الاتهامات تلاحق جايسون رضايان خارج السجن

الاتهامات تلاحق جايسون رضايان خارج السجن

18 يناير 2016
(واشنطن بوست)
+ الخط -
أثار خبر تطبيق صفقة تبادل معتقلين بين إيران والولايات المتحدة الأميركية استغراب عديدين في الداخل الإيراني، ولاسيما أن تطبيق الصفقة جاء تزامنا وتواجد الوفد الإيراني المفاوض في فيينا قبيل الإعلان عن دخول اتفاق البلاد النووي حيز التنفيذ العملي، وإعلان كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية عن إلغاء عقوباتهما المفروضة على طهران خلال السنوات الفائتة.

فقد أكدت محكمة الثورة الإيرانية السبت أن لجنة الأمن العليا في البلاد صادقت على قرار إطلاق سراح أربعة أميركيين من أصول إيرانية وأبرزهم مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في طهران جايسون رضايان الذي قضى في السجن أكثر من 500 يوم بسبب تهم وجهت إليه بالتجسس لصالح الحكومة الأميركية، فضلا عن القس المسيحي المتهم بعقد تجمعات مشبوهة في إيران سعيد عابديني، والأميركي الآخر نصرت الله خسروي، بالإضافة إلى المتهم بالتجسس لصالح الاستخبارات الأميركية أمير حكمتي، وقد نقلت مواقع إيرانية أخرى في وقت لاحق نبأ إطلاق سراح أميركي خامس وهو مات ترويتك وقالت المواقع إنه كان طالبا في إيران، لكن صفقة التبادل لم تشمله.

ومن بين هذه الأسماء يبدو أن اسم رضايان هو الأهم كما اعتبر البعض في إيران، وهو ما أكد شكوكهم كما قالوا، بأنه كان بالفعل يتجسس لصالح واشنطن. وقد كتب الخبير بالشؤون السياسية مهدي محمدي وهو شخصية معروفة في إيران على صفحته الشخصية على موقع انستاغرام أن الأشخاص الثلاثة لا يعدون بأهمية أو بوزن رضايان بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية التي فاوضت إيران على مصيره، قائلا إنه من الضروري نشر التفاصيل المتعلقة بقضية رضايان الذي لم يكن صحافيا بسيطا في إيران حسب رأيه.

وبعد الإعلان عن إفراج رضايان، نقلت مواقع إيرانية أنه تمت الموافقة على مغادرة زوجته يغانه صالحي برفقته، وهي صحافية في "ذا ناشونال"، وقد اعتقلت مع رضايان فضلا عن شخصين آخرين، وتم إطلاق سراحهم ثلاثتهم لاحقا.

وقد نقلت "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن رضايان غادر البلاد وزوجته، وكانت مواقع إيرانية ومنها وكالة مهر الرسمية قد أفادت بأن المعتقلين الأميركيين الأربعة المفرج عنهم سينقلون لسلطنة عمان، ومنها لأميركا، فيما أن مواقع أخرى ومنها موقع ألف الإيراني ذكر أنهم نقلوا إلى سويسرا حيث ستتسلم إيران هناك سبعة معتقلين إيرانيين أفرج عنهم بالمقابل من السجون الأميركية.



اقرأ أيضاً: رضايان حُر بعد 500 يوم من الاعتقال في طهران

ورضايان (38 عاماً) اعتُقل في الثاني والعشرين من تموز/يوليو 2014، وهو أميركي من أصل إيراني ويحمل جنسية مزدوجة، كان رئيس مكتب "واشنطن بوست" في طهران منذ 2012. وسُجن رضايان لـ543 يوماً، وهي الفترة الأطول التي قضاها أي صحافي أجنبي في السجون الإيرانيّة، كما أنّها الفترة الأطول التي قضاها صحافي أميركي في سجون بلاد أجنبيّة، بحسب ما رصدت "اللجنة الدوليّة لحماية الصحافيين" سابقاً.

وجه لرضايان تهم تتعلق بمحاولته التجسس قال عنها المتحدث باسم السلطة القضائية محسن اجئي في وقت سابق إنها تضر بمصلحة الأمن القومي الإيراني دون أن يذكر تفاصيل أخرى، ودون أن يفصّل الحكم الذي صدر بحق الرجل، وقد اعترضت محاميته ليلى احسن على هذا الكلام، وقالت لموقع تسنيم الإيراني إن رضايان صحافي والتهم الموجهة له لا أساس لها.

لكن يبقى إطلاق سراح رضايان أمرا إيجابيا خلال هذه المرحلة التي تشهد فيها إيران الانفتاح على الآخرين في الخارج، وهو ما جعل البعض يعتقدون أن مصير صحافيين آخرين معتقلين في إيران سيحدد في وقت قريب. وقد ذكرت تقارير للجنة حماية الصحافيين أن ثلاثين صحافيًا كانوا في السجون الإيرانية بسبب تهم مختلفة في عام 2014، وفي العام 2015 وقعت حملة اعتقالات واسعة طاولت بعض الصحافيين، وهي الحملة التي وصفت بالأمنية تخوفا من شخصيات تحاول قض مضجع الأمن في البلاد وإثارة الفتن حسب ما وصفت المواقع الرسمية الإيرانية.

وذكرت الوكالات الإيرانية مؤخرا أنه تم إلقاء القبض على عدد من الفاعلين في بعض وسائل الإعلام والصحف الإيرانية فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد التأكد من ارتباطهم بالحكومتين البريطانية والأميركية.

كما اعتقل الصحافي الإيراني المقرب من الطيف الإصلاحي إحسان مازندراني الذي يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة فرهيختغان، فضلا عن الصحافي المستقل عيسى سحر خيز وهو ممن وجهت لهم تهم أمنية عقب أحداث عام 2009، حيث خرج الإصلاحيون الموالون للمرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي في احتجاجات اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شككوا بنزاهة نتائجها آنذاك.


اقرأ أيضاً: إيران تُضيّق على الصحافيين قُبيل الانتخابات البرلمانية

المساهمون