فجوة التمييز في رواتب نجوم "بي بي سي"

وأظهرت القائمة رواتب خيالية، وصلت إلى 2.2 مليون جنيه إسترليني في العام، للمقدّم الأعلى أجراً في المؤسّسة، كريس إيفانز. في المقابل تتقاضى كلوديا وينكلمان، 450 ألف جنيه إسترليني في العام وهو الأجر الأعلى بين الإناث، أي ما يساوي حوالى خمس أجر إيفانز، بينما غابت إميلي مايتليس عن القائمة التي تناولت فقط الموظفين الذين يزيد أجرهم عن 150 ألف جنيه إسترليني.

وتفيد التقارير بأنّ مايتليس تراجع مستقبلها المهني مع "بي بي سي"، عقب الكشف عن قائمة الأجور.

وليست هي وحدها، فقد وقّعت 40 صحافيّة ونجمة من الشبكة عريضةً تتوجّه للمدير، وتطالب بالمساواة بين الرجال والنساء في الرواتب، سرعان ما تحوّلت إلى حملةٍ تضامنيّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكّد أنّ المطلب ليس زيادة الرواتب، وإنّما العدل فيها.

كما شارك في الحملة مغرّدون ومغرّدات أكدوا أنّ "بي بي سي" يجب أن تتصرّف بسرعة لأن المشكلة لن تُمحى، مشيرين إلى أنّ التمييز الجندري موجود في جميع بيئات العمل تقريباً، وهو ما يستدعي التضامن حول العالم لإنهائه.

إلى ذلك، يبدو التمييز العرقي جلياً حين نجد 10 أسماء فقط من ذوي البشرة السمراء على القائمة التي تضم 96 موظّفاً. ويتقاضى مقدّم الرّياضة، جيسون محمد، الراتب الأعلى بين الإثنيات المتنوّعة أوالأقليات، يصل إلى ما لا يقل عن 250 ألف جنيه إسترليني، أي تُسع ما يحصل عليه إيفانز.

من جهته، حاول المدير العام للمؤسّسة توني هول تبرير دفع هذه الرواتب العالية للموظّفين، بالقول إنّ بعضها ضروري لمواكبة المنافسين التجاريين، وإنّهم بحاجة إلى توظيف الأشخاص الأفضل والاكثر تميّزاً، كي تبدو بي بي سي كما هي عليه اليوم. أمّا عن الفجوة في الرواتب بين الجنسين، فقال إنّها ليست ما يريدون، لكنّه أكّد أن المؤسّسة تدفع رواتب أعلى وتعمل على تقليص هذه الفجوة بشكل أسرع من أي هيئة إذاعية رئيسية أخرى.

وعرض مسؤولو المؤسّسة على المقدّمين توفير الحماية لهم "وسط مخاوف من تعرّض نجوم (بي بي سي) وعائلاتهم، إلى اعتداءات جسدية ولفظية من قبل العامّة، بعد الإعلان عن رواتبهم التي أثارت غضب الكثيرين ممّن جاءت تعليقاتهم على الخبر سلبية تعكس استياءهم نتيجة إدراكهم أنّ أموال الضرائب التي يجبرون على دفعها تذهب، برأيهم إلى جيوب أشخاص لا يستحقّونها". 

وقال مصدر من هيئة الإذاعة البريطانية، إنّ الناس يشعرون بالقلق البالغ إزاء سلامتهم وسلامة أسرهم، وهم قلقون ممّا سيتعرّضون له من هجمات على الإنترنت.

وفي الإطار ذاته، كتب موقع "ذا إندبندنت" أنّ كبار النجوم الذكور في "بي بي سي" سيواجهون تخفيضات على رواتبهم، بعد نشر التقرير السنوي، والكشف عن أنّ المقدّم الأعلى أجراً في القناة يكسب أكثر من أربع مرّات أضعاف المبلغ الذي تتقاضاه المرأة الأعلى أجراً فيها.

وما إن تمّ الإعلان عن التقرير حتى بدأ الجدل حول النجوم الذين يزيد دخلهم عن نصف مليون جنيه إسترليني، وجميعهم من الرّجال، وأبرزهم، بالإضافة إلى إيفانز، غاري لينيكر، (1.75 مليون جنيه إسترليني)، وغراهام نورتون (850 ألف جنيه إسترليني) ومذيع الراديو، جيريمي فين، (850 ألف جنيه إسترليني).

وفي حديث لمدير الإذاعة والتعليم في "بي بي سي"، جيمس بورنيل، على برنامج نيوزنايت، اعترف بالأرقام والبيانات الصادرة، وقال إنّ هناك تخفيضات ستطاول رواتب الكثير من الموظّفين الذكور.

بدوره، تعهّد المدير العام للمؤسّسة، اللورد هول، بالعمل على إغلاق الفجوة في الأجور بين الجنسين بحلول عام 2020، فضلاً عن السعي إلى إضافة المزيد من الأقليات والأعراق المتنوّعة، بعد أنّ كشفت القائمة عن أنّهم لا يشكّلون سوى حوالى عشرة بالمائة من نجومها.

كذلك، كتبت صحيفة "تلغراف" أنّ القائمة المنشورة تحتوي على 96 اسماً فقط، بيد أنّ الرّقم الحقيقي قد يكون أعلى، وذلك في محاولة التستّر على الأرقام الفعلية.