إعلاميون تونسيون تحت الحراسة: من هم؟

إعلاميون تونسيون تحت الحراسة: من هم؟

12 فبراير 2017
لينا بن مهني: أبرز وجوه الثورة (فيسبوك)
+ الخط -
مهنة الإعلامي تفترض الحرية فى العمل والحركة، لكن قد يجد الإعلامي نفسه أمام ضرورة أن يكون له مرافق دائم لا يفارقه، يتبعه مثل ظله لا ليساعده في إنجاز عمله الإعلامي بل ليتولى حمايته من تهديدات مفترضة قد تؤدي إلى تصفيته الجسدية.
الأمر يبدو مقلقاً للبعض ومقيداً للحرية، ومطمئناً للبعض الآخر، وعلامة من علامات النجاح. فوجود رجل أمن يصاحبك في حلّك وترحالك بات من الدواعي الأمنية الضرورية لمن وجهت لهم تهديدات بالتصفية الجسدية. هذه التهديدات عادة ما يتمّ اكتشافها عندما يتمّ تفكيك بعض الخلايا الإرهابية، وتقوم المصالح الأمنية باستدعاء الإعلامي المعني بالأمر، وتطلب منه أن توفر له حماية أمنية. وهو ما حصل منذ أسبوع في تونس حيث تمّت دعوة الإعلامية مايا القصوري والإعلامي برهان بسيس وإعلامهما من قبل المصالح الأمنية في تونس عن وجود مخاطر حقيقية تهدد حياتهما، لذلك طلبت الحيطة والحذر مع توفير حماية أمنية لهما.
فمن هم الإعلاميون والإعلاميات الذين تتولى المصالح الأمنية توفير حراسة أمنية لهم في تونس؟

مايا القصوري: هي حقوقية اختارت العمل الإعلامي تعرف بمواقفها المعارضة للتيارات السياسية الدينية، وهي تعمل الآن في قناة "الحوار التونسي" في برنامج "الحق معاك". مايا تحظى بمتابعة كبرى في شبكات التواصل الاجتماعي رغم تأكيدها أنها لا تمتلك حساباً شخصياً، وأن كل الحسابات الموجودة باسمها منتحلة لصفتها وهو ما سبب لها العديد من المشاكل.

برهان بسيس: أكثر الإعلاميين التونسيين إثارة للجدل فقد كان من نجوم الإعلام المدافعين عن نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ليصبح بعد الثورة نجم من نجوم الإعلام التونسي لما يتميز من حرفية وحضور تلفزيوني قوي، وبات اليوم مهدداً بعد أن كان أول إعلامي يصرح بأن الموساد هي من تقف وراء اغتيال الشهيد محمد الزواوي. برهان يقدم برنامجا سياسيا الآن على قناة "التاسعة".

لينا بن مهني: هذه المدونة التونسية المعروفة عالمياً حيث سبق وأن تمّ ترشيحها لجائزة نوبل للسلام سنة 2012، تعتبر من الوجوه البارزة التي أفرزتها الثورة التونسية، لينا تعرضت لعدد كبير من التهديدات نتيجة مواقفها التي تنشرها في صفحتها "بنية تونسية" (فتاة تونسية) لذلك تتمّ حراستها من قبل الأمن التونسي. ولا تتردّد لينا نفسها في انتقاد الأمن وكل من يعارض المسار المرسوم للثورة التونسية والذي يلحم به شباب الثورة، كما أنها تدافع عن الحريات العامة، وحرية الصحافة، وهو ما وضعها أكثر من مرة في مواقف صعبة.

سفيان بن حميدة: هو إعلامي تونسي مقرب من الاتحاد العام التونسي للشغل كبرى المنظمات النقابية التونسية. وقد سبق له العمل في صحيفة "الشعب" التى يصدرها الاتحاد وهو يعمل الآن في قناة "نسمة تي في". تمّ تخصيص حراسة أمنية لصيقة له منذ سنة 2012 بعد ورود اسمه في قائمة اغتيالات لدى إحدى المجموعات الإرهابية. كما قام البعض بكتابة لفظ "كافر" على سيارته وهو ما تتطلب حماية أمنية له، إذ اعتبر ذلك تلميحا إلى إمكانية تصفيته الجسدية تحت شعارات دينية متطرفة.

محمد بوغلاب: هو إعلامي تونسي كان يعمل فى الإذاعة التونسية (إذاعة رسمية) كما عمل في عدد من القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة، معروف بشدة انفعاله وطريقته العنيفة في الردّ على خصومه مما جعله عرضة إلى الكثير من التهديدات بالتصفية الجسدية. وقد تطلب ذلك تخصيص حراسة لصيقة له. يعمل الآن في برنامج "الحق معاك" و"7/24" اللذين يبثان على قناة "الحوار التونسي".

نبيل القروي: المدير العام السابق لقناة "نسمة تي في" وواحد من مالكيها، قامت قناته سنة 2011 بدبلجة وعرض الفيلم الإيراني "برسيبوليس" الذي اعتبره البعض إساءة للدين الإسلامي مما جعل منزله يتعرض فى يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2011 إلى النهب وحرق جزء منه، الأمر الذى استدعى توفير حماية أمنية له.

الصافي سعيد: الإعلامي والمرشح الرئاسي السابق يعتبر واحدا من كبار الكتاب الإعلاميين في تونس، يتميز بالحدّة فى التعاطي مع القضايا المحلية وبمواقفه المعارضة لعدد من الأطراف مما جعله عرضة لتهديدات دفعت المصالح الأمنية إلى تخصيص حماية له.
هذه الأسماء من الإعلاميين يحظون بحراسة دائمة تضاف إليها أسماء أخرى مثل الإعلامي زياد الهاني، ونوفل الورتاني، وناجي الزعيري، ومعز بن غربية، وسامي الفهري، وغيرهم من الإعلاميين التونسيين الذين يتحركون تحت حراسة أمنية لصيقة أو حراسة أمنية بعيدة.


المساهمون