السودان: ملثّمون يشبعون ضرباً رئيس تحرير وصف إسرائيل بـ"الديمقراطية"

السودان: ملثّمون يشبعون ضرباً رئيس تحرير وصف إسرائيل بـ"الديمقراطية"

20 يوليو 2014
عثمان ميرغني بعد نقله إلى المستشفى (العربي الجديد)
+ الخط -

اقتحمت قوة مسلحة، أمس السبت، مقر صحيفة سودانية، واعتدت بالضرب على رئيس التحرير الذي نقل إلى المستشفى في حالة خطرة. الحادثة هي الأولى من نوعها في السودان التي لم يسجل فيها أي اعتداء مماثل على الصحف من قبل.

وقال شهود عيان وصحافيون، لـ"العربي الجديد "، إن قوة من سبعة أشخاص ملثمين يحملون سلاحاً ويركبون عربة "تاتشر" (عربة خاصة بالقوات النظامية)، هجموا عند السادسة والربع من مساء السبت على مقر صحيفة "التيار"، بقلب الخرطوم، وتحت تهديد السلاح، طلبوا من الصحافيين في صالة التحرير الاستلقاء على الأرض، ثم توجهوا إلى مكتب رئيس التحرير، عثمان ميرغني، وانهالوا عليه ضرباً حتى أصيب بنزيف وفقد الوعي، كما حطموا محتويات مكتبه.

وسمع الصحافيون العاملون في المكان، المهاجمين وهم يرددون على مسامع الرجل كلاماً يبدون فيه غضبهم حيال مواقف الرجل من غزة، وقالوا له وهم يضربونه: "أين الذي تحدث سلباً في غزة؟".

وكان رئيس التحرير قد ظهر الأسبوع الماضي في برنامج تلفزيوني، تحدث عبره بشكل إيجابي عن إسرائيل، التي وصفها بـ"الديمقراطية"، نافياً تماماً مسؤوليتها عن التوتر في قطاع غزة.

وبحسب الصحافيين، فإن الملثمين الذي عرّفوا أنفسهم بأنهم "قوة تابعة للأمن"، استولوا على الهواتف الجوالة للصحافيين وأجهزة الكمبيوتر تحت قوة السلاح، ثم فرّوا هاربين.

ردود الأفعال توالت حول الحادثة التي تعرّضت لها صحيفة "التيار" السودانية، ووصل إلى المستشفى، حيث يتلقى رئيس التحرير المعتدى عليه العلاج، عدد من السياسيين والحكوميين، بينهم مساعد رئيس الجمهورية، إبراهيم غندور، الذي دان الحادثة وأكد أنها "لا تشبه أخلاق السودانيين"، وأكد على أن الاختلاف في الرأي لا يمكن أن يكون مبرراً لمثل هذه التصرفات اللاخلاقية، على حد تعبيره.

من جهة أخرى، أعلن "الاتحاد العام للصحافيين السودانيين" رفضه للاعتداء، ووصف الحادثة بـ"المؤسفة"، وطالب السلطات بالقبض على المعتدين وتقديمهم للمحاكمة.

إلى ذلك، حذرت "شبكة الصحافيين السودانيين" من انتشار العنف في قلب العاصمة الخرطوم، وطالبت وزارة الداخلية بالإسراع في الكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة، لمنع تكرار اعتداءات المتطرفين على الصحافيين، باعتبار أن حادثة صحيفة "التيار" يمكن لها أن تتكرر.

 

دلالات

المساهمون