جو معلوف يفعلها مجدداً: صكّ براءة مشبوه لـ"تاجر البشر"

جو معلوف يفعلها مجدداً: صكّ براءة مشبوه لـ"تاجر البشر"

17 مايو 2016
عماد الريحاوي (تويتر)
+ الخط -
في أقل من شهر واحد، فتح الإعلامي اللبناني جو معلوف مرتين، الهواء لأكثر من نصف ساعة لعماد الريحاوي، المطلوب للعدالة بالقضية المعروفة باسم "الشي موريس"، وهي قضية أثارت الرأي العام بسبب شهادات الفتيات اللواتي تم تحريرهن من عبودية تحت غلاف الدعارة.

وقبل موعد البرنامج أطلّ معلوف في نشرة أخبار قناته، LBCI ليحضّر الجمهور لمفاجأة كبيرة، أعلن فيها أنه سيستضيف المطلوب عماد الريحاوي في برنامجه "حكي جالس"، قائلاً إن "هذه المقابلة تهدف إلى كشف الحقيقة"، تحت عنوان "لأننا نجرؤ حيث لا يجرؤ الآخرون".


وفي الموعد المحدد، أطلّ الريحاوي في مقابلة بدا التنسيق واضحًا خلالها بين الريحاوي ومعلوف. تُرك الهواء لريحاوي ليتحدث ويدافع عن نفسه، أما جو فكان يقاطعه فقط ليطرح سؤالا يهدف إلى تحسين رواية الريحاوي عن دوره في شبكة الاتجار بالبشر ليس أكثر، وفي حال نسي المطلوب للقضاء جزءًا من مرافعته كان جو حاضرًا وجاهزًا لتذكيره، كما حصل عندما نسي الريحاوي الحديث عن الطبيب فأنقذه معلوف.
لم تنتهِ القصة هنا، فمعلوف الذي اتصل بفتاة من الفتيات اللواتي تعرضن للضرب من قبل الريحاوي، لعب دور المدافع عن الريحاوي حتى بوجود الأخير، واتهم الفتاة بأنّ هناك من يلقنها الكلمات.

بعدها، اتصل المعلوف بسائق قال إنه كان ينقل الفتيات إلى الضاحية الجنوبية للتبضع وبأنه لم يلاحظ تعرضهنّ للضرب بتاتًا. هكذا باتت الصورة واضحة، أو على الأقل الصورة التي أراد معلوف أن يصنعها في برنامجه: الريحاوي لم يعذّب الفتيات وهو ليس الشخص الذي ظهر في أحد الفيديوهات يقوم بعملية التعذيب، وكلّ ذلك تحت حجة أنه "يريد الرأس الأكبر وأن لا يكون "الصغير" كبش الفداء". أما همّ الريحاوي، فكان حصر التهمة بتسهيل الدعارة ليس أكثر.




تُرك الهواء للريحاوي ليُخاطب الجمهور وينصحه بعدم تصديق كل ما يسمعه على وسائل الإعلام والتأكد من صحة ما يُعرض. كانت هذه رسالة الريحاوي قبل أن يكتمل المشهد الدرامي بتسليم الريحاوي الذي كان يجلس إلى جانب محاميه لشرطة الآداب، وكل ذلك على الهواء مباشرة.. أما رسالة معلوف فكانت أن برنامجه "نجح حيث فشلت الأجهزة الأمنية وجميع وسائل الإعلام التي تناولت الموضوع".



رسالة معلوف الأخيرة كانت: "بدكن تعرفوا إنو هالملفات منها لعبة وبالنسبة إلنا هلّق بلّش الملف"... طبعًا التعاطي بهذا الموضوع ليس لعبة، لكن مَن مِن المشاهدين سيصدق أنّ خلف كل هذا المشهد الذي صنعه المعلوف لا يوجد "لعبة"؟ منذ متى أصبحت مهمة الصحافي تبييض صفحة متهم ومطلوب للعدالة قبل محاكمته؟ طبعًا هذا الملف ليس لعبة، لكن ما شاهدناه يوم الاثنين على شاشة LBCI كان فيلمًا طويلاً عن متهم حوّلته وسيلة إعلامية إلى مظلوم وفتحت له الهواء ليُحاكم فتيات تم تعنيفهنّ واستغلالهنّ، ويَلعب بمشاعر المشاهدين قبل لحظات من توقيفه.