السيّاح الجزائريون في تونس.. دولتان لشعب واحد

السيّاح الجزائريون في تونس.. دولتان لشعب واحد

27 اغسطس 2017
(في العاصمة الجزائرية،الصورة: فرانس برس)
+ الخط -

أين ما ولّيت وجهك في المدن السياحية التونسية خلال فصل الصيف الحالي، ستجد السيّاح الجزائريين بالعشرات، يستمتعون بقضاء الأسابيع الطويلة في المنتجعات السياحية والنُزل وعلى الشواطئ التونسية المعروفة بجمالها، مضفين بذلك، حركيّة لطالما انتظرها العاملون في القطاع السياحي طيلة عام كامل.

تونس الجارة الشرقية للجزائر، كانت ومازالت الوجهة السياحية الأولى والمفضّلة لنحو مليوني جزائري يزورونها سنويّا، وينعشون سياحتها التي أنهكتها الهجمات المسلّحة التي ضربت البلاد في العام 2015.


الجزائريون "يغزون" تونس
قبل أيّام، كشفت إذاعة "موزاييك" التونسية أن عدد الجزائريين الذي زاروا تونس منذ بداية العام الجاري إلى غاية 20 آب/ أغسطس الجاري بلغ 1.45 مليون سائح، بزيادة مقدرة بـ 59.8% عن الفترة نفسها من السنة الماضية، فيما بلغ عدد الجزائريين الذين دخلوا تونس في شهر يوليو/ تموز الماضي 312 ألفا بزيادة قدرها 60.7% عن الشهر نفسه من العام الماضي، مشيرة إلى أنه ومنذ الفاتح من آب/ أغسطس الجاري إلى العشرين منه، زار تونس 380 ألف جزائري بحسب الإحصائيات نفسها.

في عام 2016، كشفت أرقام رسمية عن زيارة مليون وثمانمائة ألف جزائري إلى تونس، وقال عبد اللطيف حمام مدير عام الديوان الوطني التونسي للسياحة إن بلاده استقبلت في 2016 أكثر من 5.7 ملايين سائح مقابل 5.3 ملايين في 2015، بينهم 1.8 مليون جزائري و623 ألف روسي، كما توقّع ممثل الديوان السياحي التونسي في الجزائر بسام الورتاني، أن يصل عدد السياح الجزائريين في تونس هذا العام إلى مليوني سائح.

وأضاف الورتاني أنّ رهانات بلاده على السيّاح الجزائريين تزداد سنويًا، حيث تستمرُّ تونس في تقديم المزايا التفاضلية المطروحة منذ سنتين، بل تعمل على تدعيمها سنويًا مشيرًا إلى أن تونس لن تنسى فضل الجزائريين في إنقاذ موسم السياحة بتونس بعد أحداث عام 2015.


سوسة والحمامات في الصدارة
سوسة، طبرقة، الحمامات، المنستير، المهدية جربة وغيرها من المدن السياحية الجميلة، تتصدّر الوجهات المثالية التي يقصدها زائر "الخضراء"، فبشواطئها الجميلة ونزلها الفخمة ووحداتها السكنيّة المنتشرة في كل مكان، تغري هذه المدن السائح الجزائري لقضاء عطلته السنوية مع أفراد عائلته بأسعار مناسبة وخدمات جيّدة، فتكلفة الإقامة في تونس المتميّزة بوجهاتها السياحية المتعدّدة والمتنوّعة أرخص من مناطق كثيرة في الجزائر، كما أنه وغرار الشواطئ المنتشرة، توجد سلسلة من مدن الألعاب والمقاهي والمطاعم المناسبة لمختلف الأذواق والإمكانيات المادية.

في هذا السياق، تؤكّد هدى النقاز وكيلة بشركة الضيافة للسياحة بمدينة سوسة الساحلية أن هذا الموسم السياحي شهد إقبالًا كثيفًا من السيّاح الجزائريين على الحجوزات في النزل، وقد تصدّرت نزل سوسة والحمامات وبدرجة أقل المنستير والمهديّة اهتمامات الأشقّاء الجزائريين من مختلف الأعمار ومن الجنسين.

وتضيف النقاز في حديث إلى "جيل" أن كثيرًا من السيّاح الجزائريين غالبًا ما يشتكون من سوء الخدمات المقدّمة من النزل والمنشآت السياحية في بلادهم، الأمر الذي دفع الكثير منهم للتوجّه إلى تونس القريبة منهم جغرافيًا وثقافيًا، حيث من السهل زيارتها بدون تأشيرة وبتكاليف أقلّ بكثير من دول أخرى.

وتنقل النقاز على لسان كثير من زبائنها الجزائريين سعادتهم بحفاوة الاستقبال والراحة والخدمات التي يتلقّونها في النزل والمنشآت السياحية التونسية، مشيرة إلى أن إنفاق السائح الجزائري يفوق نظرائه من السياح الأجانب الذين يزورون تونس خاصّة في فصل الصيف.


ثلاث فترات رئيسية
يعرف عن السائح الجزائري تفضيله الوجهة التونسية بسبب قربها الجغرافي وسهولة التنقل وتشابه العادات والتقاليد بين الشعبين الشقيقين، المعروفين بمتانة العلاقات بينهما، حتى إن الجزائري لا يكاد يشعر بغربته في تونس التي تفتح أبوابها لـ"الخيوة الجزائريين" وتقدّم لهم أسعارًا في المتناول، فكراء شقّة مؤثثة قريبة من البحر لا يتجاوز 45 دولارًا لليلة الواحدة، في حين تتفاضل أسعار الفنادق وتتراوح هي الأخرى بين 35 و100 دولار للشخص الواحد.

يشار إلى أن الجزائريين لا ينتظرون حلول فصل الصيف لزيارة تونس، فالسوق الجزائرية تنقسم إلى ثلاث فترات رئيسية تبدأ الأولى بين شهري يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، حيث يقصد الجزائريون في هذه الفترة النزل والمراكز الاستشفائية ومدنًا مثل حمّام بورقيبة، وحمام الزريبة، وجبل الوسط، وقربص، وحامة قابس وغيرها من الوجهات المعروفة بالعلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر التي تجذب عددًا كبيرًا من السيّاح، أما الثانية ففي موسم الصيف المعروف بالتوجّه نحو الشواطئ والمنشآت الترفيهية والمهرجانات الفنيّة والثقافية، فيما تتمثّل الفترة الثالثة في رأس السنة الميلادية الذي يعرف توافد عدد هام من الجزائريين خاصّة الشباب منهم.

المساهمون