الموريتانيون منقسمون بشأن نتائج استفتاء التعديلات الدستورية

الموريتانيون منقسمون بشأن نتائج استفتاء التعديلات الدستورية

08 اغسطس 2017
أثناء التصويت على التعديلات الدستورية (فرانس برس)
+ الخط -



تباينت ردود فعل المواطنين الموريتانيين على إقرار التعديلات الدستورية في البلاد، التي اقترحتها الأغلبية الحاكمة وبعض أحزاب المعارضة، علماً بأن التغييرات تضمنت إلغاء مجلس الشيوخ وتغيير العلم الوطني واستحداث مجالس جهوية للتنمية، ورفضتها المعارضة.

وانشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالاستفتاء الذي خلص إلى حصول التعديلات الدستورية على 85 في المائة من الأصوات، علماً بأن نسب المشاركة في التصويت لم تتجاوز الـ54 في المائة.

وكتب الناشط السياسي محمد إسحاق الكنتي على موقع "فيسبوك": "قال الشعب كلمته، فلنحترمها جميعاً، ولندرك أن الحملة انتهت والفائز الوحيد هو الشعب والوطن. فلنقلب الصفحة يا مدوني المعارضة الأعزاء فقد دافعتم عن خياراتكم بشراسة، كما دافعنا عن خياراتنا واحتكمنا جميعا إلى الشعب الذي أصدر حكمه بوضوح".


وأضاف "تعالوا نتعاون على بناء وطننا بلا أحقاد ولا تعصب... تعالوا ننتمي جميعا إلى موريتانيا الجديدة حيث مكانتكم محفوظة، بصفتكم معارضة وطنية صادقة لها وجهة نظر نحترمها ونسهر جميعا على أن تعبر عنها بحرية تكفلها الدولة ضمن حدود القانون".

واقترح الناشط أحمد الوديعة على متابعيه إعداد صفحة بأسماء المتورطين في هذه التعديلات، وكتب "ما رأيكم في إعداد لائحة رسمية من المتورطين المباشرين في عملية الانقلاب على الدستور وإعداد ملفات من الآن تكون أساس محاكمة عادلة يخضعون لها في يوم الخلاص القريب من الطغيان".

وطالب متابعيه بـ"إنشاء صفحة على فيسبوك بعنوان "الضالعون في الانقلاب" تنشر عليها القوائم مع المعلومات الكاملة للأفراد، وجمع كل فرد أو كل مجموعة أفراد في منطقة من المناطق البيانات الخاصة بالمزورين وتوثيقها ونشرها، وتوفير المعلومات الضرورية عن عمليات التزوير والضالعين فيها للجهات الإعلامية والحقوقية الوطنية أو الدولية التي قد تحتاج، وتسجيل ما يمكن تسجيله من شهادات عن التزوير من ضالعين وشهود ومراقبين وتوثيقه بالطرق التي تجعله مفيدا عند الحاجة في أي وقت".


ورأت الناشطة منى الدي أن "اللجنة المستغلة المتواطئة على التزوير يجب أن تقدم للمحاكمة ويوثق تزويرها الفج الوقح.... الاستفتاء لم تشارك فيه لا معارضة ولا موالاة بل قاطعه الجميع في يوم عظيم".

وعلّقت المدونة تيسفا علال على نتائج الاستفتاء "الليلة وطنية للشعب الموريتاني الذي لم يصوت... الحمد لله على عدم توافد مئات المواطنين إلى الصناديق اليوم، والحمد لله كثيرا على نسبة الوعي التي ازدادت عند الشعب".

وكتب الناشط الهيبة الشيخ سيداتي ساخراً من قوائم الناخبين "صفعة 100%... تعني هذه النتيجة أننا منذ إعداد اللائحة الانتخابية قبل أربع أو خمس سنوات لم يمت منا أحد ولله الحمد، وهذا دليل على نجاعة الإنجازات في المجال الصحي، وتعني أيضاً سيادة الرئيس أننا منذ خمس سنوات لم يغادر أحد من شبابنا القرية لأن جامعتنا متعددة التخصصات تستقطب أبناء البلدان المجاورة وهي أحسن جامعة في البلد... وتعني هذه النسبة سيادة الرئيس أنك وأنت تستمع لها مباشرة منشرح الصدر ضمن المكاتب العشرة الأولى التي بشرك بها التلفزيون الرسمي، حددت لنا معالم موريتانيا الجديدة، عفواً القديمة التي ورثتها من سلفك".


وكتب الناشط والصحافي عبدالله ولد سيديا "ابتداءً من اليوم وضع لصوص الحضارة بصماتهم على العلم الوطني ونشيد البلاد وتاريخها السياسي... يبرر قائدهم الجنرال المفدى هذه الصورة بأنه لم يكن حاضراً عند اختيار هذه الرموز ماذا سيقول للأجيال القادمة عندما تسأله بنفس المنطق، لماذا عبثتم برموز الجمهورية ونحن أيضا لم نكن حاضرين؟ ستعلمون أي منقلب ستنقلبون أيها الانقلابيون، ستعمرون الصفحات السوداء الكالحة من كتاب التاريخ وستستعيد الجمهورية رموزها في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا".

وعلّق الكاتب خليل المختار عبدالله: "مما لا شك فيه أن اللحظات الحرجة والصعبة من تاريخ الشعوب يكون المثقف بين خيارين، إما الاصطفاف مع النظام جبناً أو الوقوف في وجهه مع المطحونين والمقهورين فطوبى للشجعان".

وكان المعارضون قد أطلقوا وسم "#وثقوا_التزوير"، وأشاروا عبره إلى أن التصويت على الاستفتاء تخللته "عمليات تزوير واعتداء على إرادة الناخب".

وبارك مغردون إقرار التعديلات الدستورية، معتبرين أنها تمثل مدخلاً إلى "موريتانيا جديدة أفضل"، ومشيرين إلى أن التعديلات تصب في صالح البلاد.

المساهمون