نجوم سوداء تسطع في سماء أفريقيا

نجوم سوداء تسطع في سماء أفريقيا

08 يناير 2017
(تصوير: محمد حسام)
+ الخط -

أكدت بطولة أمم أفريقية في نسخها الثلاث الأولى سطوة مصر على كرة القدم في القارة السمراء، فحصد الفراعنة أول بطولتين عام 1957 و1959، قبل أن تنقلب إثيوبيا على أسياد القارة وتنال لقب النسخة الثالثة سنة 1962، وفتحت بذلك اللقب الطريق لكافة الدول الأفريقية في حقها بالتنافس على كأس البطولة التي اعتقد الجميع أن الفراعنة هم البطل الأزلي لها.

استضافت غانا النسخة الرابعة من بطولة أمم أفريقيا عام 1963، وضمت البطولة ستة فرق حيث شاركت نيجيريا لأول مرة مع صاحبة الأرض، إضافة إلى إثيوبيا حاملة اللقب ومصر والسودان وتونس، وكالعادة شهدت هذه النسخة نظامًا جديدًا في النهائيات، إذ قُسّمت الفرق الستة المشاركة إلى مجموعتين، ومن يتصدر إحداها يلعب مع المتصدر الآخر في نهائي البطولة، كما يلعب أصحاب المركز الثاني فيما بينهما للظفر بالمركز الثالث.

في المجموعة الأولى، تعادلت غانا مع تونس وتغلبت على إثيوبيا؛ فيما تخطت الأخيرة تونس في المباراة الختامية للمجموعة، ما يعني تصدر غانا للمجموعة ووصافة إثيوبيا لها، كما تغلبت مصر على نيجيريا في المجموعة الثانية 6-3، واستطاع السودان إحراز التعادل مع الفراعنة بعد تأخره بهدفين لتصبح النتيجة 2-2، فكان عليه الفوز على نيجيريا بالمرحلة الأخيرة بفارق أهداف يفوق ما فعلته مصر مع الفريق الأخضر، وكان للسودان ما أراد وسحق نيجيريا بأربعة أهداف نظيفة تصدر بها المجموعة ولحق بأصحاب الأرض لنهائي البطولة.

وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ثأرت مصر من إثيوبيا بطلة النسخة الماضية وغلبتها بثلاثة أهداف دون رد، واستطاعت غانا أن تكرر هذه النتيجة مع السودان لتتوج بطلة لكأس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخها وبأول مشاركة لها، وكان ذلك على أرضها أمام أكثر من 40 ألف متفرج احتشدوا في ملعب أكرا.


تأكيد الزعامة
استضافت تونس النسخة الخامسة من بطولة أمم أفريقيا عام 1965 التي شهدت غياب مصر عن النهائيات للمرة الأولى في تاريخها، كذلك سجلت أول مشاركة لساحل العاج والكونغو الديمقراطية والسنغال، وحضر معهم إلى تونس كل من إثيوبيا وغانا حاملة القب.

لم يكن هناك تغيير في نظام البطولة الحالية فكما السابقة تم تقسيم المنتخبات لمجموعتين ويتأهل بطل المجموعة لنهائي البطولة، فاستطاعت تونس صاحبة الأرض الظفر بصدارة المجموعة بعد منافسة شرسة مع السنغال التي تعادلت معها دون أهداف، لكن تونس تغلبت على إثيوبيا بأربعة أهداف، فيما تخطت السنغال إثيوبيا بخمسة لهدف.

وفي المجموعة الثانية تخطت غانا بسهولة كلاً من ساحل العاج والكونغو الديمقراطية 4-1 و5-2 على التوالي، فيما حصل العاجيون على المركز الثاني بفوزهم على الكونغو 3-0، ليحجزوا مكانهم في مباراة المركز الثالث أمام السنغال، والتي خسرت هذه المواجهة أمام ساحل العاج بهدف وحيد.

احتضن ملعب الشاذلي زويتن في مدينة سوسة بحضور أكثر من 20 ألف متفرج نهائي النسخة الخامسة لبطولة أمم أفريقيا الذي جمع أصحاب الأرض مع غانا حاملة اللقب، واستطاع التونسيون قلب تأخرهم بهدف إلى صالحهم لتصبح النتيجة 2-1، لكن النجوم السوداء عادلوا النتيجة قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق فانتهت الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، ما اضطر الحكم الجزائري عبد العزيز الشكايمي لتمديد المباراة الذي أسفر عن هدف لغانا منحها اللقب الثاني في تاريخها، لتعادل بذلك إنجاز الفراعة في عدد مرات الفوز بالبطولة.


البطل الجديد
احتضنت إثيوبيا النسخة السادسة من بطولة أمم أفريقيا عام 1968 للمرة الثانية في تاريخها، وشهدت هذه البطولة مشاركة 8 فرق تم توزيعها على مجموعتين يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني منهما إلى الدور نصف النهائي الذي يجري بنظام خروج المغلوب.

فاز أصحاب الأرض في كافة لقاءاتهم بالمجموعة الأولى، والتي جمعتهم مع ساحل العاج والجزائر وأوغندا فيما تخطت ساحل العاج الجزائر وأوغندا، بينما اكتفت الجزائر بالفوز على أوغندا 4-0.

وفي المجموعة الثانية، تغلبت غانا حاملة اللقب على الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو وتعادلت مع السنغال، فيما احتلت الكونغو الديمقراطية المركز الثاني بسبب فوزها على الكونغو والسنغال، وتخطت الأخيرة جمهورية الكونغو متذيلة المجموعة.

وفي الدور نصف النهائي اعتقد الجميع أن أصحاب الأرض سيتخطون بسهولة منتخب الكونغو الديمقراطية، لكن توقعاتهم ذهبت سدى، فانتهى اللقاء بالتعادل 2-2 بين الفريقين لكن الكونغوليون استطاعوا تسجيل هدف الفوز بعد التمديد، كذلك الحال بالنسبة لغانا التي ذاقت الأمرين قبل أن تتأهل لنهائي البطولة إذ تخطت بصعوبة منتخب ساحل العاج 4-3.

واجه الإثيوبيون على ملعبهم ساحل العاج في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وخسروا ذلك اللقاء بهدف وحيد، واستضاف نهائي البطولة ملعب هايلي سيلاسي في أديس أبابا، حيث طمحت غانا لفض شراكتها مع مصر بعدد مرات إحراز الكأس الأفريقية، فيما تطلعت الكونغو الديمقراطية لإحراز اللقب الأول بتاريخها، وكان لها ما أرادت عندما تغلبت على غانا بهدف وحيد معلنة كسر سطوة النجوم السوداء على كرة القدم الأفريقية.

المساهمون