"وصلة" و"مختبري"... تطبيقان صنعا في غزة

"وصلة" و"مختبري"... تطبيقان صنعا في غزة

31 يوليو 2016
تطبيق "مختبري" (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يكن طلب الطفل ياسين من أخته الكبرى سحر الطيبي (22عاما)، إنشاء صفحة خاصة به على "فيسبوك"، عابرًا على ذهنها، إذ دفعها خوفها عليه من محتويات الموقع الأزرق، والتي قد لا تناسب سِنه، إلى التفكير بإنشاء تطبيق تكنولوجي أسمته "وصلة". 

تمكن خليل سلمان (24 عاما) وسحر الطيبي وميس الوحيدي (22 عاما)، من كلية الهندسة في جامعة الأزهر في غزة، من إنشاء تطبيقين تكنولوجيين، أسمياهما "وصلة" و"مختبري"، ضمن مسابقة محلية وأخرى دولية، فازا على إثرها بمراكز متقدمة في كلتا المسابقتين.
وتوضح الطيبي لـ"العربي الجديد" فكرة تطبيق "وصلة"، إذ كان طلب أخيها الأصغر بمثابة الإلهام للوصول إلى فكرة "وصلة"، التي تحاكي موقع "فيسبوك" لكن بطريقة أكثر أمانًا، ومحتوى يناسب أعمار الأطفال، من ألعاب أطفال ومواد تعليمية مختلفة تناسب عقل الطفل وتطور من ذاته.
وتقول صاحبة الفكرة: "انتشار الإنترنت بشكل كبير والأجهزة الذكية، مكّن الأطفال من استخدامها بشكل كبير، الأمر الذي قد يعود سلبًا عليهم من المحتوى غير الآمن من التطبيقات المختلفة والإنترنت بشكل عام، بالإضافة إلى غياب دور الأهل في مراقبة أطفالهم لدى استخدامهم الإنترنت".
وتضيف الطيبي أن "وصلة" يحقق هدف الأمان، عن طريق توفير حساب مستخدم للطفل وآخر للأهل، يمكنهم من مراقبة كل نشاطاته على الموقع، والتحكم بالرسائل والطلبات التي يجدونها
غير مناسبة، ومن ثم إلغائها، بالإضافة للتحكم بتوقيت فتح وإغلاق التطبيق من قبل الآباء.
أما بالنسبة لتطبيق "مختبري" فإنه يحاكي تجربة ميس الوحيدي عندما لم تكن تجد وقتًا في تطبيق التجارب العملية لمادة العلوم في الصف السابع الأساسي، فبادرت بإيجاد تطبيق يساعد الطلبة على تطبيق تلك التجارب بطريقة تكنولوجية، باستخدام الهواتف الذكية، وتحل مشكلة خطورة المختبرات الفعلية.
وتوضح الوحيدي لـ"العربي الجديد"، أن الفكرة تم طرحها على مشرفين في بعض المدارس والطلاب ولاقت ترحيبًا وقبولا منهم، إذ تعمد الفكرة إلى تطبيق جميع التجارب الكيميائية والفيزيائية بطريقة تطبيقية تكنولوجية، ويتم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليه قبل طرحه على المتاجر الذكية.
وتضيف صاحبة الفكرة، أن "مختبري" يعمل على زيادة الأمان في عملية تطبيق المواد العملية في مادة العلوم عبر الهواتف الذكية، على عكس خطورة تنفيذ تلك التجارب في المختبرات الموجودة في المدارس، في ظل غياب وسائل الوقاية والحماية للطفل.

وفي السياق، يشير خليل سلمان إلى أن "المحتوى السيئ الذي تقدمه مواقع التواصل
الاجتماعي، ولا يتناسب مع الطفل" كان السبب وراء تصميم تطبيق "وصلة"، بالإضافة لكون "مختبري" يحاكي الواقع الافتراضي للتجارب العملية الموجودة في المنهاج التعليمي لمادة العلوم بالصف السابع الدراسي.
ويشير سلمان لـ"العربي الجديد" إلى أن المواد المنتشرة عبر موقع "فيسبوك" قد تغير من سلوك الطفل السليم، وبالتالي كان لا بد من "وصلة" لإبعاد الطفل عن الخطر ووضعه تحت مراقبة الأهل، إضافة إلى وقايته من تأخر النمو العقلي والجسدي واستيعاب المعلومات لدى الطفل عند تعرضه للإنترنت.
ويشير إلى أن تطبيق "مختبري" يساعد في توفير المواد الناقصة لبعض التجارب العملية، والتي لا تدخل إلى غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، وبالتالي يضع الطالب تحت دائرة تطبيق التجربة والتفاعل معها بصورة آمنة وكاملة.
ويوضح سلمان أن التطبيقين التكنولوجيين، قيد التطوير، وسيتم طرحهما في الفترة القادمة على هواتف أندرويد، طامحًا مع فريقه إلى انتشار "وصلة" و"مختبري" على صعيد الوطن العربي، والتغلب على الحصار، وتمثيل فلسطين في المسابقات الدولية، كواجهة من الإبداع الذي يُولد من قهر الحصار.


دلالات