محافظ كربلاء يطالب صحافياً بمليار دينار بسبب منشور فيسبوكي

محافظ كربلاء يطالب صحافياً بمليار دينار بسبب منشور فيسبوكي

25 ابريل 2017
الدعوى الثانية على خلفية فيسبوك (سيرغي كونكوف/TASS)
+ الخط -

للمرة الثانية، صوّت مجلس محافظة كربلاء على قرار إدانة وتغريم صحافي نتيجة منشورات له على موقع "فيسبوك".

إذ كشف "المرصد العراقي للحريات الصحفية"، اليوم الثلاثاء، عن رفع دعوى قضائية من قبل محافظ كربلاء، عقيل الطريحي، يطالب فيها بتعويض بمبلغ قدره مليار دينار، من الصحافي في المحافظة، طارق الكناني، بحجة الإساءة له على منشور في "فيسبوك". فيما دعا المرصد إلى الكف عن ملاحقة الصحافيين بدعاوى قضائية وترهيبهم.

رئيس تحرير صحيفة "الحقيقة" في العراق، وهاب رزاق الهنداوي، قال في تصريح لـ"المرصد العراقي للحريات الصحفية"، إنّ مدير تحرير الصحيفة المقيم في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد)، الزميل طارق الكناني، استُدعي إلى المحكمة بدعوى من رئيس المجلس، مطالباً إياه بمبلغ قيمته مليار دينار عراقي. إذ ادّعى أن الكناني نشر تعليقاً على فيسبوك بتاريخ 19-2-2017 تضمّن إساءات له وعبارات غير لائقة بزعمه، وطالب باستدعاء الكناني إلى المحكمة، وتحميله الغرامة المالية، وكذلك مصاريف الدعوى وأجور المحاماة.

وكانت الدعوى القضائية الأولى قد رُفعت في شهر فبراير/شباط الماضي ضد الصحافي جمال الدين الشهرستاني، وجاءت للأسباب ذاتها، في محاولة، على ما يبدو، لوقف الصحافيين والمثقفين عن ممارسة دورهم النقدي ومحاسبة المسؤولين، بحسب المرصد العراقي، الذي طالب السلطات التشريعية والتنفيذية في محافظة كربلاء بالكف عن ملاحقة الصحافيين وترهيبهم بدعاوى قضائية، أو ملاحقتهم قانونياً، والتلويح بتهديدات ووعيد غير مبررة إطلاقا.

ودعا المرصد في بيانه، رئيس مجلس محافظة كربلاء، إلى سحب شكواه ضد الكناني.

وأبلغ مجموعة من صحافيي وإعلاميي محافظة كربلاء، النقابة الوطنية للصحافيين، بتعرضهم إلى مضايقات واعتداءات وتهديدات بالقتل أو الاعتقال من قبل جماعات سياسية متنفذة في المحافظة أو أفراد في الأجهزة الأمنية.

وفي رسالة مجموعة الصحافيين والإعلاميين الكربلائيين وصلت إلى وحدة الرصد في النقابة الوطنية، ذكروا فيها تعرّض الصحافي حيدر هادي، مراسل قناة NRT عربية في المحافظة، إلى اعتداءين متواليين في شهر واحد، كان أولهما عندما تعرَّض لمحاولة قتل من قبل أحد أفراد الشرطة المسؤولة عن حماية مجلس محافظة كربلاء، ليتبعه اعتداء آخر من قبل بعض أفراد الشرطة المحلية في المحافظة أثناء تغطية ميدانية كان يقوم بها.

وأضافوا أن الصحافي وليد الصالحي، مراسل قناة "التغيير" الفضائية في كربلاء، تعرّض أيضًا إلى اعتداء من قبل بعض أفراد الشرطة المحلية المسؤولة عن حماية مجلس المحافظة، حتى وصل الأمر إلى منعه من دخول مجلس محافظة كربلاء، لأسباب غير معلومة.

من جانبها، أكدت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافيين، أمل صقر، استعداد النقابة لتوفير محامين متطوعين وبشكل مجاني للدفاع عن الصحافيين الكربلائيين الذين يتعرضون للمضايقات أو التهديدات أو الاعتداءات من قبل أية جهة كانت، وأشارت إلى حرص النقابة على الدفاع عن الصحافيين.

وقالت صقر إن "الاعتداءات المتكررة ضد الصحافيين التي تصلنا أخبارها من كربلاء، ما هي إلا اعتداءات يُراد منها تضييق مساحة حرية التعبير وتكميم الأفواه والتقليل من أهمية دور الإعلام في بناء الدولة، لذا من الضروري أن تعمل القيادات الأمنية والحكومية في المحافظة على ردع تلك التصرفات قبل أن تتفاقم".

وكانت تظاهرات خرجت في كربلاء، في الأسبوع الماضي، للتنديد بما يتعرض له الصحافيون من تهديدات وملاحقات قانونية وتجاوزات وانتهاكات، مطالبين بتطبيق قانون حقوق الصحافيين الذي أقره البرلمان، بما يكفل حق الوصول إلى المعلومة، دون وضع الحواجز أمامهم، لأنها تعد مخالفة قانونية. وإبعاد الأسرة الصحافية عن الصراعات الحزبية والفئوية ما بين الكيانات السياسية، وعدم استخدامهم كأداة لتحقيق مآرب سياسية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع المؤسسات الصحافية، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع وسائل الإعلام.

المساهمون