التمييز على أساس الجنس.."لو فيغارو" تعتذر عن سقطتها

التمييز على أساس الجنس.."لو فيغارو" تعتذر عن سقطتها

23 أكتوبر 2015
انتقادات للصحيفة واتهامات لها بالعنصرية (فيسبوك)
+ الخط -
نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خبرًا عن زيارة الرئيس الفرنسي فارنسوا هولاند لليونان في 23 الشهر الجاري، وتضمّنت المادة المنشورة يوم الإثنين الماضي ما عدّه البعض "تمييزا على أساس الجنس" (sexisme) وسقطة أخلاقية. أثارت ردة فعل كبيرة في الوسط الإعلامي الفرنسي ومواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع بالصحيفة إلى تقديم اعتذار رسمي في اليوم التالي لنشر الخبر. 

"في زيارته إلى اليونان، سيحظى فرانسوا هولاند بحراسة من افريديكي سوليوتي. شرطية يونانية ممشوقة القوام، شقراء وتتكلم الفرنسية، هذه الشرطية التي خضعت لدورات خاصة ستكون مخولة بـ "حماية" هولاند". تابعت "لو فيغارو" إنّ "الأمر يعبّر عن امتنان رئيس الحكومة اليونانية تسيبراس لشخص هولاند، وتجسيدا لصداقته المتينة مع الشعب اليوناني".

لور بروتون، الصحافية في "ليبراسيون" نشرت الخبر على حسابها في "تويتر"، وعلّقت ساخرة "تخيلوا معي ماذا ستكون ردة الفعل لو كتبت لوفيغارو عن زيارة أنجيلا ميركل لفرنسا، وأنها ستخضع لحراسة من قبل شرطي طويل القامة، مفتول العضلات، وسيم ومثير في آن". 

وأضافت بروتون "هنالك أمران مزعجان في طريقة صياغة الخبر، الأول حين وضعت الصحيفة مزدوجين حول كلمة "حماية"، للتدليل على أنّ المرأة غير قادرة جسديا على تحقيق فعل الحماية. والثاني هو تأكيدها على أنّ الأمر يعد ردا للجميل من تسيبراس لهولاند. تخيلوا أنّ المرأة تحولت لهدية جنسية. نحن في 2015 والأمر موجود لكن في مكان آخر. اسألوا "داعش".

بدورها قامت "ميترو نيوز" بعرض أهم التعليقات التي حملت سخرية تجاه إدارة التحرير في "لو فيغارو"؛ والتي لم تتوان عن البحث عن تزايد ظاهرة التمييز على أساس الجنس في فرنسا، خاصة في مجال العمل. سيسيل دوفلو وزيرة الإسكان السابقة أدانت الكلام الوارد في الصحيفة، ودعت إلى نبذ كل الكلام الذي ينتقص قدرات المرأة الذهنية والجسدية. بدوره قام الصحافي الفرنسي جان-ميشيل أباتي بعرض الموضوع ضمن برنامجه على قناة Europe 1 الذي استضاف ناشطات ومدونات في الحقل النسوي. 

كارولين دي هاس، المناضلة النقابية والنسوية المعروفة علّقت على الأمر، واعتبرته "خارجا عن الطبيعي"، وقالت "إنّ كلاما كهذا يجب أن يدفع بالمسؤولين في بلادنا لسن قوانين جديدة تجرّم كل من يقوم بالتمييز على أساس الجنس". أما غاي بيرنبوم، الكاتب السياسي في "لوبوان" فقد غرّد ساخرا من الاعتذار الدي تقدمت به اليومية الفرنسية من سيولوتي ومن قرائها "لوفيغاو هذا الصباح تعتذر من لوفيغارو نهار أمس". 

المساهمون