"شوكان": حكاية 642 يوماً في "مقابر طرة"

"شوكان": حكاية 642 يوماً في "مقابر طرة"

20 مايو 2015
أكثر من 600 يوم في الاعتقال
+ الخط -
"الصبر مُر، والظلم حرام... والتجاهل هو أكثر شيء يقتلني في سجني"، جزء من رسالة المصور الصحافي المصري، محمود أبو زيد الشهير بـ"شوكان"، تحدث فيها عن أكثر من  600 يوم، تصوّر فيها بـ"سذاجته"، على حد قوله، أن لحظة القبض عليه ستمر بعد دقائق وربما ساعات وسيضحك عليها بعد ذلك ويحكي ما شاهده في فض الاعتصام؛ لكنه لم يكن يعلم أن الأمن يخبئ له حكاية أكثر تشويقًا ليحكي عنها طول مدة حبسه.

رصد مرصد صحافيون ضد التعذيب ــ مبادرة مجتمع مدني مصرية ــ ست محطات رئيسية في 642 يوماً تحول فيها الصحافي المصري، محمود أبو زيد، الشهير بـ"شوكان"، من مصور صحافي إلى قاتل.

اقرأ أيضاً: شوكان: لو طُلب التبرّؤ من جنسيتي نظير حريتي لفعلت

ولخص المرصد المحطات في "التعريف بشوكان، وفض رابعة، واستاد القاهرة، والنيابة العامة، وسجن طرة، ولجنة حماية الصحافيين".

وقال المرصد، "لو كان يعلم المصور الصحافي، محمود أبو زيد شوكان، أن أداء عمله يوم فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013، سيؤدي به حبيسًا لـ 642 يومًا دون حكم قضائي لما خرج. لو علم شوكان أن رسائله التي خاطب بها كل العالم لن تحرك القضية لما كتبها. فقد وصل شوكان إلى اللحظة التي أكتشف فيها أن الكلام لا قيمة له، وأن رسائله لن تفيد، وأنه ربما يتعفن خلف جدار أسمنتي بالثقب الأسود أو سجن طرة.

شوكان (27 عاماً) مصور صحافي مصري، تخرج من قسم الصحافة، أكاديمية أخبار اليوم، وعمل مصوراً صحافياً مستقلاً منذ عام 2010. ثم عمل في جريدة "الأهرام"  لمدة 6 أشهر، ثم عمل بشكل حر بعدها لجرائد محلية ودولية ووكالات أنباء. ونشرت الصور التي كان يلتقطها شوكان في الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم، من بينها مجلة "التايم" البريطانية  و"صن" البريطانية The Sunو"بيلد" الألمانية Bild.de وتداولت منظمات حقوق الإنسان المختلفة صوره، كمنظمة العفو الدولية.

كمصور صحافي وفي صباح يوم  فض اعتصام رابعة العدوية، خرج يحمل أدوات تصويره كاملة لالتقاط بعض الصور في صباح يوم ملئ بالرصاص من كل جانب، وجثث تتساقط، واتهامات متبادلة بين الأمن والمتظاهرين.

وبحسب رواية شوكان فقد كان يقف في جانب قوات الأمن المصرية المكلفة بالفض، ولم يستطع أن يمارس عمله طويلًا فقد تم القبض عليه ومعه مصور فرنسي وأخر أميركي. ووقتها تعرّض للسباب وللضرب المبرح من قوات الأمن، ورغم تأكيداته أنه مصور صحافي يقوم بعمله فإن هذا لم يمنع من أن يتم اقتياده إلى استاد القاهرة، مقر احتجاز المقبوض عليهم في هذا اليوم.

"ربما كانت النيابة العامة هي الأمل قبل الأخير لشوكان، فقد كان يتصور أن الأمر سهل وأنه بمجرد أن يخطرهم بطبيعة عمله، سيتم الإفراج عنه في الحال، ولكن الواقع ايضًا كان أوسع من سذاجة شوكان؛ فوجد نفسه متهما بالتظاهر بدون ترخيص، والقتل، والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور، وتكدير السلم العام وهي تهم إذا لم تذهب به إلى الإعدام فمصيره السجن المؤبد"، بحسب تقرير المرصد.

المساهمون