"فيسبوك" لخدمة العمل العشائري في غزة

"فيسبوك" لخدمة العمل العشائري في غزة

03 يناير 2016
أبو السعيد (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وجد الفلسطيني محمود ثابت المكنَّى بـ "أبو السعيد" في موقع "فيسبوك" ضالته كوسيلة للتعريف بالمصطلحات والمفاهيم الخاصة بالعمل العشائري والإصلاحي في قطاع غزة وتعريف الأجيال الناشئة بموروثهم عن الآباء والأجداد.

ويعتبر ثابت أحد أعلام العمل العشائري الفلسطيني والذين أسهموا في صياغة مسودة اتفاق المصالحة بالقاهرة عام 2011 الخاص بالمصالحة المجتمعية وتعويض الضحايا فضلاً عن إصداره كتباً متخصصة للتحكيم العشائري.

مصطلحات عرفية وبدوية ضجت بها صفحة الستيني ثابت الذي يحرص بشكل يومي على طرح هذه المصطلحات العشائرية والعرفية والرد على استفسارات فئة الشباب عن مضمون ومعاني هذه المصطلحات ومواضع استخدامها. وبحسب ثابت، فإن حالة التطور التكنولوجي
الحاصلة وتوجه الأجيال الناشئة نحوها والجهل في مضمون العمل العشائري وانتشار التعليم بشكل كبير في صفوف المجتمع الغزي، كان أحد الأسباب التي دفعته للتوجه نحو استخدام "فيسبوك" كوسيلة لخدمة العمل العشائري.

وعلى الرغم من تراجع دور العمل العشائري في السنوات الأخيرة، إلا أن أبو السعيد وجد في مواقع التواصل وسيلة لمخاطبة جيل الشباب الذي يحرص على متابعته والاستفادة من المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالعمل العشائري والعرفي الفلسطيني.

وفي أحد المنشورات التعريفية بمصطلحات العمل العشائري الخاصة بنفي الاتهامات كتب ثابت قائلاً: "هذا كلام بهتان لا جرى ولا كان؛ من لسانه للشيطان، والذي يقال في مجلس القضاء للتدليل على كذب المدعى والادعاء الباطل ووسوسة الشيطان ونفي ما ذكره أحد الخصوم".

ولا يخفى أبو السعيد في حديثه لـ "العربي الجديد" عن تراجع الاهتمام بالعمل العشائري وانتشار ظاهرة لجان الإصلاح الخاصة بالفصائل الفلسطينية وتحول العمل العشائري إلى ساحة جديدة من ساحات الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وفي أحد المنشورات التي حرص ثابت من خلالها على إبراز دور العمل العشائري كتب قائلاً: "هل تعلم أن العرف العشائري في فلسطين، قد عرف مهام الصليب الأحمر وعمل به قبل توقيع اتفاقية جنيف، وكان ذلك بسبب الاقتتال الذي كان يدور بين العربان والذي كان لابد من وجود وسيط لديه حصانة معترف بها من الجميع وذلك لنقل الرسائل بين المتحاربين وأن يكون ذهابه وأيابه مؤمناً".

ويوضح الستيني أن العمل العشائري ظل منتشراً بشكل كبير خلال الحقب المختلفة التي تعرضت خلالها فلسطين للاحتلال بدءاً من العهد العثماني مروراً بالانتداب البريطاني والسيطرة المصرية على القطاع ثم عهد الاحتلال الإسرائيلي وحتى إنشاء السلطة الفلسطينية.

أما عن المصطلحات العرفية التي تستخدم في العمل العشائري للتأكيد على صحة كلام أحد طرفي الخصومة فكتب قائلاً:"وكاد وهرج ركاد" وهو مصطلح يقال للدلالة على مصداقية الحديث بين الطرفين وتأكيده للطرف الآخر.

ويتابع ثابت في منشور آخر: "هذي رزقتي في خير مي في شر" وتقال عندما يقدم الخصم رسم القضية للقاضي في مجلس القضاء؛ من الأدب أن يقول هذه الرزقة في خير؛ مع تمنياته بأن تكون نتائج الجلسة خيراً وليست شراً، أي أنه يتمنى الخير والبعد عن المشاكل".


اقرأ أيضاً: غزة 2015: "الانتفاضة" و"الحصار" يهيمنان على الإعلام

المساهمون