الإعلام الفرنسي واعتداء مانشستر: استعداد للحرب ضد الإرهاب

الإعلام الفرنسي واعتداء مانشستر: استعداد لجولات قادمة من الحرب ضدّ الإرهاب

24 مايو 2017
ركزت الصحافة الفرنسية على أطفال مانشستر (دايف تومبسون/Getty)
+ الخط -
يُركّز الإعلام الفرنسي في تغطيته على اعتداء مانشستر الذي وقع ليل الإثنين - الثلاثاء في قاعة "مانشستر أرينا" والذي وقع ضحيته 22 شخصاً، فيما أصيب حوالى 59 آخرين.


وتناول موقع ميديا بارت الإخباري المأساة البريطانية، من خلال مقالات عديدة، منها ما عنونه "اعتداء مانشستر يقلب الحملة الانتخابية في بريطانيا العظمى"، و"اعتداء مانشستر تحوُّلٌ في إستراتيجية الدولة الإسلامية". وقال فيه: "إن اعتداء مانشستر، بعد اعتداء لندن، هو، من دون شك، العلامة على أن تنظيم الدولة الإسلامية أدرك أنّ القاعدة المناطقية التي كانت بحوزته، في العراق وسورية، محكوم عليها بالزوال. ومن هنا لم يتبَقَّ له سوى الاعتداءات".


صحيفة "لوفيغارو" وصفت ما جرى بأنه "إرهاب إسلاموي يواصل حربه ضد أوروبا".

واستعرضت أسماء ضحايا الاعتداء، ومن بينهم، صوفي-روز روسوس، 8 سنوات، التي حضرت الحفل مع والدتها وأختها الكبرى، الجريحتين. كما أجرت حواراً مع المفكر الصهيوني  باسكال بروكنر، قال فيه: "إن الإرهاب الإسلاموي يتطلب جوابا عسكريا ولكن، أيضا، ثقافيا"، وسخر من "الاعتقاد الساذج الذي يرى أن الإرهاب الذي هو ثمرة الدولة الإسلامية سوف ينتهي. إن تنظيم داعش سيختفي، وهو خبر سار، ولكنْ سيولد تنظيم جديد".


أما "ليبراسيون" فوصفت ما جرى في مانشستر بأنه "طفولة تعرضت للاغتيال". ورأت في مقال داخلي أن "مهاجمة فتيات صغيرات يتجاوز الفظاعة".


وكرّست الصحيفة مقالاً طويلاً عن قدرات داعش رغم الصعوبات التي يعاني منها في العراق وسورية، وكتبت: "رغم الصعوبات، فإن تنظيم الدولة الإسلامية يذهب بعيدا في الدناءة". 


وتساءلت عن سبب استهداف بريطانيا من قبل تنظيم داعش، فكان جوابها: "إن بريطانيا مثلها مثل باقي أعضاء التحالف الغربي الأخرى. وقد استهدفت طائرات مقاتلة بريطانية وطائرات بدون طيار مواقع تنظيم داعش في العراق وسورية، مستهدفة أحياناً رعايا بريطانيين. وفي سبتمبر/أيلول 2015، قُتل جهاديون بريطانيون في غارة (بريطانية) بالقرب من الرقة.

(...) إضافة إلى انخراط جنود من القوات الخاصة على الأرض، خاصة في العراق".


ورأت الصحيفة أن التنظيم قادر على الضرب من جديد. "فقد تمخض عن لقاء بين الاستخبارات الكندية ودائرة تفكير في الاستخبارات الفرنسية الخارجية، نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي، أن تنظيم داعش يتوفر على "خلايا نائمة موجهة للدعم اللوجيستي"، على التراب الأوروبي، قادرة على أن تدخل، إن لزم الأمرُ، في علاقة مع الجريمة المنظمة، من أجل الحصول على سلاح ومتفجرات، والبقاء بعيدة عن المراقبة"، وأن "تنظيم داعش قادر، بشكل خاص، على إلهام أنصار له، لم يطؤوا التراب العراقي أو السوري، ولم يغادروا فرنسا، أبدا، بتنفيذ اعتداءات".


ويختتم تقرير اللقاء الاستخباراتي الفرنسي الكندي بالخلاصة التي تقول "إن هدف داعش الرئيس في أوروبا ليس له طابع عسكري، ولكن سياسي وإعلامي ورمزي. إن أسطورة الذئاب المتفردة، بسبب ما تمنحه من مصداقية لتهديد دائم وما تبرر به دائما التصعيدَ القمعي، يَخدُمُ، بشكل كامل، مثل هذه الدينامية، ويمنح المصداقية للوهم الحادّ بأنهم "يتواجدون في كل مكان".

ولم تكن "ليبراسيون" الوحيدة في تركيزها على استهداف الطفولة، فقد كتب في صحيفة "فوغ ماتان": "صافي-روز: كانت في الثامنة من عمرها".


من جانبها، عنونت "ويست فرانس"، الصفحة الأولى: "مانشستر: الطفولة هدف الإرهاب". وكتب في افتتاحيتها، لوران مارشاند: "مستوى آخر في الرعب": "الذهاب إلى حفل. الذهاب للاستماع للمغنية المفضلة. بذل الغالي والنفيس من أجل حجز التذكرة ثم موافقة الآباء. في زمن داعش، هذه المَشاهد من الحياة اليومية. يمكن أن تصبح قاتلة. للعائلات في مدينة نيس تجربة مأساوية في الصيف الماضي. وأما عائلات مانشستر فتعيش هذه التجربة في لحمها، منذ الاثنين الماضي".


في حين أن موقع "أتلانتيكو" الإخباري رأى في ما وقع أنّ "أوروبا في مواجهة الإرهاب: ما تغير حقا في أذهان الفرنسيين والأوروبيين (ومن أجل استقرار ديمقراطياتنا)".
صحيفة "لوباريزيان" أيضا، اختارت عنوان "طفولة مغتالة"، لوصف ما جرى.​







المساهمون