جدل مستمر حول مقال زليخة أبو ريشة في الأردن

جدل مستمر حول مقال زليخة أبو ريشة في الأردن

04 يوليو 2016
زليخة أبو ريشة (فيسبوك)
+ الخط -
أثارت وما تزال مقالة للكاتبة الأردنية في صحيفة "الغد" اليومية زليخة أبو ريشة بعنوان "غسيل الأدمغة" موجةً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لما طرحته الكاتبة من فكر اعتبروه تنويريا يصب في سياق محاصرة الفكر المتطرف عبر محاصرة مراكز إنتاجه، ومن معارضين رأوا فيما طرحته الكاتبة إساءة للدين الإسلامي مطالبين بمحاكمتها ومنعها من الكتابة.

ولم يثر الجدل الأكبر بسبب ما تضمنه المقال الذي تعرضت فيه إلى أثر خطاب الكراهية في غسيل الأدمغة، بل في التعليق الذي أضافته الكاتبة عندما شاركت المقال على صفحتهاعلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ قالت إنّ "مراكز تحفيظ القرآن جميعها تقوم بغسيل الأدمغة وتقدم الخطاب الأيدلوجي، والكثير من الخطاب الشوفيني وخطاب الكراهية، وجميع مرتاديها من أطفال هذا الوطن خلايا نائمة".

تعليق زليخة صنّفه العديد من الناشطين تطاولاً على الإسلام وعلى القرآن، وليس إنقاذاً لمراكز تحفيظ القرآن والطريقة التي يتم فيها تعليم الأطفال الملتحقين فيها، وطالبوا بتقديمها للمحاكمة ومنعها من الكتابة.


وأطلق معارضو الكاتبة التي سبق أن كتبت العديد من المقالات التي تنتقد فيها الفكر المتطرف وتحمل أسبابا لعوامل تتصل بالتعليم والدين أحياناً والمناهج الدراسية أحياناً أخرى، وغيرها، وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "#زليخة_أبوريشه_تسيء_للاسلام"، وتحت هذا الوسم كتبوا الإدراجات وأطلقوا التغريدات التي تطالب بمحاسبة الكاتبة، وتتهما بالزندقة والكفر.

وذهب معارضوها للغمز من بوابة رعاية الملك الأردني وعقيلته لمسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تجريها المراكز التي انتقدتها الكاتبة، ما دفعها للرد عبر صفحتها كاتبة "إذ أن عبارة "جميع" مراكز تحفيظ القرآن الكريم..الخ. قد انزعج منها عدد من الناس فأني سأجعلها "بعض" مراكز تحفيظ القرآن".

وكتب أحد المغردين منتقداً الكاتبة "أسهل وسيلة للشهرة بعد أن عشت حياتك دون أن يعرفك احد هو أن تشتم وتسب الإسلام لتظهر بمنظر المتحضر والمنفتح"، فيما قال آخر داعياً لإخراس الكاتبة "كمية الحقد والكراهية عندها للدين الإسلامي والمسلمين كثير واضحة".


وربط متدينون قضية الداعية الإسلامي أمجد قورشة المعتقل لدى محكمة أمن الدولة والكاتبة المحسوبة على العلمانية، فغرد ناشط محرضاً على اعتقال الكاتبة ومنتقداً المدافعين عنها "الكلاب المسعورة التي وقفت مع اعتقال أمجد قورشة لن تسمع عواءها عندما يكون الأمر فيه إساءة للدين".


يذكر أن الداعية قورشة يتهم من قبل العلمانيين بنشر خطاب الكراهية والتحريض على الديانات الأخرى، لكنه اعتقل مؤخراً على خلفية فيديو قديم ينقد فيه مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

وفي مواجهة الهجمة العنيفة التي تعرضت لها الكاتبة أطلق ناشطون مؤيدون لها وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "‫#‏مع_زليخة_مع_التنوير"، يدافعون فيه عن الكاتبة ويعلنون تضامنهم معها ومع ما طرحته.


ورأى مؤيدون لها أن الشتائم التي تعرضت لها الكاتبة والتكفير والتخوين تعكس أخلاق من وجه تلك الشتائم والاتهامات، معتبرين أن الهجوم عليها وعدم مقارعة الحجة بالحجة دليل على صدق ما طرحته، فيما ذهب آخرون لاعتبار أن تكثيف الهجوم على الكاتبة جاء من منطلق أنها امرأة.





المساهمون