مواقع التواصل تتضامن مع سائق تاكسي ضد ناشطة حوثية

مواقع التواصل تتضامن مع سائق تاكسي ضد ناشطة حوثية

25 ابريل 2017
مقاتلات حوثيات في صنعاء (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "#سائق_التاكسي_يمثلني"، رداً على عنصرية ناشطة حوثية، بعد اعتدائها ووالدتها على سائق سيارة أجرة (تاكسي) في العاصمة اليمنية صنعاء، وتحريضها عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت الناشطة الحوثية، ندى الوزان، نشرت على موقع "فيسبوك" قصتها مع أحد سائقي الأجرة في صنعاء، حين أوصلها ووالدتها إلى المنزل، واتهمته بـ"الخائن"، بسبب آرائه المعارضة لجماعة عبدالملك الحوثي، مشيرة إلى أنها ووالدتها لقّنتاه "درساً في الوطنية".

ونشرت الوزان صورة السائق، وقالت إن "الذي عيستر يلقط هذا الخائن المرجف يلقيه لأجل يقع عبرة لمن يعتبر"، مشيرة إلى أنه هرب بعد أن رآهما تحملان سلاح كلاشنكوف.

وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من فعلة الوزان، وهاجموها عبر منشوراتهم وتغريداتهم، واصفين إياها بـ"قلة الاحترام".

وكتبت الإعلامية هند الإرياني "كلنا متساوون. الحوثيون يعتقدون أنهم أفضل من سائق التاكسي هذا...". وغردت فكرية شحرة "تمادينا في السكوت حتى صار الذلّ وجبتنا الرئيسية"، وقالت نهلة "لا تتفاخروا بوقاحتكم وقلة أدبكم".

وقال لاعب كرة القدم، علي النونو، إن "هذا بربع سلطة... نهبوا سرقوا أهانوا سجنوا فكيف لو بسلطة كاملة على اليمن ومعترف بها دوليا ماذا سيفعلون بالمواطن اليمني". وكتبت ميرفت "سائق التاكسي يمثل الوطن المخذول. لا قادر يدافع عن نفسه ولا بو من يدافع عنه ويأخذ له حقه".


وفي سياق متصل، صرحت الناشطة الحقوقية، فاطمة الأغبري، لـ"العربي الجديد"، أن "ما تعرض له سائق سيارة الأجرة يعدّ تحريضاً واضحاً ضده وضد كل من يعبر عن رفضه للوضع الذي تعيشه اليمن، والذي تسببت فيه جماعة الحوثي الانقلابية والمتحالفة مع عصابات صالح".

وأضافت الأغبري أن "ما حصل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ونحن نحمّل صاحبة التحريض وسلطة الأمر الواقع المسؤولية الكاملة عن حياة صاحب سيارة الأجرة".

وتأتي هذه الحادثة التي أثارت الرأي العام اليمني في ظل وضع اقتصادي كارثي، وامتناع سلطة الأمر الواقع المنقلبة على الدولة عن دفع رواتب الموظفين، واستبدالها ببطاقات بيع مواد غذائية، ما زاد من حجم الاستياء من الجماعة وقياداتها.

الناشط السياسي، محمد عمر الجبيحي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الحادثة اختصرت الحالة العامة في اليمن في ظل انقلاب جماعة الحوثي على الدولة، إذ تنظر الجماعة إلى بقية أبناء الشعب نظرة دونية فائضة بالاستخفاف والاستحقار". 

وأضاف الجبيحي أن "قصة الوزان المرتكزة على أفضلية النسل والنسب - حسب اعتقادها -عرّت جماعة الحوثي السلالية والمذهبية"، علماً أن الوزان من الأسر الهاشمية التي تمتلك نفوذاً كبيراً في جماعة الحوثي.

ويشغل أخوها، الذي أشاد بفعلتها عبر "فيسبوك"، منصب مدير الضرائب في العاصمة صنعاء، وهو المنصب الذي لم ينَله في ظل سلطة الانقلاب إلا بمؤهل نسبه الهاشمي.

بدوره، أوضح الصحافي عمار علي أحمد، لـ"العربي الجديد"، أن "هذه القضية ستزيد من تفتيت النسيج الاجتماعي اليمني، إذ إن استحقار سائق سيارة الأجرة تعبير عن سلوك عام تمارسه قيادة جماعة الحوثي التي تستند إلى أفضلية النسب حسب معتقداتها". 




المساهمون