فرنسا ليست كلها "شارلي"

فرنسا ليست كلها "شارلي"

28 يناير 2015
+ الخط -
يتساءل الإعلام الفرنسي عن المواطنين الذين يشكّكون في الرواية الرسمية حول اعتداء "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي، والذين يصل بهم المطاف إلى استحضار نظرية "المؤامرة". والمسألة لا تأتي من فراغ، فأمام الكمّ الهائل من الأخبار التي تدفقت إبان الاعتداءات التي تعرضت لها فرنسا، كان من الصعب على المواطن التمييز بين الأخبار الحقيقية وتلك الكاذبة.

هكذا شاهدنا في التغطيات المباشرة نقل أخبار سريعة، غير دقيقة بالضرورة. وأحياناً كان السبق الصحافي يتعارض مع سرية المعلومة، بل وكان يهدد حياة رجال الأمن أنفسهم، كما أشارت إلى ذلك صحيفة "لوكنار أنشينيه" حين اتهمت القناة التلفزيونية "إي تيفي"، بالتسرع في الحديث عن العثور على بطاقة الهوية التي قد يكون أحد الإرهابِيَيْن قد نسيها في السيارة التي تخليا عنها.

إذاً فرنسا ليست كلها "شارلي"، فهناك من يتعاطف مع القتلة، وهناك أيضاً من يشكّك في الرواية الرسمية والإعلامية للجريمة. ولا يكفي، بجرة قلم، الحديث عن صغار السن المغرر بهم، كما تقول صحيفة "ليبراسيون". وتستعيد الصحيفة تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي يعتقد الكثيرون أنها لم تحدث بالصيغة التي أبرزتها وسائل الإعلام، وأن الفاعلين هم ليسوا هؤلاء الذين ذُكرت أسماؤهم.

وتستعيد الصحيفة مسؤوليةً مَا للأنظمة الغربية في تغذية الشكوك. "وكالة الاستخبارات الأميركية هي التي قَلَبَت نظام مُصدق أو أليندي. وفي كل من القضايا ترتكب السلطات أخطاء، وتخفي عناصر وتكذب حول بعض النقاط الثانوية وتغذي الشبهة، حتى حين لا يكون ثمة شيءٌ يمكن الارتياب فيه".

وإذا كان من السهولة اتهام "حركة مساواة ومصالحة" بأنها وراء هذه القراءة المُغرِضَة للأحداث، إضافة إلى شبكة "فولتير" التي يديرها تييري ميسان، الذي سبق له أن شكك في اعتداءات 11 سبتمبر 2001، فإنه من الصعوبة الإقرار بأن الأمرَ عَارضٌ بسيط، أو يتعلق الأمر بأقلية لا قيمة لها. ففي استطلاع جديد نشره موقع أتلنتيكو الإخباري، نجد أن 17 في المائة من الفرنسيين (أغلبية من الشباب والعمال والمتعاطفين مع حزب الجبهة الوطنية) يرون أن الاعتداء على "شارلي إيبدو" وعلى المتجر اليهودي، كان مؤامرة.