كاتب جزائري يدعو قائد الجيش إلى الانقلاب على بوتفليقة

كاتب جزائري يدعو قائد الجيش إلى التدخل لإنهاء حكم بوتفليقة

29 اغسطس 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
وجّه الكاتب الصحافي الجزائري، حميدة العياشي، رسالةً مثيرة للجدل، إلى قائد أركان الجيش الجزائري طلب فيها تنفيذ انقلاب على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وذلك عبر دعوته إلى التدخل لما يعتبره "إنقاذ البلد وإعادة الأمل"، في ظلّ غموض سياسي كبير في أعلى هرم الدولة، بسبب غياب الرئيس عن المشهد السياسي منذ تعرضه لوعكة صحية في أبريل/نيسان 2013.
ونشر العياشي رسالته إلى قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، وجاء فيها "أوجه لكم هذه الرسالة في لحظة حرجة يمر بها بلدي، لحظة تعاظمت فيها المخاوف واشتد فيها القلق بالقلوب الحية، وبدا في ظلها مستقبل البلاد غامضاً ومثيرا للفزع أمام تضارب المصالح وتنافرها بين العصب في سرايا النظام، وزاد كل ذلك قتامة اختفاء الرئيس من المشهد حتى صار كل كلام مطمئن يفيد بأن الرئيس في حال تسمح له بتسيير البلاد ضرباً من الإلهاء الكوميدي الرث والكلام الذي لا يصدقه عاقل".

وبرر العياشي رسالته "بدقة الوضع وخطورته والمسؤولية التاريخية للجيش". وكتب قائلاً "لا اعتقد أن الأرواح النبيلة تطلب منكم القيام بانقلاب ضد الشرعية حتى ولئن كانت هذه الشرعية هشة ومثيرة للجدل، بل تطلب منكم الاستجابة لمطلب التاريخ، الدفاع عن روح الدستور، وبوقف التلاعب بمصير البلاد ووضع حد لهذه اللعبة اللامسؤولة التي انخرطت فيها طغمة ساعدتها الظروف لأن تكون في مكان وسوست لها نفسها بحكم موقعها فيه ونفوذها المالي والسياسي باختطاف وطن بكامله".

وكان الكاتب الجزائري يشير إلى سلسلة قرارات اتخذت في الفترة الأخيرة تخص إقالة حكومة عبد المجيد تبون وتعيين حكومة جديدة بقيادة أحمد أويحيى، شككت كثير من الأطراف في أن يكون الرئيس بوتفليقة على علم بها.

وطالب العياشي الجيش "بإعلان صفارة الحكم" تجاه حالة التحلل للسياسة، معتبرًا أنّ صمت الجيش في الوقت الحالي هو تشجيع للسلطة الحالية، في إشارة الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، مضيفاً أن "كل صمت تجاه من باتوا يهددون باسم الوطن ركائز الوطن هو تشجيع لهم في تماديهم ولامسؤوليتهم ومغامراتهم غير محمودة العواقب".

وحرض العياشي الجيش على وقف من "تجرؤوا على ملامسة الخط الأحمر وهم يبرهنون اليوم أن لا قوة تقف امام أطماعهم وجنونهم في الحكم والانفراد به وفي نهب ما تبقى من ثروات الوطن، لذا فكل صمت تجاههم يعني الموافقة على الإسراع بدفع البلاد نحو هاوية غير مسبوقة وعندئذ يكون الوقت قد فات ولات ندم".

وكان العياشي يرد في السياق على تصريح لقائد الجيش، قال فيه إنّ الجيش لن يحيد عن مهامه الدستورية، فهم على أنه رسالة رفض للتدخل في الشؤون السياسية موجهة إلى الأطراف التي طالبت الجيش بالتدخل.

وأضاف مخاطباً قائد الجيش "برسالتي هذه لا أدعوكم إلى معركة بالوكالة بل إلى إعادة الأمل إلى كل هؤلاء الذين ما زالوا يؤمنون بدور الجيش في إيقاف هذه الرقصة المقيتة التي يجر بها القراصنة البلاد إلى حلبة الموت، أدعوكم إلى إعادة الثقة في هذه المؤسسة التي شكلت صلب الدولة الوطنية والحكم في أوقات الجنون والشدة، أن الانقاذ لا يعني الدعوة إلى الانقلاب بل يعني الإلقاء بثقلكم حتى يتوقف الاستهتار والتلاعب بالبلد".

وإضافةً إلى العياشي، تتبنى عدة أحزاب سياسية وقوى مدنية فكرة دعوة الجيش إلى التدخل لإنهاء حالة التردي السياسي الراهن في البلاد.