هل نقول وداعاً لغسالات الملابس؟

هل نقول وداعاً لغسالات الملابس؟

02 ابريل 2016
تطوير تقنية النانو بمجال الأنسجة قد يغني عن الغسالة(Getty)
+ الخط -
يشهد مجال صناعة النسيج والملابس تطوراً ملحوظاً بفضل تقنية النانو، فبعد أن قامت شركة "نايك" بالكشف عن أول نسخة من حذاء ذكي أطلق عليه اسم HyperAdapt 1.0 يتميز بتقنيات ومستشعرات تجعله يحس بقدم المستخدم ويربطها تلقائياً، فقد تمكن باحثون من معهد "ملبورن" الملكي للتكنولوجيا بأستراليا من تطوير نوع جديد من القماش يتميز بخاصية التنظيف الذاتي.

واستطاع الفريق الباحث تطوير هذا القماش، بالاعتماد على طبقة دقيقة ذات بنية نانوية مصنعة من النحاس والفضة قادرة على إزالة المواد العضوية -التي تشكل الطبقة المتسخة- عند تعرضها للضوء الطبيعي أو الاصطناعي.

وتمكن الباحثون من تأسيس طبقتين من مواد نانوية، الأولى تعتمد على النحاس والثانية على الفضة. وللحصول عليهما، تم غطس ألياف القطن في محاليل مختلفة منها كلورير القصدير وأملاح البلاديوم، وأخيراً محاليل من أملاح الفضة والنحاس.

وبفضل خاصية امتصاص الضوء والذي يكسب الطبقة المعدنية النانوية طاقة كافية، فتقوم حينها إلكترونات أطلق عليها الباحثون وصف "إلكترونات ساخنة" بتفكيك الطبقة العضوية نتيجة التفاعل معها عند تعرضها للضوء، وهو ما يجعل النسيج يكتسب ميزة التنظيف الذاتي.



وأشار راجيش راماناثان، الأستاذ في معهد "ملبورن" الملكي والمشرف على هذا البحث، في مقال نشر على مجلة علمية Advanced Materials Interfaces، أن هذا النوع من الأقمشة يتميز ببنية ثلاثية الأبعاد تجعله قادرا على امتصاص كمية كبيرة من الضوء؛ مما يسرع عملية التفاعل وتفكك المواد العضوية العالقة على القماش.

وقام الفريق الباحث بتجارب أولية أظهرت قدرة الأقمشة على التنظيف الذاتي بعد تعرضها للضوء لمدة لم تتجاوز ست دقائق. وتختلف المدة باختلاف الطبقة النانوية، حيث لوحظ أن القماش الذي يحتوي على طبقة من النحاس، تتم عملية التفاعل على مستواه بشكل أسرع مقارنة مع طبقة الفضة.

وباعتبار هذا الابتكار الجديد غير مكلف، يطمح الباحثون إلى تطوير طريقة تتيح ربط البُنى النانوية بشكل دائم مع الأقمشة ليتم الانتقال إلى مرحلة الإنتاج صناعي. وعلى الرغم من أن هذه الأقمشة ما زالت في مرحلة التجريب الأولية إلا أنها تعتبر خطوة مهمة في مستقبل الأقمشة ذاتية التنظيف. وقد تكون في يوم من الأيام سبباً في انتهاء عصر غسالات الملابس.
وفي نفس السياق، يسعى الباحثون إلى توظيف التقنية للحصول على أقمشة مضادة للبكتيريا وذلك لصد البعض منها التي تشكل خطراً.

دلالات

المساهمون