أميركا: من "المسلم السعيد" إلى "اهرب يا داعشي... اهرب"

أميركا: من "المسلم السعيد" إلى "اهرب يا داعشي... اهرب"

09 مايو 2015
كيف تغيّرت الحرب الإعلامية (Getty)
+ الخط -
بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، اكتشفت الولايات المتحدة أن الحرب العسكرية وحدها لم تعد تنفع في مواجهة من سمّاهم الرئيس السابق جورج دبليو بوش "أعداء أميركا"، فأطلقت الإدارة الأميركية بروبغندا خاصة تبرر عبرها الحروب التي خاضتها وستخوضها، مسلطة الضوء على "العداء مع الإرهاب وليس مع المسلمين".

 موقع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، خصّص تقريراً مفصلاً عن تغيّر البروبغندا الأميركية في مواجهة "المتطرفين الإسلاميين" منذ العام 2001 وصولاً إلى 2015. ويتزامن التقرير مع استكمال فريق التواصل الإلكتروني التابع وزارة الخارجية الأميركية نشر فيديوهات على "يوتيوب" عن "داعش".

بداية العام 2002 وبعد أشهر من هجمات 11 سبتمبر، أطلقت إدارة بوش حملة إعلامية رصد لها مبلغ 15 مليون دولار بعنوان "المسلم السعيد". الحملة التي صوّرت أميركيين مسلمين يمارسون حياتهم الطبيعية كرجال إطفاء وموظفين ومعلمين...

  

في هذا الوقت، كان تنظيم "القاعدة" يتواصل مع الإعلام على طريقته، فإلى جانب انتشاره على المنتديات الحوارية، التي كانت منتشرة قبل ظهور مواقع التواصل، لتجنيد الشباب، بدأ بإرسال فيديوهات مصوّرة لخطابات يلقيها زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وكانت تعرضها بشكل أساسي قناة "الجزيرة".
بن لادن 





بين العامين 2006 و2007، بدأ تركيز الحملات الأميركية يصب على الإنترنت وعلى دوره الأساسي في محاربة "الإرهاب"، فكلف الفريق المشرف على البروبغندا والعلاقات الخارجية الأميركية، "ديزني"، لتصميم فيديوهات تسلّط الضوء على حياة الأميركيين بعنوان portraits of America، يعرض في المطارات الأميركية. كان هدف الفيديو  وقتها "إشعار القادم إلى إميركا بالترحاب، وليتحمّل مسؤولياته لأنه قادم على بيئة جميلة"، في وقت كانت عمليات التفتيش المهينة للعرب والمسلمين تستمر في المطارات الأميركية. 
في هذا الوقت، كان إعلام القاعدة يتوسّع، مع انتشار إعلام القاعدة، وتعدد الأوجه الناطقة باسم التنظيم، فبرز وقتها أيمن الظواهري كأحد نجوم الإعلام التابعين للتنظيم.
الظواهري 

 المشهد كله تغيّر مع ظهور ما يعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش"، ومع دخول مواقع التواصل الاجتماعي في اللعبة، إذ إن "داعش" أتقن لعبة الترويج الإعلامي جيداً، حيث استعان بمتخصصين في التصوير والإخراج والغرافيكس، فكان هو صاحب المبادرة بالبروبغندا التي انتشرت بسرعة. فشاهدنا فيديوهات فيها إعدام وقطع رؤوس، وذبح، وصلب، وأخرى تدعو إلى "التوبة واعتناق الإسلام" وغيرها... وصولاً إلى انتشار نشيد "صليل الصوارم" بشكل هستيري. 



الولايات المتحدة قررت، قبل أشهر، الرد بالطريقة نفسها، من خلال استخدام مواقع التواصل والفيديوهات مع سلسلة أشرطة بثتها على قناة "فريق التواصل الإلكتروني" التابع لوزارة الخارجية الأميركية بعنوان "#فانية_وتتبدّد"، سلطت فيها الضوء على جرائم "داعش"، وهذه المرة مستخدمة الأساليب نفسها. ولعلّ الفيديو الأشهر هو "أهرب يا داعش" و"أهلاً في أرض داعش" التي تستخدم فيها الموسيقى وعبارات تبدو للوهلة الأولى كأنها فيديوهات لـ"داعش"، لينتهي الفيديو بعبارة: "فكر مرة أخرى... إرحل".