فستان ميري ريغيف.. سعفة "الاستفزاز"

فستان ميري ريغيف.. سعفة "الاستفزاز"

21 مايو 2017
(في مهرجان كان، تصوير: أنتونين ثويلير)
+ الخط -
أثار الفستان الذي ارتدته وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، جدلًا غير مسبوق على الصفحات العربية في مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالفستان الذي احتوى بجزئه السفلي على صورة فوتوغرافية مطبوعة لمدينة القدس المحتلة، اعتبره العرب بمثابة الإساءة المقصودة لهم، لا سيما أن الحدث الفنّي تزامن مع الذكرى الخمسين لاحتلال عاصمة الدولة الفلسطينية، وتزامن أيضًا مع أحداث شائكة في الداخل الفلسطيني، أبرزها إضراب الكرامة "مي وملح" الذي أطلقه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من شهر.

هذه ليست المرّة الأولى التي ينقل فيها اليهود صراعهم مع العرب إلى المهرجانات العالمية، الفنيّة منها والرياضية. إذ جرت العادة بأن يقوم الصهاينة باستفزاز العرب في اللقاءات الدولية بطريقة رمزية، ومن أشهر هذه المناسبات، المباراة التي جمعت منتخبي تشيك وغانا في الدور الأوّل من كأس العالم 2006، حين قام اللاعب الغاني، جون بنتسيل، والذي كان يلعب لحساب نادي "هابويل تل أبيب" برفع علم "إسرائيل"، بعد أن أخرجه من جوربه.


ورغم أن الفعل الذي قام به بنتسيل يعتبر مخالفًا لأنظمة وقوانين كرة القدم، فرفع علم لـ غير الدولة التي يلعب لصالحها اللاعب يعتبر مخالفة بالطبع، ولكن اللجنة التحكيمية المسؤولة عن المسابقة، لم تتّخذ أي إجراء ضد بنتسيل؛ على عكس ما حدث مع اللاعب المصري، أبو تريكة، حين تلقى إنذارًا بعد أن كشف عن عبارة "تعاطفًا مع غزة"، في المباراة التي جمعت منتخب بلاده مع نظيره السوداني، في نسخة كأس الأمم الأفريقية 2008، والتي أقيمت في غانا.

وفي بعض الأحيان، كان يتمّ استخدام العلم الإسرائيلي بغرض استفزاز مشاعر العرب بشكل مباشر، كما حدث في المباراة التاريخية، والتي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره الألماني، في الدور ثمن النهائي من النسخة الأخيرة من كأس العالم، حيث قام أحد المشجعين برفع العلم الإسرائيلي على المدرّجات، بغرض استفزاز مشاعر الجزائريين، والذين اعتادوا أن يرفعوا الأعلام الفلسطينية على مدرّجاتهم؛ ولكن الردّ العربي كان حاضرًا حينها، فقام أحد المشجعين الجزائريين برفع العلم الفلسطيني وتوجيهه بشكل مباشر في مواجهة العلم الإسرائيلي، لتنتقل المعركة من أرض الملعب إلى المدرّجات، من دون أن يلجأ كلا الطرفين إلى العنف؛ ويمكن أن نقول إن المنافسة في المسابقات الرياضية تحلت بالطابع الفني والرمزي.

وبالعودة إلى فستان ريغيف، وعن الطريقة التي ردّ بها العرب عبر قنوات الاتصال المتاحة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أكثر ما يميّز هذه الردود هو الجانب الرمزي المتمثّل بإعادة تصميم الفستان، من خلال استخدام برنامج "فوتوشوب"، لإضافة الأسوار التي تمثّل العلاقة الحقيقية بين الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين في الداخل، أو إضافة آليات البناء والهدم على الفستان؛ فرمزت مجمل الأعمال إلى طبيعة الكيان الإسرائيلي المبني على هدم الدولة الفلسطينية وتشويهها المكان، وطبيعة العلاقة بين الشعبين؛ فغدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ساحة فنية نقلت للناس حول العالم الصراع العربي الإسرائيلي، بصيغته الرمزية الجديدة.

المساهمون