اليمنيون على مواقع التواصل: #أين_الراتب؟

اليمنيون على مواقع التواصل: #أين_الراتب؟

24 أكتوبر 2016
حول بعضهم معاناته إلى نكات وقصائد(العربي الجديد)
+ الخط -
فصلت الحرب اليمنيين عن كل شيء، حتى عن رواتبهم "الضئيلة". لذا أخذت ظروف المعيشة التي يقاسونها، تظهر على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعية.

انقطعت الرواتب، وبدأت الشكاوى والمطالبات تضج على منصات "فيسبوك" و"تويتر"، في بلد يشهد ظروفاً اقتصادية متدهورة، جراء الحرب الممتدة منذ انقلاب ميلشيا الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على السلطة، في سبتمبر/ أيلول من العام 2014.

وتشهد البلاد، منذ أشهر، أزمة في صرف الرواتب، بعد تضاؤل السيولة النقدية، وتراجع الإيرادات العامة، وتوقف نشاط معظم المصالح الحكومية. فكتب صادق العامري "بدأ الصبر ينفد ولا مجال للتبريرات الواهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أين الراتب؟ أين قوت أطفالنا؟ أيها اللصوص لن نسامحكم ولم نعد نستطيع الصبر أكثر من ذلك".


وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعية، حكايا يقولون، إنها لأشخاص تقطعت بهم السبل بسبب توقف صرف الرواتب، وتبيت لياليها من دون طعام. فيما نشر آخرون صوراً لكتل من الأموال التي يجمعها مقاتلون حوثيون، لما يعتبرونه دعماً للبنك المركزي، من المدن والأرياف التي يسيطرون عليها، بحجة دعم "جبهات القتال" ضد قوات الحكومة.

ونشر بعض الموالين لميلشيا الحوثيين، رداً على المطالبين بصرف الرواتب، بالتوجه إلى "جبهات الحرب"، بدلاً مما وصفوه بـ"استغلال الأوضاع الاقتصادية، ونشر الفتنة".

وقال فهيم جمعان، وهو أحد الموالين للحوثيين تعليقاً على صورة لنساء يجمعن ذهباً "مقارنة، وكم هو الفرق بين نساء قدمن أزواجهن وإخوانهن وآبائهن وأموالهن وحليهن وبينكم أنتم، لمجرد تأخر الراتب شهراً تزعزتم وتحولتم إلى مرتزقة بمعاشاتهم وكأن الوطن لا يعنيكم بشيء أفلا تخجلون!".

ويعتمد غالبية اليمنيين العاملين في القطاع الحكومي على الرواتب، كمدخول أساسِي في معيشتهم، فيما تدهور وضع القطاع الخاص بسبب توقف النشاط الاقتصادي في البلاد، واضطرار بعض الشركات إلى الإغلاق.

وكتب عبدالكريم عمران "دمروا الوطن وهشموا الدولة وقتلوا ابنه وشردوا جاره وفجروا بيته ومسجده وسرقوا بنكه وماله ولم يغضب وبعد أن مات الضمير قطعوا المرتب، فهل يغضب؟". وقال حسين الحمزي "دخلوا صنعاء بحجة الدفاع عن المساكين والمغلوبين لأن الحكومة رفعت 500 ريال في المحروقات، والآن لا رواتب ولا بنك ولا كهرباء ولا مياه ولا أمن ولا استقرار".

وأطلق عشرات الناشطين وسوماً من بينها #أين_الراتب؟ لمطالبة الحوثيين بصرف الرواتب الموقوفة، وكذا الحكومة الشرعية التي أعلنت في سبتمبر/ أيلول الماضي نقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد).

وكتب الصحافي، مصطفى راجح، "الحوثيون يستخدمون المرتبات ورقة ضغط لإقناع المؤسسات الدولية بفشل قرار نقل البنك المركزي إلى عدن الذي تم بموافقتها، والشرعية تنظر لنقل البنك المركزي الى عدن بأنه انتزاع لورقة سياسية من يد الحوثيين، تم انتزاعها ورميها في عدن، لا أقل ولا أكثر". مضيفاً "شكلُ اليمنيين بحاجة لضغط دولي لفض الاشتباك حول مرتباتهم وإيجاد آلية مؤقتة متفق عليها لتوفيرها وصرفها لمواجهة الحالة التي نشأت عقب قرار نقل البنك".

ونشر الصحافي، صامد السامعي، صورة لجميل عون، وهو أكاديمي في جامعة صنعاء، يعمل أجيراً يومياً في نقل الأحجار في أحد المصانع، بعد توقف راتبه.

جمهور آخر من اليمنيين، نقل معاناته في المطالبة بالرواتب، إلى نشر نكات أو قصائد، وأغاني تم تحريفها لتناسب الوضع الصعب الذي يعيشونه، ودعواتهم لصرف مستحقاتهم المالية، فنشر أحمد شائع، قصيدة متداولة كتبت باللهجة الدارجة: "ألا يا راتبي وينك.. غيابك وين: طمني ..أنا مشتاقلك شاموت..تعال ارجع وفرحني ..أنا من..فرقتك مخبوط..أمانه لا تطنشني".



وكتبت إيناس يوسف قصة "إنه يكون عندنا بنكان مركزيان وحكومتان، ومع ذلك نبقى بدون مرتبات.. تشبه اللي متزوج ثنتين، ويرقد من غير عشاء!". وبث "أمين الأهنومي"، مقطع فيديو لشاب يردد أغان متتالية، تحكي واقع المعيشة الصعبة بعد أن انقطع صرف الرواتب.

ونشر آخرون طرفة تقول "وقف أحد شيوخ الدين بعد دفن الميت، وقال للمشيعين أتدرون الى أين هو ذاهب؟ هو ذاهب إلى مكان ليس فيه راتب ولا كهرباء ولا ماء ولا شيء، إنه انتقل الى عالم آخر.. ورد على أحدهم: والله إنه شكله رايح اليمن".


فيما كتب حسن البطاح "أين الفنان التونسي لطفي بوشناق اللي غنى خذوا المناصب والمكاسب بس خلوا لي الوطن، يجي يشوف أصحابنا شلوا المناصب والمكاسب والكراسي والوطن.. وزادوا شلوا الراتب".




دلالات

المساهمون