ملك جمال سورية.. بعكس اتّجاه السيلفي

ملك جمال سورية.. بعكس اتّجاه السيلفي

29 اغسطس 2017
+ الخط -

في بداية الأسبوع، أطلق عبد الله الحاج، والذي يلقّب نفسه بملك جمال سورية، أول أغنية له على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان "شاوغما"، وقام بتأليف كلمات الأغنية وتلحينها بنفسه؛ وفي الأغنية يقتطع عبد الله الحاج بعض الكلمات والعبارات التي اشتهرت عنه في فيديوهاته السابقة، بفضل السخرية التي لاحقته منذ ظهوره الأوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقول في الأغنية: "شاوغما، شاوغ وغ وغ ماماماما، رح ناكل شاوغما كل يوم بسورية، طقوا موتوا يا كلبين، طقوا موتوا كوتو موتو، شاوغما".

للوهلة الأولى قد تبدو الأغنية طريفة وساذجة ولا توحي بأي توجّه سياسي، لا سيما إن جرّدنا هذه الكلمات "الصبيانية" التي تفتقد للتوازن من مرجعيتها لدى الجمهور؛ ولكن الصورة تنعكس وتزداد فجاجةً، بعد أن ندرك بأن هذه الكلمات حاول الحاج أن يستخدمها مرارًا ليستفزّ مشاعر المغتربين والمهجرين من سورية؛ فالحاج الذي اشتهر بفيديوهاته المستفزّة، يحاول طيلة الوقت أن يستفزّ المعارضين في الخارج، ويكيدهم بحرمانهم من كل ما هو جميل داخل سورية التي يحكمها الأسد، والشاورما هي إحدى الطيّبات التي يفتقدها المهاجرون بحسب رأيه.

وتتّسم فيديوهات الحاج بالعنصرية والإباحية في آن واحد، فهو يتعامل طيلة الوقت بدونية مع اللاجئين السوريين في الخارج، ويخاطبهم بفيديوهاته وهو يمسك بيده مايكروفون على شكل عضو ذكري، ويحاول من خلال الإيحاءات الجنسية والرسائل المستفزّة أن يبحث عن الشهرة والتميّز، وهو ما حققه نوعًا ما خلال الأعوام الماضية، ولكن اسمه غاب عن الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة؛ فحاول أن يعود إلى الواجهة في الأشهر الماضية، فقام بالبداية باللجوء للشائعات، حيث انتشرت إشاعة على فيسبوك منذ قرابة الشهرين، أكدت أن حواجز النظام السوري ألقت القبض على الحاج، وأنه سيلتحق بالجيش السوري، وانتظر الحاج يومين قبل أن يخرج بفيديو ينفي فيه الشائعة؛ واليوم يعود الحاج إلى الساحة الإعلامية مجدّدًا من خلال أغنية "شاوغما"، والتي حاول فيها أن يستخدم الكلمات التي تسبّبت في شهرته، لعل الأغنية تحفظه من النسيان.

عبد الله الحاج، تحوّل قبل ثلاثة أعوام، بفضل السوشيال ميديا إلى "نجم" محلّي في سورية، مثله مثل شذى سعيد وسارة نخلة وآخرين، ممن اكتسبوا الشهرة رغم افتقادهم لأي موهبة تؤهّلهم للحصول على النجومية؛ وكما ظهر هؤلاء بسرعة، اختفوا بسرعة، فاليوم لم نعد نسمع باسم شذى سعيد مثلًا، على الرغم من الشهرة الكبيرة التي حققتها سنة 2015، بعد فيديو السلفي "زم فيران" الذي انتشر على نطاق واسع، فنجوميتها كانت مقترنة بالسخرية، وانتهت مع نسيان الناس للفيديو؛ وكذلك الحاج، تقترن شهرته بالسخرية، ولكن يبدو أنه يرفض أن تتخلّى عنه الأضواء، ولذلك لا يزال يحاول بشكلٍ مستمر أن يستفزّ الجمهور ويختلق الإشاعات، واليوم يحاول أن ينتج منتجًا فنيًا، لعل الأغنية تبقى عالقة في أذهان الجمهور، بعد أن تلقى فيديوهات عبد الله الحاج مصيرها المتوقّع، النسيان.

على الرغم من أن الأغنية التي أنتجها الحاج تعتبر سيئة على المستوى الفني، إلا أنها تنمّ عن وعي خاص لمفهوم الأشكال الفنية، فعلى ما يبدو أن عبد الله الحاج يأمل بأن تحوّله نحو أشكال الفنون التقليدية كالغناء، سيحفظ اسمه في الذاكرة الفنية، على العكس من فيديوهات السيلفي التي اشتهر بها، والتي قد لا ترتقي لتكون عملًا فنيًا في معظم الأحيان.

المساهمون