مخيمات تؤهّل مجرمي السايبر الشباب في بريطانيا

مخيمات تؤهّل مجرمي السايبر الشباب في بريطانيا

30 يوليو 2017
تسعى الهيئة إلى تعميم التجربة (أندرو بروكس)
+ الخط -
يستعد المراهقون، الذين ألقي القبض عليهم بسبب تنفيذهم عمليات قرصنة إلكترونية وهجمات سيبرانية، لحضور مخيم مخصص لإعادة تأهيلهم قريباً، لمحاولة إبعادهم عن ارتكاب الجريمة الإلكترونية، إذ عقد المخيم الأول للمذنبين في مدينة بريستول (جنوب غرب لندن)، في يوليو/تموز الحالي، في إطار عمل "هيئة الجريمة الوطنية" البريطانية "إن سي إيه" مع مجرمي الكمبيوتر الشباب.
وتلقى الحضور دروساً حول الاستخدام المسؤول للمهارات الحاسوبية، وحصلوا على مشورة عن الوظائف في مجال الأمن الإلكتروني. وفي حال أثبتت التجربة نجاحها، ستُعمم على أنحاء المملكة المتحدة كافة، وفقاً لموقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).

وأفاد ضابط العمليات في فريق "الوقاية" التابع لـ "إن سي إيه"، إيثان توماس، بأن الناس الذين تمّ اختيارهم لحضور المخيم التدريبي المذكور معروفين لدى الشرطة، لأنه ألقي القبض عليهم بسبب ارتكاب عدد من الجرائم السيبرانية. وتواصلت الهيئة مع مئات الشباب المتورطين في جرائم إلكترونية، كجزء من عملها الوقائي في هذا المجال. وتلقى بعضهم رسائل تحذرهم من أن نشاطهم على شبكة الإنترنت مرصود، كما زارهم بعض ضباط الهيئة في منازلهم.

لكن الشبان السبعة الذين حضروا المخيم الأول تجاوزوا الخطوط الحمر كثيراً، إذ سبق وتم اعتقالهم، أو زارهم الضباط بعد رصدهم يستخدمون أدوات وتقنيات معينة تنتهك قوانين إساءة استخدام الكمبيوتر في المملكة المتحدة، أو تلقوا تحذيرات من الشرطة على خلفية جرائم ارتكبوها في المدرسة. وألقي القبض على بعضهم أثناء تشويه مواقع إلكترونية معينة، أو إيقاف خوادم عن العمل، أو تنفيذ عمليات اختراق عدة، وفقاً لـ "بي بي سي".

وعرض المخيم الذي استمر مدة يومين توجيهات حول استخدام المهارات التقنية بمسؤولية، واستقبل المتخصصين في هذا القطاع الذين قدموا نصائح وإرشادات حول كيفية الحصول على الوظائف في مجال الأمن السيبراني، إذ تعلم الحضور عن الأدوار المختلفة التي يقوم بها موظفو أمن الحاسوب، وبينها تحليل الطب الشرعي وحماية الشبكات. كما خاضوا تحديات في مجال التشفير، ونافسوا بعضهم في ألعاب تدور حول القرصنة الإلكترونية.

وأوضح توماس أن المخيم يهدف إلى الاستفادة من مهارات الشباب في مجال الحوسبة ومعلومات الاتصال على نحو قانوني، مشيراً إلى أن العديد من أصحاب هذه المواهب لا يعرفون أنهم يمكنهم استغلال تقنياتهم على نحو شرعي ومفيد عامة. وأكد أن المخيم يتوجه إلى الشبان الذين يحتاجون إلى الإرشاد في المجال الوظيفي، لدفعهم نحو المجال الصحيح والأخلاقي والقانوني.

تجدر الإشارة إلى أن "هيئة الجريمة الوطنية" في المملكة المتحدة نشرت معلومات حول مسار وتفاصيل تورط صغار السن في الجرائم الإلكترونية، في أبريل/نيسان الماضي. وأفادت بأن متوسط أعمار المتورطين في هذا النوع من الجرائم هو 17، ومن غير المرجح تورط معظم المراهقين الذين شملتهم دراسة الهيئة في جرائم السرقة أو الاحتيال أو الجنس أو التحرش.
وشملت العوامل التي تحدد مشار الجريمة الإلكترونية التالي: تدني حواجز الدخول بفضل توفر أدوات القرصنة سهلة الاستخدام، سهولة الوصول إلى البرامج غير القانونية، وتدني احتمالات القبض على المتورط ومحاسبته، بالإضافة إلى تصور المرتكبين أن القرصنة ليست جريمة. وتضافرت العوامل هذه في "خلق بيئة يشارك فيها المزيد من الشباب في الجرائم الإلكترونية". وعلى عكس المجرمين الأكبر سناً، قلة من هؤلاء سعوا إلى كسب المال مباشرة عن طريق القرصنة الإلكترونية.


المساهمون