كيف تفاعل الفلسطينيون مع تصريحات الاتفاق المبدئي للمصالحة؟

كيف تفاعل الفلسطينيون مع تصريحات الاتفاق المبدئي للمصالحة؟

09 فبراير 2016
(Getty)
+ الخط -
يأمل الفلسطينيون ومنذ ثماني سنوات في أن يتوصل طرفا الانقسام الفلسطيني إلى حل واتفاق يطوي صفحة مشؤومة وإلى الأبد في تاريخ القضية الفلسطينية، إذ تعددت الاجتماعات والحوارات بين قادة من حركتي فتح وحماس دون الوصول إلى نتيجة مرضية ونهائية.

أمس الإثنين، تداولت وسائل الإعلام تصريحات لمسؤولين في الحركتين، عن توصلهما لتصور عملي محدد لإنجاز المصالحة الفلسطينية، والذي جاء بعد لقاءات ثنائية على مدار يومين في العاصمة القطرية الدوحة، وأكدت التصريحات أن هذه اللقاءات ستركز على تطبيق ما جاء في اتفاقات القاهرة والدوحة والشاطئ التي أبرمت في سنوات سابقة ببن الطرفين.

واستقبل الفلسطينيون خبر الاتفاق بأمل في إنهاء نقطة سوداء علقت في تاريخ القضية، لا سيما أن الأراضي الفلسطينية تشهد هبة جماهيرية منذ أكثر من أربعة أشهر، استشهد خلالها 173 فلسطينيا، منهم عدد من الأطفال، إضافة إلى معاناة وحصار يطبق على أهالي قطاع غزة منذ فترة طويلة، علما أن ملف المصالحة يحمل في سلم أولوياته قضايا عالقة كتسليم معبر رفح وموظفي أجهزة الأمن في القطاع، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وفي ردة الفعل عند الشارع الفلسطيني، سخر الناشطون والمدونون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من تصريحات الإعلان عن تصور عملي لاتفاق المصالحة، معبرين عن تشاؤمهم وأسفهم في المماطلة وعدم الجدية في تطبيق الاتفاقيات السابقة التي وقعتها الحركتان، وغردت إيمان قديح عبر صفحتها في "فيسبوك": "تصور المصالحة الي دوشتونا فيه موجود من أيام اتفاق القاهرة يعني مش شي جديد لحتى نتفائل بدنا تروحو واتطبقوه على الواقع بس"، أما إياد النخالة فقد كتب ساخرا وغير متفائل أبدا بهذه اللقاءات "بالنسبة لإلي حلم المصالحة زي حلم الكهربا تيجي 24 ساعة.. بأمارة إتفاق مكة".

وعن الملل الذي أصاب الشارع الفلسطيني من اللقاءات والمحادثات التي توصف بالإيجابية في كل مرة، دون التطبيق الفعلي لها على أرض الواقع، وصف عرفات البرغوثي المصالحة الفلسطينية بمسلسل باب الحارة كاتباً "مسلسل المصالحة الفلسطينية صار بايخ زي باب الحارة.. موسم برجع بنفس الديباجة وبتغير المخرج مرة مصر مرة السعودية واليوم قطر.. ومع تغيير بعض الكومبارس".

لا تخلو ردود الأفعال والتعقيبات على هذه الأخبار من برهة أمل يتشبث بها الفلسطينيون من أجل الخلاص من مرحلة صعبة أوصلتهم إلى طريق مسدود ومظلم على حد وصفهم، فبارك بعضهم هذه اللقاءات وقاموا بمشاركة الخبر مع أصدقائهم، والاستفسار عبر صفحاتهم عن صحة الأخبار، وقام بعض آخر بنشر مقطع فيديو يعود لعام 2014 عقب توقيع اتفاق القاهرة، وتظهر فيه الاحتفالات والمسيرات في شوارع مدينتي غزة ورام الله ابتهاجاً بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وكتبوا عليه "هل تتكرر هذه المشاهد؟ المصالحة الفلسطينية قريبة جداً من إنهاء حقبة استمرت لأكثر من 10 سنوات".

المساهمون