الهند وباكستان... ما فرّقته السياسة يجمعه التلوّث
ما فرّقته السياسة قبل عقود من أجل إنشاء دولة باكستان المستقلة عن الهند، يجمعه تلوّث الهواء الحاد في البلدين اليوم أو حتى منذ سنوات غير قليلة، والذي يرتبط بعمليات حرق مخلفات المحاصيل الزراعية والانبعاثات الصادرة من المصانع وأفران الطوب المستخدم في البناء.
وتعتبر الهند المصدر الرئيس لعمليات الحرق المسيئة للهواء والبيئة، لكن منظمة العفو الدولية ترى أن "رد فعل الحكومة الباكستانية غير ملائم، كونها تقلل من حجم الأزمة، وتتعامل معها فقط عبر إجراءات تهدف إلى احتواء النتائج السيئة، ومحاولة تدارك بعض المخاطر".
وفي مناطق عدة من البلدين، قد تبلغ مستويات التلوّث 18 ضعفاً الحدّ الصحي الآمن المحدد بنحو 10 ميكروغرامات في جسيمات الهواء لكل متر مربع. لكن ذلك لا يمنع سكانهما من التحايل على التدابير المتخذة في ذروة درجات التلوّث، وبينها إغلاق المدارس ومراكز تسوق، وصولاً إلى حظر التنقل في الشوارع.
وأفاد تقرير أصدرته جامعة شيكاغو في سبتمبر/ أيلول الماضي، بأن تلوّث الهواء قد يخفّض معدلات الحياة نحو 10 سنوات في العاصمة الهندية نيودلهي، و11 عاماً في ولاية أوتار براديش الشمالية، علماً أن البرنامج الوطني الهندي للهواء النظيف يهدف إلى خفض مستوى التلوّث في جسيمات الهواء بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2024، بعدما اتسعت الرقعة الجغرافية للمشكلة إلى ما وراء سهول جانغتيك الزراعية في الشمال. أما في باكستان، فيقلل التلوّث معدل حياة السكان نحو 5 سنوات في المتوسط.
(العربي الجديد)