الاحتلال يعتقل ناشطاً فلسطينياً انتقد الاحتفاء بالحرائق

الاحتلال يعتقل ناشطاً فلسطينياً انتقد الاحتفاء بالحرائق

25 نوفمبر 2016
اعتُقل أبو دعابس صباح اليوم (فيسبوك)
+ الخط -
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، الناشط الفلسطيني، أنس أبو دعابس، بعد أن كتب منشوراً على موقع "فيسبوك"، تضمن أساساً انتقاداً وسخرية من حالات "الاحتفاء" بالحرائق التي اندلعت في فلسطين المحتلة، ودعا بسخرية إلى جملة من العمليات الإضافية للهجوم على إسرائيل.

وجاء في منشور أبو دعابس، تحت عنوان "جزء من احتفالاتنا بما يُسمى #اسرائيل_تحترق"، "أقترح الإجراءات التالية عاجلًا: أولًا -مقاطعة تركيا والسيد أردوغان اللي باعث أوّل طياراته لإطفاء الحرائق في فلسطين.. أمّا خيانة ياخي! ثانيًا -هُناك بعض مناطق الحُرش التي لم تصلها النار حتى الآن، ولازم ندعو الزعران من شبابنا يقوموا بالواجب: إقرث، عمواس، تل خويلفة، عسقلان، بيسان، الفالوجة، الطنطورة، خبيزة وغيرهن من أحراش بلادنا وقرانا المهجرة .. الحشائش الناشفة أسرع للاشتعال وأعم للفرحة زي ما انتو عارفين!".

وتابع: "ثالثًا -بدل صلاة الاستسقاء بكرا والدعاء بصلاة الجمعة لنزول المطر المتأخر (وما هو بلعنة -لا سمح الله - إنما جزء من عذابه للظالمين).. نُبدلها بدعاء ليكون رعد وبرق وزيادة في الرياح فقط. رابعًا -البلدات العربية التي تحيط بها النيران، أو المؤمنون الساكنون في حيفا والقدس ممن التف حولهم اللهب -بما أن المُجريات من عند الله، فأنتم في أمان، فقط ما عليكم إلا صب الكاز باتجاه منافٍ لبيوتكم. ما هي التهمة صارت "انتفاضة الحرائق" صارت جاهزة عند شرطة الاحتلال".

وأضاف "أما بخصوص ما كان يأمر به أمراء المسلمين جنودهم: (لا تعقرن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا البهيمة، ولا شجرة ثمر، ولا تهدموا بيعة، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء).. فهذا كله لا داعي له لأن الديمقراطية تنفي الأمر.. ومع أن الحفاظ حتى في حالات الحرب على عدم إحراق الشجر قبل الحفاظ على حياة البشر، فإننا ندعو المساجد إلى رفع الأذان ابتهاجًا بالنصر المبين، منهياً حديثه بوسم "#تهكم_ومش_جد".

وكان أبو دعابس قد كتب منشوراً آخر، أمس، تهكم فيه على محاولات تفسير الحرائق التي اندلعت في إسرائيل بأنها عقاب من الله لمحاولات الحكومة الإسرائيلية سن قانون منع الأذان، وقال فيه "أي جهل وقلّة وعي هذا اللي إحنا فيه؟! بلادنا تحترق وحضرات العُربان شغّالين تكبير وتهليل.. عجبًا للعقل لمّا يبطّل يفكّر ويصير أبله.. وتصير "احتفالاتنا" علامة لقلّة حيلتنا وبُعدنا عن الهدف"!

وأضاف "أي تسبيح هذا اللي فيه (ربنا يعاقبهم على منع الأذان).. تصل فيك الجُرأة (الإيمانية) لتنسب للخالق سبحانه هذا الحريق على أنه عذاب من الرب على قانون يعادي الدعوة للصلاة (لم يُسن بعد).. وبلادنا صار فيها الدم عادياً، وهدم البيوت بكل بقعة، والتهجير والمجازر وغيره.. ولّا ما عاد (قتل المؤمن أعظم عند الله من هدم الكعبة)؟!.. أي غباء وأي تجنٍّ على الله اللي بخلينا نقلل إيماننا بالغيب ونكون واثقين من أننا تقيين لحتى ربنا طوّالي يصُب عذابه واقعيًا عوضًا عن ضعفنا"

وقال "لو بنعرف أن سعادتكم وحُرية البلاد بتجي من جعل أرضنا وغاباتنا فحم، كان زمان شيّعنا زُعراننا يحرقوا فلسطين وأشجارها! #دُخان_يعمي_الأبصار_والبصيرة".

ويبدو واضحاً أنه في موجة التحريض العنصري ضد العرب في الداخل الفلسطيني، واتهام جهات رسمية بينها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للفلسطينيين بافتعال موجة الحرائق واعتبارها "عملاً إرهابياً"، نشطت الشرطة الإسرائيلية أيضاً في مراقبة ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعي، بحثاً عن "محرضين"، ويبدو من مراجعة النصوص أن من راقب صفحة الناشط، أنس أبو دعابس، لم يفهم ولم يدرك اللهجة الساخرة في كتاباته.



المساهمون