الصحافة الفرنسية تنتفض من أجل الشاب تيو

الصحافة الفرنسية تنتفض من أجل الشاب تيو

08 فبراير 2017
روى تيو كيفية الاعتداء عليه واغتصابه (تويتر)
+ الخط -
ما زالت قضية الشاب الفرنسي من أصول أفريقية تيو تتفاعل في الإعلام الفرنسي. ولليوم الثالث على التوالي شهدت ضاحية "أولني سو بوا"، أمس الثلاثاء، أعمال شغب تخلّلها حرق عشرات السيارات وحاويات النفايات، عدا عن لجوء الشرطة الفرنسية لإطلاق الرصاص الحي للمرة الأولى على حي "Rose-des-vents"، حيث تجمهر مئات السكان من قاطني الضاحية للتعبير عن غضبهم من العنف الذي مارسته مجموعة من الشرطة بحق ابن المنطق تيو.

تروي صحيفة "ليبراسيون" الأحداث التي وقعت مساء الخميس الماضي، وتستند إلى مقطع مصوّر تداولته جلّ وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية، يظهر أربعة عناصر من الشرطة الفرنسية يحيطون بشاب أفريقي، ثم يقوم عنصران بضرب الشاب بشكل همجي لتتطور الأمور، ويقوم أحد العناصر باغتصاب الشاب عبر العصا التلسكوبي (هروات الشرطة). ويبدو واضحاً في الفيديو كيف استخدم الشرطي هراوته على احتكاك مباشر بالسروال الداخلي للشاب.

الحادثة التي تصدّرت ترند "تويتر" في فرنسا ليوميين متتالين، تحديداً عبر وسم "#justicepourtheo"، رغم صخب الأجواء الانتخابية وتداعي مارين لوبان وايمانويل ماكرون وجان-لوك ميلانشون لعقد لقاءات انتخابية في "الويك اند" الماضي في مدينة ليون.

وشارك عشرات الصحافيين في نشر المقطع المصور مع إدانات واسعة شملت سياسيين ومفكرين. وفي السياق سارع مرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون إلى التعليق على الحادثة على قناة BFMTV ورأى أنّ "ما قامت به الشرطة يعد عنفاً واضحاً في القانون الفرنسي، ومهما كانت الأسباب ليس مقبولا أبدًا أن يتم التعامل مع مواطنينا بهذه الطريقة".

وكان تيو قد أدلى بشهادته أمام وسائل الإعلام وقال "حاولت قدر الإمكان أن أجر عناصر الشرطة لمكان الكاميرا حتى يتوقفوا عن ضربي، لأن ذلك سيفضحهم لكنهم استمروا في تعنيفي واستخدموا شتائم عنصرية مثل "Bamboula" (رقصة أفريقية تقليدية وماركة حلويات ويستخدمها البعض كاشارة للإثنية والأصول الأفريقية)، حتى قام أحدهم وأدخل الهراوة التي كان يضربني بها في شرجي".

وأضاف تيو "لوهلة كنت أعتقد أنني سأموت، وكنت لا أستطيع المشي وكان الشرطي يرميني بغاز مسيل للدموع حتى فقدت الوعي ووجدت نفسي في المشفى".


ونقلت صحيفة "لو فيغارو" عن عمدة المدينة برونو بيشيزا إدانته الكاملة للعنف الذي تعرّض له الشاب تيو، وقال "الشرطة وظيفتها أن تحمي المواطنين، لا إهانتهم. أتضامن مع تيو وعائلته وأطالب وزارة الداخلية بفتح تحقيق عاجل، من أجل عدالة تيو وعشرات الشبان الذين يتعرضون للعنف أثناء مداهمات الشرطة". وأشار بيشيزا إلى قضية آدما تراوري، الشاب الأفريقي الذي توفي نتيجة عنف الشرطة الفرنسية في شهر تموز/ يوليو الفائت، ورأى في تصاعد عنف الشرطة مؤشراً خطيراً، قد ينعكس انفجارا في الضواحي الباريسية.

وبحسب "لوباريزيان"، فإنّ الفريق الطبي الذي عاين تيو، أكّد تعرضه للاغتصاب.

ولليوم الثالث على التوالي، لم تهدأ أحياء "بوبني" في ظل تنظيم مسيرات يومية تطالب بالعدالة، عمد عشرات الشبان الغاضبين إلى إحراق 11 سيارة وعشرات حاويات النفايات، ورموا بقذائف المولوتوف على مركز الشرطة في الضاحية الباريسية. وشهدت المواجهات الليلية يوم الإثنين، تحليق هيليكوبتر على علو منخفض، وتداعي مئات عناصر الشرطة إلى مداخل الضاحية الغاضبة.

المساهمون