رانيا البدوي وآخرون: كيف يصنع الإعلام الأزمات في مصر؟

رانيا البدوي وآخرون: كيف يصنع الإعلام الأزمات في مصر؟

16 أكتوبر 2016
رانيا البدوي (فيسبوك)
+ الخط -
في أقل من أربع وعشرين ساعة، أطاحت شبكة قنوات تلفزيون "ON TV"، بالإعلامية المصرية، رانيا البدوي، بفسخ تعاقدها بعد حلقة واحدة من ظهورها مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج "كل يوم"، انتقدت فيها وزيرة الاستثمار المصرية، داليا خورشيد.
وقالت الشبكة في بيانها حول الواقعة، الخميس الماضي: "تؤمن شبكة قنوات ON TV بأن المبادئ الإعلامية وقيم وشرف هذه المهنة لا يتجزأ، وتحمل القناة على عاتقها مهمة إعلامية وطنية تعتبرها تحدياً غير مسبوق فى ساحة الإعلام التلفزيوني، من خلال الإصرار على تقديم إعلام حر ومستقل يحترم عقل المشاهدين بلا إسفاف أو إسراف أو إساءة أو خرق لأخلاقيات هذه الرسالة النبيلة، وقد نجحت ON TV فى أسابيع قليلة في أن تحتل مكانة لدى المشاهدين".
وتابعت: "ارتباطاً بذلك، فإن الشبكة تعتذر عما جاء فى أحد برامجها من إساءة وتجاوز في حق إحدى الشخصيات العامة، وتؤكد شبكة قنوات ON TV أنها عازمة بكل إصرار على تقديم إعلام شديد الجاذبية والجدية والإمتاع في نفس الوقت الذي نلتزم فيه بالقيم والرقي واحترام المشاهدين، تم إلغاء التعاقد مع رانيا بدوي".
كانت البدوي قد وصفت وزيرة الاستثمار المصرية بأنها "أفشل وزيرة"، وبعدها أجرى مالك القناة أحمد أبو هشيمة، الذي تربطه علاقة صداقة مع خورشيد، اتصالا بالبرنامج، وطالب البدوي بالاعتذار، إلا أنها رفضت.




البدوي كانت قد تمت الإطاحة بها سابقاً من قناة "التحرير"، عام 2013، عقب إغلاقها الهاتف في وجه السفير الإثيوبي بالقاهرة، الذي أجرى مكالمة هاتفية معها في إحدى فقرات البرنامج، ما تسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر وإثيوبيا في ظل أوضاع سياسية ودبلوماسية متأججة بسبب مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي والمخاوف من تأثيره على حصة مصر في مياه نهر النيل.



أداء رانيا البدوي، أصبح ظاهرة متكررة في الإعلام المصري، عقب الانقلاب العسكري على مصر في 3 يوليو/ تموز 2013، وصنع إعلاميو السلطة الكثير من الأزمات التي أحدثت توترات على الصعيدين الداخلي والخارجي، نتيجة المحاباة الشديدة للنظام المصري.
ففي حلقة 16 يوليو/ تموز 2013، من برنامج "صباح أون"، انتقدت أماني الخياط دور المغرب في القضية الفلسطينية، ووصفت اقتصاد المملكة بأنه قائم على "الدعارة"، وأن ترتيب المغرب متقدم بين الدول المصابة بالإيدز، الأمر الذي أحدث أزمة دبلوماسية بين مصر والمغرب آنذاك، وتم فسخ تعاقدها مع القناة على خلفية هذه الحلقة.
وعلى الرغم من اعتذار القناة ببيان لها واعتذار الخياط نفسها على الهواء، إلا أن ردود الفعل استمرت واضطرت الخارجية المصرية للاعتذار عن طريق السفارة في الرباط. وانتهى الأمر بإعلان إدارة القناة قبول استقالة أماني الخياط "نتيجة العيب والتجاوز في حق شعب شقيق وملك حكيم يحب مصر".



أزمة أخرى قادها عدد من الإعلاميين مع الأراضي المحتلة في فلسطين، حيث تهكم عدد من الإعلاميين المصريين ومقدمي البرامج، على ثورة السكانين باعتبار أن "سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين"، كما قال الإعلامي والكاتب، إبراهيم عيسى، على سبيل المثال لا الحصر.
وانحرفت العديد من وسائل الإعلام المصرية كثيراً، في وصف ما يدور في الأراضي المحتلة. فموقع "دوت مصر" الإخباري المصري، وصف الشهداء الفلسطينيين بـ"القتلى". وقناة "الفراعين"، فضائية مصرية خاصة، وضعت في شريطها الإخباري نبأ "استشهاد مستوطنين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين طعنا في القدس". وقناة فضائية خاصة أخرى، عرضت تقريرا بعنوان "موجة الإرهاب الفلسطيني تجتاح إسرائيل".
والإعلامية المصرية دينا رامز، اختارت من قاموس مصطلحاتها "أقول للصراصير من حركة حماس، فكروا كدا بس اتمشوا ناحية الحدود المصرية، فسيكون الرد موجعا وفي أماكن حساسة.. الصراصير عندنا يا بتترش.. يا بتتضرب بشبشب.. زنوبة، وبوردة"، في واحدة من حلقاتها، لتعمّق الأزمة مع فلسطين وحماس من جديد.
هذه الظاهرة، تمكنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان - منظمة مجتمع مدني مصرية - من رصدها، في تقرير حمل عنوان "تليفون من جهة سيادية"، وهو تقرير مجمع لوقائع وقف الطباعة ومصادرة الصحف وقرارات منع الصحافيين والإعلاميين، أشار إلى أنه مع النظام الناشئ عن تفاهمات يوليو/ تموز في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور ثم في أعقاب انتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، استعادت السلطة ما تمتعت به سابقاً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، من تكامل وتوافق تام بين أجهزتها الأمنية وبين المؤسسات الصحافية المملوكة للدولة.

المساهمون