من يوقف اختراقات القرصان الصهيوني أولكان؟

من يوقف اختراقات القرصان الصهيوني أولكان؟

05 يوليو 2015
يتساءل سييفير: "هي روح شارلي؟" (Getty)
+ الخط -
"لِنُراهِنْ لو أن هذا الناشط كان مسلماً ويعمل انطلاقاً من بلد عربي، وكانت أهدافُه وسائلَ إعلام معروفة بدعمها للحكومة الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء كان سيقوم، على الفور، بزيارة الضحايا...". هذه الكلمات هي للصحافي دونيس سييفير، مدير أسبوعية "بوليتيس"، بعدما تعرّض، لهجوم من القرصان الصهيوني أولكان، بسبب توجه المجلة المناوئ للحكومة الإسرائيلية والمطالب بإيجاد حل فوري لمأساة الشعب الفلسطيني.

والحقيقة أن هذا القرصان الفرنسي الصهيوني المتطرّف المتواجد في مدينة أشدود، لم يتوقف منذ سنوات عدة عن مهاجمة كل صوت في فرنسا يُدين مواقف الحكومة الإسرائيلية أو يعارض الصهيونية. وهو يشتغل في تنسيق تام مع "رابطة الدفاع اليهودية"، وهي مجموعة مسلحة معروفة بهجماتها العنيفة على كثير من الشخصيات، حتى اليهودية منها، والتي تنتقد الحكومة الإسرائيلية.

ويعتبر الصحافيون المعادون لسياسات بنيامين نتنياهو من أهم أهدافه، وفي القائمة أحد صحافيي موقع "شارع 89". وفي هذه السنة استطاع القرصان أن يشنّ أكثر من هجوم على أكثر من موقع فرنسي، وكلها مواقع نقدية تجاه مواقف حكومة اليمين الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: جو بلعيس: اللبناني الذي اكتشف ثغرات في "فيسبوك" و"مايكروسوفت"

وقبل أسبوعين، فقط، تعرض أحد أعضاء جمعية "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"، المعروفة بعدائها الشديد لليمين الإسرائيلي، لهجوم فريد من القرصان الصهيوني، والذي استطاع خداع الشرطة الفرنسية وأوهمها بأن هذا الشخص يعتدي على زوجته، فاقتحمت الشرطة بعنف منزل الضحية في عز الليل وأهانته، قبل أن تكتشف، لاحقاً، براءته مما اتهم به. ونفس السيناريو تم تطبيقه على النائب الفرنسي جان كلود ليفورت، الرئيس السابق لجمعية فرنسا - فلسطين.

وتكرر السيناريو مع صحافيين مرموقين ومن بينهم دانييل شتيديرمان، مؤسس ومخرج برنامج Arrêt sur images، وهو برنامج نقدي لما تعرضه الصحافة الفرنسية المرئية.

ويقول دونيس سييفير إن هدف هذا القرصان الصهيوني، المتمثل في إسكات كل صوت نقدي لليمين الإسرائيلي وفي وقف كل تغطية إعلامية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يقترب من النجاح: "فقد اختار كثير من الزملاء إما الصمت وإمّا نشر مقالات من دون توقيع". ثم يتساءل سييفير، بذهول: "أين هي روح شارلي، إذ لم نر أي احتجاج عمومي؟!" بل "ولم نقرأ أي بيان يدين هذه الهجمات"، في الوقت الذي "ننتظر فيه بادرة رمزية، أي سياسية".

لكن يبدو أن الواقع بدأ يتغيّر أخيراً، إذ استقبل وزير الداخلية برنار كازانوف ووزيرة العدل كريستيان توبيرا، الصحافيين الثلاثة؛ دانييل شنيديرمان وبيار هسكي ودونيس سييفير، مُطوّلاً، وتم الإعلان عن بدء هجوم قضائي على أولكان. ويبدو أن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الذي زار إسرائيل، أخيراً، فاتَحَ بنيامين نتنياهو في قضية هذا القرصان المزعج. ولكن فشل زيارة فابيوس في إعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى السكة، ينذر، أيضاً، بفشل كبير في مسألة هذا القرصان، والذي تبرأ من العمليات الأخيرة.

وفي انتظار إسكات أولكان، والذي يبدو أن نجاحات مقاطعة البضائع الإسرائيلية في فرنسا تغيظه وتخرجه من أطواره، ارتفعت المطالبات بحل رابطة الدفاع اليهودية، والتي يُديرها القرصان من مدينة أشدود.

اقرأ أيضاً: بالفيديو...قرصان "أنونيموس" يروي تفاصيل الحرب الكونية الإلكترونية

المساهمون