"شارلي إيبدو" قطفت 50 مليون يورو

"شارلي إيبدو" قطفت 50 مليون يورو

30 يناير 2015
(كارستين كوال\Getty)
+ الخط -
ترصد صحيفة "عالم الميديا"، التي تصدر كل شهرين، في عددها الجديد (فبراير/ شباط) كيف أن "شارلي إيبدو" التي كانت على شفير الإفلاس أصبحت أغنى صحيفة في فرنسا.

وتكتب الصحيفة أنه في أقل من أسبوعين بعد الاعتداءات التي ضربت "شارلي إيبدو"، جنت الصحيفة، من دون شك، ما لا يقل عن 30 مليون يورو (أي 1000 مرة خسارات شارلي إيبدو خلال الفترة الأخيرة). وهو ما يضمن صدوراً للصحيفة خلال عشرات السنين، ما يستوجب شفافية مطلقة من المسؤولين الجدد للصحيفة حول استخدام هذه الأموال.

والغريب أن شاربونيي (شارب)، المدير السابق، الذي قضى في الاعتداء، كان يبحث عن 30 ألف يورو فقط حتى يضمن الاستمرارية. والآن، بعد رحيل هذا الرجل، جنت الصحيفة مبلغًا ضخمًا. ولكن أهمية المبالغ التي جنتها الصحيفة تستلزم حاجة حقيقية للشفافية بحيث إن كل من ساهم (كل الفرنسيين، بسبب مساهمة الدولة) يريد رؤية مسؤولين جدد للصحيفة.

وإذا كانت صحيفة "لاتريبون" الفرنسية تقدر حجم المبالغ التي دخلت صندوق الصحيفة في حدود 10 ملايين يورو، فإن صحيفة "عالم الميديا" كشفت أن حساباتها تُقدّر، أن "شارلي إيبدو"، بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني (تاريخ دفع الصحيفة للمطبعة)، أن مبلغ 30 مليون يورو ليس بعيدًا عن الحقيقة.

ومن دون الدخول في التفاصيل الدقيقة يكفي أن نعرف أن 7 ملايين نسخة من العدد الأخير، إضافةً إلى عائدات النسخة الرقمية التي تُباع بشكل رهيب في العالَم كله سيحمل للصحيفة 10 ملايين يورو. كما أن الاشتراكات التي انتقلت من 7000 إلى 150 ألف ستحمل 10 ملايين يورو، إن لم يكن أكثر. هذا بالإضافة إلى الهبات المختلفة (الدولة، غوغل، أمازون، أفراد وشركات)، وصلت، يوم 18 يناير/كانون الثاني إلى 10 ملايين يورو. المجموع هو 30 مليون يورو، علمًا أن المبلغ ليس نهائيًا. لأن الدعوة لمساعدة الصحيفة لا تزال مستمرة، كما أن الكثيرين لا يزالون يجهلون أن الصحيفة حققت إيرادات ضخمة. وتضيف "عالم الميديا" أنه من غير المستبعد أن تصل العائدات إلى 50 مليون يورو، أو أكثر.

"ميزانية حرب"، تقول "عالم الميديا"، وهو ما يمكن أن يُقارَن مع ما تمتلكه صحيفة "لوكنار أونشينيه" الأسبوعية الساخرة. إلاَّ أن هذه الأخيرة كدّست ثروتها التي تصل إلى 120 مليون يورو، خلال نصف قرن، وهي تبيع مئات الآلاف من النسخ كل أسبوع، بينما جنت شارلي إيبدو كل هذا في أيام معدودات، بينما لم تكن مبيعاتها قبل المأساة تتعدى 25 ألف نسخة، أسبوعيًا.

وينتهي مقال "عالم الميديا"، الذي وقّعهُ بيير مسَّالكي، بهذا الاستنتاج "بفضل 30 مليون يورو(حتى لا نتحدث عن 50 مليون يورو)، أصبحت شارلي إيبدو، من دون أن تشاء، إحدى الصحف الفرنسية الأكثر غنى، ويمكن أن نتخيل أن هذه الأموال كافيةٌ لأن تشتري، مرتين، ليبراسيون وليكسبريس ونوفيل أوبسرافتور، التي تعادل كل واحدة منها أقلّ من 5 ملايين يورو".

وتتساءل "عالم الميديا" لمَ لمْ تقرر إدارة شارلي إيبدو، أمام هذه الأموال الضخمة، أن تُوقِف حملةَ جَنْي الأموال والمُساعَدات؟ وما الذي ستفعله بكل هذه الثروة؟ سيتوجب عليها أن ترد على العديد من الأسئلة والشكوك. لأن الفرنسيين لم يمنحوا هذه الأموال لشارلي إيبدو وحدها...

المساهمون