صوت المرأة في مختلف القضايا والمواضيع الخاصة بها، "الإذاعة تتناول قضايا المرأة عن قرب، عبر مذيعات يتفهّمن شعور المرأة، ما يوصل الرسالة بطريقة دقيقة وواضحة".
وتبين المذيعة أن حمل قضايا المرأة يعتبر "عبئاً جميلاً"، مشيرة إلى أنها ومن خلال البرامج والفقرات تود إخبار النساء والمجتمع بأن "وراء كل امرأة عظيمة نفسها ثم نفسها، وبجانب كل رجل عظيم امرأة". وتضيف: "لا تخافي، نحن معكِ، مرآتكِ التي تتحدث بصوتك، وقد آن الوقت لتصرخي في وجه الظلم والعنف والاضطهاد".

خارج غرفة الاستوديو يجلس مهندس الصوت عبد الرحمن عابد أمام جهاز "المِكسر"، وهو جهاز التحكم في الأصوات والفقرات، ويقول لـ "العربي الجديد"، إنه عمل في عدة إذاعات إلكترونية خارج قطاع غزة، وإن هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها في إذاعة تنطق بلسان المرأة والمجتمع.

ويضيف: "ما يميز إذاعة حوا أنها لا تتعمق في الحياة السياسية، وإنما تغوص في تفاصيل حياة المواطنين اليومية، إلى جانب أنها تعطي المرأة الفلسطينية حقها، وتركز على القضايا والأمور الخاصة بها، مبيناً أن العمل مع النساء أمر جيد، خاصة في ظل انعدام المنابر الخاصة بالمرأة".


(عبدالحكيم أبو رياش)

ويوضح مهندس الصوت عابد أنه لا يتم التركيز على فئة معينة من الضيوف، في حين يتم التركيز على جوهر ومضمون القضية، إذ يتم طرح القضايا التي تخص المرأة والطفل وكل أفراد المجتمع، ويتم التواصل مع أصحاب الخبرة والاختصاص والتنسيق معهم.

مديرة البرامج في الإذاعة، سها أبو دياب، تقول إن الخطة البرامجية تشمل موجات مفتوحة، وبرامج صباحية ومسائية، تتناول مجمل القضايا المجتمعية، الدينية، الرياضية، الفنية، القانونية التي تخص المرأة، موضحة: "في الرياضة مثلاً نتحدث عن لياقة المرأة والتمارين الخاصة بها، والتي تعينها على بناء أسرة سليمة .. وهكذا".

وتبين لـ "العربي الجديد" أن البرامج تحاول التركيز على الجوانب الإيجابية وقصص النجاح، كذلك على الجوانب السلبية والمشاكل والعقبات، وتوعية النساء بحقوقهن، من أجل عمل حملات ضغط ومناصرة لقضايا المرأة، وتمكينها في مختلف النواحي.

وتنبه أبو دياب إلى أن إذاعة حوا تسعى إلى تغيير الصورة النمطية عن المرأة، والتركيز على دورها وحقها، إلى جانب دعمها من خلال القضايا المطروحة، لافتة إلى أن إطلاق الإذاعة لاقى صدى واسعا، ونجاحا غير متوقع.

من ناحيته؛ يقول مدير عام إذاعة حوا FM، بهاء عابد، إن الإذاعة انطلقت كفكرة شبابية بمجهودات شخصية عام 2013، كأول إذاعة إلكترونية ناطقة باسم المرأة، مضيفاً: "تم العمل بعد ذلك على تطوير الفكرة حتى انطلاق البث التجريبي على موجات الـ FM، بداية شهر أغسطس/آب 2017".

ويوضح، في حديث مع "العربي الجديد"، أن افتتاح الإذاعة التي تغطي قطاع غزة على موجات الإف إم لم يكن سهلاً، إذ واجهت بداية المشروع مشكلة مادية أدت إلى تأخر الانطلاق من عام 2013 حتى عام 2017، مبيناً: "عام 2016 قررنا إطلاق الإذاعة بمجهودات شخصية بعيداً عن الدعم والتمويل لعدم توفره، لكننا ما زلنا نواجه التزامات مادية".
أما في ما يتعلق بترويج فكرة الإذاعة، فيقول عابد إنه تم نشر إعلان مبهم يحمل اسم "غير الكل" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أحدث حالة فضول لدى النشطاء والمتابعين، مضيفاً: "فور نشر تفاصيل الإعلان، وخبر إطلاق أول إشارة لإذاعة حوا، حصلنا على 400 ألف متابع خلال 5 ساعات فقط".

ويشير إلى أن ما يميز الإذاعة التي يعمل بها نحو 23 شخصاً، 80% منهم من النساء، عن باقي الإذاعات أنها صوت خاص بالمرأة والأسرة، يحمل صوتهم للجميع، يحكي عن مشاكلهم، همومهم، طموحاتهم، عبر الأفكار والنقاشات، والمواضيع والفئات المستهدفة.


المساهمون