مصر: هل القراءة للجميع؟

مصر: هل القراءة للجميع؟

12 يناير 2017
(GETTY)
+ الخط -

بخطوات سريعة وكفوف مترابطة وروح تملؤها الشغف، ذهبت أميرة مع ابنتها ندى صاحبة السبع سنوات، إلى إحدى مكتبات القراءة للجميع لحجز مقعد لابنتها لقضاء إجازة نصف العام؛ ولكن سرعان ما خُيبت آمالهما بعد أن وجدتا المكان مغلقاً.. فلم يعد هناك نشاط مكتبي.

تقول أميرة: "اعتدت منذ طفولتي الذهاب لمكتبة الأسرة وأردت لابنتي أن تحصل على نفس القدر من القراءة، لقضاء إجازة مفيدة بعيدة عن الأجهزة الإلكترونية والكارتون".


القراءة للجميع
مع مطلع التسعينيات في القرن الماضي، انطلق مشروع "القراءة للجميع" مبادرة من سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، من خلال "مكتبة الأسر" التي أنشئت عام 1994، وطبعت ملايين الكتب المدعمة، وأنشأت المكتبات العامة المتنقلة والثابتة.

تستكمل أميرة حديثها عن مكتبة الأسرة قائلة: "كنت أحصل على أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية وعلمية من خلال المكتبة وشاركت في مسابقات شعرية وتمثيلية، فالمكتبة كانت إضافة كبيرة في تكوين شخصيتي واهتماماتي، متسائلة لماذا لم تهتم الدولة بالحفاظ على هذه المشروعات لتساعد في تربية الأجيال القادمة؟".


إغلاق الكرامة
الحكومة المصرية لم تعجز فقط عن الحفاظ على مشروع ثقافي قائم بل هاجمت وأغلقت مشروعات أخرى تحت سيطرة أمنية، فقامت بإغلاق مكتبات الكرامة التابعة للشبكة العربية لحقوق الإنسان، والتي أنشئ أول فرع لها عام 2012، ووصل عدد فروعها لستة فروع (طره - دار السلام - الخانكة - بولاق الدكرور - الزقازيق)، وهي مكتبات عامة مجانية مقامة في العشوائيات والمناطق الفقيرة، والتي تخدم كل الفئات العمرية.

أسست الشبكة العربية لحقوق الإنسان مكتبات الكرامة إيمانًا منها أن للفقراء حقًا في المعرفة مثل حقهم في المعونات المادية. في تصريح خاص لـ"الجيل" قال الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان: "ليس غريبًا بالنسبة لنا الهجوم على مؤسسات ثقافية، فهو أمر طبيعي في دولة بوليسية تكره الثقافة والمعرفة، ونحن الآن بصدد انتظار رد فعل من السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر لمنصب الثقافة في يونيسكو، بعد زيارتها للمكتبات المغلقة"، مؤكدًا أنه لجأ لها حتى يصل لحل، خصوصًا بعد تأكدها أن المكتبات تقدم خدمات حقيقية للبسطاء مجاناً؛ ولكن "لم يصلنا منها رد حتى الآن".

وقال عيد في تغريدات سابقة له إن "أمر الإغلاق جاء من فوق وليس بسبب تراخيص، بالإضافة لذلك المكتبات بعيدة عن السياسة والأحزاب والجماعات الدينية، وهي لا تقدم سوى خدمة ثقافية وتعليمية للأهالي والشباب والأطفال".

وأكد أن الهدف من إغلاق المكتبات هو انتقام أمن الدولة منه، ومحاولة لإجباره على السكوت والتواطؤ، مؤكداً أنه لن يساوم أو يقبل الابتزاز.

المساهمون