بروباغندا الإعلام الروسي... ترويج للتدخل في سورية وتجاهل لحلب

بروباغندا الإعلام الروسي... ترويج للتدخل في سورية وتجاهل لحلب

27 ديسمبر 2016
الإعلام الروسي لم يذكر حلب بتغطية اغتيال السفير(ميخائيل سفيلتوف/Getty)
+ الخط -
كتب الصحافي إيليا لوزوفسكي، مقالاً في صحيفة "ذي أتلانتيك" الأميركية، بعنوان "الإعلام الروسي وسقوط حلب"، مشدّداً فيه على أن وسائل الإعلام الروسية تعمل كأداة للترويج لتدخل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سورية، أول من أمس الأحد.

وأشار الكاتب إلى أنّ اغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، أثار موجة من الغضب داخل روسيا، ودأبت وسائل الإعلام في البلاد على ترديد تصريحات المسؤولين الروس، وعلى رأسهم بوتين الذي اعتبر الحادثة ضربة للعلاقات الروسية-التركية و"عملية السلام في سورية".

لكن لوزوفسكي أوضح أن وسائل الإعلام الروسية تجاهلت عنصراً مهماً في حادثة الاغتيال، معتبراً أن المنفّذ كان لديه رسالة موجهة لموسكو، بسبب مساعدتها العسكرية للنظام السوري، ما ساهم في سقوط حلب، إذ صرخ "لا تنسوا حلب، سنموت من أجل حلب". وبينما ذكرت وسائل الإعلام الغربية هذا التفصيل في تغطياتها كافة عن الحادثة، أغمضت وسائل الإعلام الروسية عينيها عن الأمر.

وقال الصحافي إن القناة الإخبارية التابعة للدولة، "فيستي"، بثت مقطعاً تضمّن مقابلات مع من وصفتهم بشهود عيان، إلى جانب مشهد لمنفذ الاغتيال وهو يصرخ أمام الكاميرات، لكنها كتمت الصوت ولم تقدّم أي ترجمة. كما تناول أحد المراسلين الروس خلفية المنفّذ، ناقلاً ما قدمه المسؤولون الأتراك من نظريات مفادها تورط حركة الداعية التركي، فتح الله غولن، في الحادثة، ولم يذكر المراسل أي شيء عن حلب.

وشدّد لوزوفسكي على أن التغطية الإعلامية الروسية لم تحِد عن الخط الذي رسمه لها بوتين وغيره من المسؤولين الكبار: "الحادثة ضربة جبانة ضد روسيا لمحاربتها الإرهاب الدولي"، مشيراً إلى أنها تتوافق تماماً مع سرديات وسائل الإعلام الروسية حول سورية منذ بدء دعم موسكو نظام بشار الأسد في 2015، مضيفاً أن مشاهد معاناة المدنيين التي استفزت العالم كله والفظائع الموثقة من منظمات حقوق الإنسان فبالكاد رصدها الإعلام الروسي.

ورأى الصحافي أن الإعلام الروسي لم يذكر "كارثة حلب الإنسانية"، ولم يناقش معاناة المدنيين على أيدي قوات النظام السوري المدعومة من موسكو، واستمر في وصف معارضي النظام السوري بـ"الإرهابيين".

وبثت "القناة الأولى" الروسية برنامجاً إخبارياً، قال فيه المراسل إن "السكان المسالمين يعودون إلى أحياء حلب المحررة"، وأضاف "حلب تعود إلى الحياة الطبيعية، حيث غصّت الشوارع بآلاف الأشخاص"، أثناء متابعته بالكاميرا الخبراء الروس وهم ينزعون الألغام من ساحة إحدى المدارس، وفقاً للوزوفسكي.

كما أشار المراسل إلى أن "الناس استمعوا إلى بيانات السياسيين الغربيين حول توصيل المساعدات الإنسانية الخيالية إلى حلب"، ولفت لوزوفكسي إلى أن "المراسل يريد أن يوحي بأن تصريحات الغربيين بوقوفهم إلى جانب الشعب السوري تبدو وعوداً فارغة".

وفي سياق متصل، صوّرت وسائل الإعلام الروسية وجود موسكو في سورية كـ"مهمة تحرير وتجديد"، وفقاً للكاتب.

كما قارن لوزوفسكي بين تغطية الإعلام الروسي والإعلام الغربي لمعارك سقوط حلب، ونقل عن المحرر في المطبوعة الروسية المستقلة "ميدوزا"، كونستانتين بنيوموف، قوله إن "الإعلام الروسي المملوك للدولة لا يؤدي مهمته على النحو المعتاد وكما يجب. والقائمون على أمره لا يرون أن من واجبهم التحقق من المعلومات التي يحصلون عليها من وزارة الدفاع الروسية أو مسؤولين آخرين... إنهم يكتفون فقط بنقل الرسائل الرسمية".

(العربي الجديد)

المساهمون