منع أسرة "طفل إيطاليا" من السفر..."حفاظاً على سمعة مصر"

منع أسرة "طفل إيطاليا" من السفر..."حفاظاً على سمعة مصر"

28 اغسطس 2016
الطفل أحمد وأخوه (يوتيوب)
+ الخط -
"لا بيرحم ولا عاوز رحمة ربنا تنزل"، مثل شعبي وصف به ناشطون موقف النظام المصري من قضية الطفل أحمد، المهاجر لإيطاليا، بحثاً عن علاج لأخيه الأصغر المصاب بمرض في الدم.

الطفل أحمد ذو الثلاثة عشر ربيعاً ركب بحر الموت، بعدما واجه مصاعب الحياة في أم الدنيا، بصحبة شقيق مريض وأب مقعد، رفضت السلطات المصرية سفره للعلاج خوفا على "سمعة مصر".

وفي اليوم التالي بدأت تفاصيل ما حدث تتضح. فبعد استقبال إيطاليا لأحمد وإلحاقه بإحدى المدارس الإيطالية، وعرضها استضافة أسرته وعلاج شقيقه أشرف، قررت الدولة المصرية الدخول على الخط، والحيلولة دون سفر الأسرة. وعرض وزير الصحة التكفل بعلاج الطفل، ليلتقط معه الصور ويسوق الدولة المصرية الراعية للطفولة. ليخرج بعدها والد الطفل ليقول إن "رعاية الفقراء ومحدودي الدخل، هي توجه للدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي"، كما نقلت عنه بوابة "الأهرام"، وليتقدم بالشكر للسلطات التي تولت علاج ابنه.

وفي مداخلة تليفونية لها مع وائل الإبراشي على فضائية "دريم 2"، روت والدة الطفل قصة أسرة لا تجد عائلاً، ما دفع ابنها للهجرة ليعولها، ويعالج أخاه الذي تعبوا من تكاليف علاجه غير الناجع في مصر.

وحاول الإبراشي خلال المداخلة المرور سريعاً على قصة منع السفر، وإلصاقها للجانب الإيطالي، لكن الأم أصرت على السفر، معللة ذلك بأن العلاج في إيطاليا نهائي، وليس مؤقتاً كما في مصر. وحين علم الإبراشي أن الجانب الإيطالي قام بالتكفل بأمر أحمد وتعليمه لديهم، بعد شقائه في مصر بحثاً عن لقمة عيش وعلاج أخيه، لم يملك إلا قول "مش معقول.. لكن الجانب الإيطالي أحن على الطفل أحمد من الجانب المصري".


وفي ظل انتشار أنباء عن احتجاز أو التحفظ على أسرة "طفل إيطاليا"، وسيرا على نفس درب إلصاق منع السفر للجانب الإيطالي وتلميع وجه الجانب المصري، انفرد المذيع أسامة كمال على قناة "القاهرة والناس" في برنامج "القاهرة 360" بتقرير مصور عن الطفل أشرف، من داخل مستشفى زايد التخصصي، حاول من خلاله نفي الخبر، وتهدئة الرأي العام، ولكن الأم أفسدت القصة برمتها، وكررت تساؤلها عن الأسباب الحقيقية لمنعهم من السفر.


الباحث في الشأن الإيطالي والفاتيكان، عادل الجمل، لخص القصة عبر حسابه على تويتر من جانب وجهة النظر الإيطالية، ومن خلال تناول الإعلام الإيطالي، الذي أوصل القصة لرئيس الوزراء ماتيو رينزي الذي أمر بعلاج الشقيق المريض. وقال الجمل: "على الفور قام رئيس بلدية فلورينسا بنقل أحمد لهناك وعرضت مستشفي كاريجي علاج أخيه".

وكتب على تويتر أن أحمد وصل فلورنسا وسيهتم الأطباء بأخيه، وسيعودان للعب والضحك معاً، وأمر رينزي بنقل أخيه على طائرة خاصة، وأمر السفارة بتسهيل سفر عائلته لايطاليا التي اتصلت بالأسرة، وطلبت منهم تجهيز "الباسبورات"، ونقل أشرف للمستشفى الإيطالي بالقاهرة لعمل التحاليل اللازمة".

وعزا الجمل تراجع السفارة الإيطالية عن سفر الأسرة، لتدخل السلطات المصرية، تجنباً لفضيحة دولية فور وصولها لروما، وقال "وهنا تدخلت مصر وأعلنت أن أشرف سيتم علاجه في بلده، وتدخل وزير الصحة وتم نقل أشرف لمستشفى زايد التخصصي، وأعلن والده أنه سيعالج في مصر، وأن السفارة الإيطالية توقفت عن التواصل معهم، هذا وقد أعلن أحمد أنه لن يعود وسيظل في إيطاليا بحثاً عن عمل".


منصات التواصل واصلت القصة مع الأسرة المصرية وأحمد، ولكن من زاوية الجدل والتفاعل اليومي مع كل الملفات، فالصحافي محمد نجيب الكشكي اعتبر قصة "طفل إيطاليا" وأسرته كشفت عورات الجميع "طفل عمره 13 سنه.. هاجر عبر البحر في مركب بالهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.. من أجل إنقاذ حياة أخيه المريض والذي تخلت الدولة عنه وعن كل الشعب في حقهم في العلاج... هذا الطفل كشف أننا لسنا في دولة.. وليس لدينا حكومة أو برلمان أو رئيس..هذا الطفل كشف عورات الجميع".


وتعجب مصري: "منع أسرة طفل إيطاليا من السفر لدواع أمنية منها عدم تشويه صورة مصر! انتوا كدا بتفضحوا نفسكم اكتر".

وعلق شريف "منع سفر اسرة الطفل احمد لايطاليا للحفاظ ع سمعة مصر، لكن انتشار المرض والفساد الى خلى طفل يعبر البحر المتوسط لكى ينقذ اخوه ده مش اهانة لمصر".

وسخرت "أم نياظي" قائلة "قالك منع اسرة الطفل من السفر لايطاليا للعلاج حفاظا على سمعة مصر ... ماشالله هى مصر عندها سمعه وكمان بيتحافظ عليها". وسخر حاتم: "#مصر تقرر منع أسرة الطفل أحمد الذي فر إلى إيطاليا للبحث عن علاج لأخيه واستجابت له إيطاليا بحجة عدم تشويه سمعة مصر، منعوهم كما لو كانوا مصريين".







المساهمون