الهندسة الجينية للحيوانات: أعضاء الخنازير لإنقاذ البشر

الهندسة الجينية للحيوانات: أعضاء الخنازير لإنقاذ البشر

18 سبتمبر 2017
(خنازير معدّلة جينيًا، تصوير: آدم بيري)
+ الخط -
تمكّن فريق باحثين من شركة "إي-جينيسيس" في الولايات المتحدة الأميركية بعد عمل شاقٍ وطويل من التلاعب في التركيب الجيني للخنازير، والحصول على خنازير صالحة للتبرّع بأعضائها للمرضى من البشر، وذلك بعد أن عطّل العلماء 25 جزءاً من المادة الوراثية التي تعتبر خطرة بالنسبة للإنسان، ويعود أصل هذه الجينات إلى فيروسات أصيبت بها الخنازير في الماضي وتركت آثارًا في المادة الوراثية لهذه الحيوانات، وأظهرت التجارب المخبرية منذ عشرة أعوام إمكانية تأثر البشر بهذه الجينات والإصابة بإنتانات فيروسية في الأنسجة البشرية، ما يؤثّر على سلامة زرع الأعضاء الحيوانية في الجسم البشري.

وينتظر في ألمانيا آلاف المرضى أعضاءً بديلة مناسبة، ويمكن أن تحلّ الهندسة الوراثية مشكلة نقص الأعضاء المتبرّع بها، في خطوة ستُعطي الأمل للآلاف وتنقذ حياة المرضى.


يعمل جورج شيرش الأستاذ في علوم الوراثة في جامعة هارفرد مع علماء شركة "إي-جينيسيس" على تعطيل المادة الوراثية المصابة بمواد وراثية فيروسية في الخلايا الحيوانية وإعادة حقنها في بويضة تم التخلّص من حمضها النووي مسبقًا، وعن طريق هذه الطريقة تمكّن العلماء –وفقًا لبيانٍ صحافي للشركة - من استنساخ اثني عشر خنزيرًا، كل منها خالٍ تمامًا من مورّثات الأمراض الفيروسية. وسيعمل فريق الباحثين على جعل عملية نقل الأعضاء بين الكائنات الحيّة أكثر أمنًا، ونشر الفريق تفاصيل عمله الحالي في مجلة العلوم "ساينس".

القضاء على الأمراض الوراثية
على الرغم من إعجاب علماء الوراثة بجهد الباحثين، إلا أن هناك الكثير من الشكوك حول ضرورة استبعاد جميع مورثات الأمراض الفيروسية، إلا أن إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية ترغب في الوقت الحالي في استبعاد مورّثات الأمراض الفيروسية القديمة، كما توصي بذلك أيضاً منظمة الصحّة العالمية حول عملية نقل الأعضاء بين الكائنات الحية، بالإضافة إلى ذلك تعمل إدارة الغذاء والدواء الأميركية على رسم خريطة للأمراض الفيروسية لجميع الحيوانات المانحة المحتملة وفحص قابلية الإصابة المستقبلية لهذه الأعضاء بهذه الأمراض بشكل دوري.

يعتقد إكهارد وولف الطبيب البيطري في جامعة ميونخ أنه لا يوجد حتى الآن حيوانات خالية تمامًا من الأمراض الوراثية، ويعمل وولف في جامعة ميونخ على جعل الأعضاء الحيوانية آمنة وصالحة لعملية نقل الأعضاء إلى الجسم البشري، ولا يستعبد وولف في عمله فقط مورثات الأمراض الوراثية، بل أيضًا بعض المورثات الخاصّة بالحيوان لتقليل خطر رفض الجسم البشري لهذه الأعضاء.

يعتقد بعض الباحثين بضرورة استبعاد جميع مورثات الأمراض الفيروسية حتى لو لم تكن تشكّل أي خطر على الجسم البشري، بينما يرى وولف أن إثبات قدرة الباحثين على استبعاد جميع الأمراض الفيروسية سيؤدّي إلى عرقلة السلطات الصحيّة لعملية تطوير نقل الأعضاء بين الكائنات الحية وعرقلة التجارب السريرية، وموت العديد من المرضى الذين ينتظرون أعضاء متبرّعاً بها، بسبب قوائم الانتظار الطويلة.

ترى لوهان يانغ أحد مؤسسّي شركة "إي-جينيسيس" أن التحدي الأكبر الذي يواجه شركتها ليس استبعاد مورّثات الأمراض الفيروسية، وإنما تعديل النمط الوراثي للخنازير لتقليل احتمال رفض الجسم البشري لهذه الأعضاء واعتبارها أعضاء غريبة، وهذا سيكون بالنسبة للشركة التحدّي الذي ستركز الشركة جهودها على تحقيقه.

المساهمون