الغلاف المدفوع... و"بلومبورغ" الإخوانية

الغلاف المدفوع... و"بلومبورغ" الإخوانية

06 اغسطس 2015
#تفريعة_مش_قناة (Getty)
+ الخط -
الغلاف واضح: تفريعة قناة السويس الجديدة، أو ما يسميه النظام المصري "قناة السويس الجديدة"، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعنوان عريض: 6 أغسطس/آب 2015، هدية مصر إلى العالم". الغلاف حمله مؤيدو النظام المصري على مواقع التواصل، وتباهوا فيه، لردّ كل الاتهامات التي تقول إن القناة الجديدة، مجرد تفريعة أخرى، وأنّ لا منفعة اقتصادية حقيقية لها. لكنّ نسي مؤيدو النظام الإشارة إلى تفصيل آخر، وأساسي أوردته المجلة نفسها أسفل الغلاف نفسه: "وفقاً لاتفاق خاص مع المعلنين، إن هذا الغلاف الدعائي المدفوع وضع على عدد محدود من النسخ، ولا تلزم المجلة بأي رأي أو موافقة على المضمون".

وقد قام الناشطون على مواقع التواصل، بنشر غلاف العدد الجديد من "الإكونوميست"؛ والذي لا تظهر عليه الصورة والعنوان الدعائيان لقناة السويس، وعليه صورة وعنوان خاصان بكلفة التعليم في العالم، ولا علاقة له بقناة السويس، ولا وجود حتى لأي إشارة إلى افتتاح تفريعة القناة. حتى إن البعض أكد أن العدد المدفوع الثمن لن يصل إلى القاهرة، بل إنه سيوزّع في الدول الغربية، في محاولة لإقناع الرأي العام الغربي بأهمية "القناة الجديدة"، ودور السيسي في حفرها في أقل من سنة.

وأوضح المصريون على "فيسبوك" بشكل خاص الفرق بين الغلافين، مع ترجمة أسفل الغلاف المصري. وأعاد هؤلاء نشر أبرز ما قاله خبراء اقتصاديون عن فائدة التفريعة الجديدة، حيث ذهب بعضهم إلى التأكيد أن التفريعة الجديدة كانت غير ضرورية، وأنها أسلوب من أساليب تحسين صورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كذلك برز مقال آخر نشرته "بلومبورغ"، وعنوانه وحده كفيل بتدمير تفاؤل كل المهللين للقناة: "مصر تفتح قناة كلفّت 8 مليارات دولار، وقد لا يكون العالم بحاجة إليها". وذهب بعض الناشطين الساخرين إلى القول: "حتى بلومبورغ طلعت إخوان"، في إشارة إلى اتهامات مؤيدي النظام لكل من ينتقد أداء السيسي بأنه إخوان.

من جهة ثانية، جهزت وسائل الإعلام المصرية كل طواقمها التي توجّهت إلى مقرّ التفريعة الجديدة، لمواكبة "حفل الافتتاح الضخم الذي يعدّه النظام المصري"، في وقت ينشط المعارضون المصريون في كشف كمية الأموال الكبيرة التي صرفت على حفل الافتتاح، والتأكيد على أن الافتتاح هو لتفريعة وليس قناة جديدة، مستخدمين وسم "#تفريعة_مش_قناة". إلى جانب مجموعة أخرى من الوسوم، أبرزها كان وسم "#مصر_بتفرح" الذي يفترض أن يكون شعار يوم الافتتاح، إلا أن المعارضين استخدموه للهجوم على "تكلفة القناة الكبيرة"، وعدم وجود أي جدوى لافتتاح تفريعة جديدة. كذلك برزت وسوم مثل "#مصر_هتفرح_أكتر_لو"، و"#تقول_إيه_للدنيا"، على اعتبار أن شعار القناة هو أنها "هدية من أم الدنيا إلى كل الدنيا".

كما سخر الناشطون من الفيديو الذي أنتج خصيصاً للترويج للقناة، وهو الفيديو الذي يضم مجموعة من الفنانين المغمورين، وغير المعروفين الذي أخبرونا أن "قناة السويس إنجاز وإعجاز"، لكن الفيديو لم يلق أبداً الرواج المطلوب.


اقرأ أيضاً: "الإخوان" تشارك وزارة الثقافة احتفالها بالتفريعة