عام على "داعش" الافتراضي: ماذا تغيّر سعودياً؟

عام على "داعش" الافتراضي: ماذا تغيّر سعودياً؟

02 يوليو 2015
مقاتل من "داعش" في الرقة (Getty)
+ الخط -
عام واحد من ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام كان كافيًا لتغيير مفاهيم كثيرة في عقول الخليجيين، خاصةً السعوديين الذين تغيرت طريقة تفكيرهم، وتعاطيهم مع الأحداث، وباتوا أكثر جنوحًا نحو الاعتدال ورفضا للتطرف، ولكن الأهم من هذا هو انكشاف الكثير من الأقنعة التي كانت تختفي خلف مثالية زائفة.

يؤكد المختص في الإعلام الإلكتروني حبشي الشمراني، أنّ ظهور "داعش" كشف الكثير من الخلل في المجتمع، وظهر هذا جليا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر"، فلم يعد الخوف من انتقاد رجال الدين كما كان قبل عام، ويقول لـ "العربي الجديد": "ظهور داعش بهذا الشكل الدموي، وتأييد بعض رجال الدين لهم جعل الكثيرين أكثر تحررا في انتقاد هؤلاء، وبشكل لاذع".

وظهر ذلك جليًا على وسم "#ماذا_تعلمت_من_داعش"، الذي انطلق منذ يومين في السعودية، بالإضافة إلى وسم "#قبل_ان_تفجر_نفسك". ويؤكد الشمراني أنّ السعوديين لم يعودوا كما كانوا، وتحول الوسم الذي ظهر في أكثر من 90 ألف تغريدة في أقل من 24 ساعة لساحة جدل بين الرافضين لداعش والمؤيدين له، غير أنّ الأهم من ذلك الصراع المستمر منذ عام، هو أن لغة السعوديين والخليجيين بدت أكثر صراحة في انتقاد تصرفات المتشددين.

فكتب الشمري ردًا على سؤال "ماذا تعلمت من داعش": "تعـلمت أن جميع الشيوخ الذين لديهم برامج دينية على الفضائيات منافقون"، مثل هذا الطرح لن يكن ممكنًا قبل عام. ويضيف إبراهيم آل عبيه بما يشبه الشعر: "لهجة التكفير وإضلال البنادق، تاجرت بالدين وأرواح الرعية، والخطاب المبني على التحريض هادم، أقنع المجرم وخلاه الضحية".

إقرأ أيضاً: مغرّدو الخليج يردّون على "داعش"

ويوضح بندر الدهمشي أن أكثر ما تعلمه من داعش هو: "قتل المسلمين، ترويع المسلمين، تكفير المسلمين"، مضيفاً: "يتكلمون باسم الدين، وفعلهم يُنافي الدين". فيما تعلم سلطان الشعالي منهم: "معنى الكفر والارتداد وإتباع الشهوات والنفاق والجبروت والظلم والظلام والكره والكراهية والغباء والتخلف".

وأظهر الصراع بين معارضي جرائم داعش وبين المؤيدين له، صراعًا عنيفًا في الأفكار المتطرفة. ويؤكد الدكتور في الإعلام فهد الخريجي أنّ "أسهل شيء الآن هو رمي الطرف المعارض لك بالداعشية، أو في المقابل بالكفر والنفاق". ويقول لـ "العربي الجديد": "لغة جديدة ظهرت في التعاطي مع الخلافات، إمّا أن تكون معي أو أنت في أقصى الطرف الآخر"، ويضيف: "هذه اللغة، أظهرت مدى التطرف في الأفكار لدى السعوديين، وهي تظهر جلية في مواقع التواصل الاجتماعي، فقلة هي من تؤيد طرح الآراء المخالفة، والكل يريد أن يفرض طريقة تفكيره على الآخرين، بسلطة اللسان"، هذا الأمر كان جليًا في الوسم، فالآراء كانت متطرفة، إما رفضًا باتًا لما يفعله مقاتلو داعش، وإما تأييدًا مطلقًا، تأرجحت التغريدات بين شتم ومدح، لا حلول وسطى.

غير أن الدكتور الخريجي يعتقد أن أخطر ما خلّفه داعش في المجتمع السعودي هو إطلاق غول الطائفية من محبسه، ويتفق معه الشمراني، ويؤكدان أن "اعتداءات داعش الأخيرة في السعودية والكويت، فتحت بابًا كان الخليجيون يتوقعون أنه مغلق بأحكام، وبدا الحديث الطائفي طاغيا على الحوار". ويكشف الشمراني أن لفظي (سني، شيعي) تم تداولها في تويتر أكثر من 85 مليون مرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.


إقرأ أيضاً: عام على "الخلافة": أكثر من 72 صحافياً قتلوا

المساهمون