"جرنان القوسطو"...كوميديا جزائرية هزلية بسقف نقد سياسي عال

خطف البرنامج الترفيهي الساخر "جرنان القوسطو" الذي بث في قناة "الجزائرية" للموسم الثالث على التوالي أنظار الجزائريين، وعرف نجاحاً على "يوتيوب"، فقد قاربت المشاهدات في اليوم الأول لـ"جرنان القوسطو"المئة ألف.

ولقي البرنامج الخاص استحسان الجمهور والنقاد في الجزائر، إذ أعجبتهم الفكرة واعتبروها سابقة من نوعها أن يتم الحديث بجدّية عن عدد من المواضيع المعاشة في البرنامج عبر ممثلين جزائريين يقومون بتقديم نشرة إخبارية، لا تكتفي فقط بعرض الأحداث، بل تكشف كواليسها وعيوب شخصياتها بكثير من السخرية والتهكم. واعتبرت وسائل إعلامية أن"جورنان القوسطو" هو أول تجربة في مجال البرامج التفاعلية الساخرة في الجزائر يسعى منشطوه إلى كسر قيود الرقابة الإعلامية. (القوسطو'' لفظة إسبانية ''el gosto'' تعني الطعم وتستعمل في الدارجة الجزائرية بمعنى الاستساغة).

والبرنامج عبارة عن نشرة إخبارية ساخرة تُبث من على سطح إحدى البنايات، في حي قصديري مهمّش وعلى لسان عدد من الممثلين الجزائريين الموهوبين، من بينهم نبيل عسلي، ومحمد خساني، ومراد صاولي، ومفيدة عداس، ونسيم حدوش، ووسيلة مناة مقران، وكمال عبدات، وحنان بوجمهة. يطرح البرنامج بتهكم جريء كاسراً لعدد من التابوهات، ما يحدث في الجزائر على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

هذه الجرأة طالت حتى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخاه ومدير المخابرات الجزائرية وعبد العزيز بلخادم الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير، كما طالت سلوك عدد من الوزراء الحاليين والسابقين ومواضيع اجتماعية مقلقة، كالغلاء والفساد والهجرة السرية "الحرقة "، كما يتعرض البرنامج بنبرته الساخرة لأحداث تجري ببلدان خارج الجزائر، مثل مصر وسورية وفرنسا.

واعتبر مخرج العمل عبدالقادر جريو، أن طرح الحياة السياسية بالجزائر في "جرنان القوسطو" ماهو إلا جزء بسيط جداً مما يشعر به المواطن تجاه المسؤولين بالبلاد. وأضاف جريو "نحن لم نفعل أكثرمن إثلاج صدره بوضع شخصيات تقلد الوزراء وتطرح انشغالات المواطن بطريقة هزلية هادفة".

وسبق أن عبر مدير قناة الجزائرية الخاصة رياض رجدال، عن تخوفه من ردود فعل المسؤولين على تناولهم بالبرنامج بهذه الجرأة، ولم يستبعد أن تقام دعاوى قضائية ضده.