هل فعلاً "تويتر" بحاجة للإنقاذ؟

هل فعلاً "تويتر" بحاجة للإنقاذ؟

06 نوفمبر 2015
(تويتر)
+ الخط -
يعاني "تويتر" منذ مطلع عام 2010 من ركود في نسب استخدام الموقع. فالشركة، التي بدأت بمعدل 5000 تغريدة يومياً شهدت تطوراً صاروخياً تخطى الـ 1400 بالمائة منذ انطلاقها عام 2006 وحتى العام 2009، تشهد اليوم تراجعاً ملحوظاً.

6000 آلاف تغريدة كلّ ثانية، أي ما يعادل تقريباً 500 مليون تغريدة يومياً، عشرات الآلاف من التعليقات، مواضيع يومية ووسوم هي الأكثر تأثيراً في العالم، المئات من المشاهير بحسابات موثّقة، وكلّ ذلك غير كافٍ لإنقاذ شركة "تويتر" من التراجع الكبير في سعر أسهمها الذي أدى إلى انخفاض كبير بحجم إيراداتها في الفصل الماضي.

واحدة من السياسات الإنقاذية كانت قد طرحت تحديثات بسيطة وتغيير شكل التغريدة، وإمكانية نشرها مع إضافة تعليق لتصل لاحقاً لتحديث هيكل الموقع الخارجي كاملاً، الرسائل الخاصة، بالإضافة إلى كمية الصور الممكن نشرها في تغريدة واحدة.

لكن لم تنجح تلك التحديثات بتقوية الشركة التي يشعر مستخدمو موقعها بنوع من الملل، واحدة من أسبابه قد تكون قيود التغريد التي ما زالت تفرض على المستخدمين، كعدد الأحرف، أو الشهرة التي اكتسبتها تطبيقات أُخرى مثل "سناب تشات" و"إنستاغرام". يحتاج موقع "تويتر" اليوم لمستخدمين جدد وتحقيق ذلك من مسؤولية الرئيس التنفيذي للشركة جاك دورسي، فبالنسبة للمستثمرين، تقدّم "تويتر" البطيء وازدياد المستخدمين الذي بلغ 11 بالمائة فقط مقارنةً بالعام الفائت مؤشّر على وجود مشكلة جوهرية.

ومن أولى التغييرات التي أجراها دورسي كانت تقليص 8 بالمائة من موظفي "تويتر"، مبرراً ذلك بأن عدد الموظفين كان مرتفعاً جداً بالنسبة لمهام كل موظف. كما أطلق الموقع "مومنتس" وهو زر جديد لمتابعة برامج تلفزيونية، رياضة، إخبارية، وغيرها من الأحداث في تجربة سهلة ومنسقة.

ويأمل دورسي أن تنجح خدمة "مومنتس" بتسهيل وتبسيط استخدام الموقع حيث أنها تجمع التغريدات بحسب الأحداث التي تهمّ المستخدم بعيداً عن الشخصيات التي تتابعها. كما يعمل الموقع اليوم على تقوية خدمة الإعلانات، التي يبرع فيها أقوى منافسيه، "فيسبوك". فالخدمة التي كانت قد بدأت في عدد قليل من دول العالم، أصبحت متاحة اليوم في كافة الدول، من دون الحاجة لتجميد مبلغ نقدي في حال وجود حساب فردي غير تابع لمجموعة أو شركة ذات اسم أو ماركة مسجلة.

فبعد اختيار البلد، يعرض الموقع قائمة بنوعية الإعلانات المتوفرة والتي تشمل: زيادة نسبة المشاركة والتفاعل مع تغريدة منفردة، بالإضافة إلى تحويل المتابع أو المستخدم إلى الموقع، المشاركة وتفعيل تحميل تطبيق الإعلان المعروض، زيادة نسبة مشاهدة مقاطع مصوّرة، وزيادة المتابعين وجمع البيانات. لكن على الرغم من بساطة الإعلانات وفعاليتها إلا أنها لم تحدث تغييراً جذرياً في الشركة التي تتخطاها "إنستاغرام" بإعلانات أكثر جودة وتأثيراً.

ومن التحديثات التي اعتمدها "تويتر" مؤخراً: إضافة خاصية استطلاع الرأي والتي تتيح لجميع المستخدمين طرح استطلاع عبر سؤال بخيارين يدوم لـ 24 ساعة. أما التحديث الآخر فكان استبدال زر التفضيل أو النجمة برمز القلب، ليصبح التفضيل مشابهاً لذلك الموجود على "إنستاغرام". التغيير الأخير لم يلق استحسان شريحة كبيرة من مستخدمي "تويتر"، الذين غرّدوا مطالبين الموقع بالكفّ عن إجراء تغييرات تُحوّله لشبيه "فيسبوك".

تعتبر مهمة دورسي تحدياً جدياً ومحاولةً تحتاج لمجهود كبير من أجل المحافظة على المستخدمين القدامى، مع احتدام المنافسة بين "تويتر" و"فيسبوك" ومواقع وتطبيقات جديدة، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة استخدام تطبيقات التراسل بالصور.

تبقى ميزة "تويتر" الحقيقية خاصية استخدام الوسم، الذي يحتوي على كل المعلومات، التي قد يبحث المستخدم عنها بخصوص موضوع معيّن، أما مدى فعالية خطط دورسي، فالأشهر القادمة قد تكشف مدى فعاليتها ونجاحها بإنقاذ "تويتر" من الركود والمنافسة.



اقرأ أيضاً: مليون دولار لمكتشف ثغرة في نظام iOS9

المساهمون