الطابور الخامس... عصابات نهب المساعدات بحماية الاحتلال

الطابور الخامس... عصابات نهب المساعدات بحماية الاحتلال

غزة

أحمد عيسى

avata
أحمد عيسى
10 مارس 2024
+ الخط -

يعمّق الاحتلال الإسرائيلي من حالة الجوع في غزة، عبر غضّ النظر عن عصابات نهب المساعدات التي تعمل بالقرب من نقاط تمركزه وأمام قناصته، بينما يستهدف الشرطة الفلسطينية.

- عادت النازحة الأربعينية فاطمة رمضان، إلى مركز الإيواء الذي تقيم فيه بمحافظة رفح، جنوبيّ القطاع، تجرّ أذيال الخيبة، بعد فشلها في الحصول على أي من المساعدات التي حملتها شاحنة مليئة بالطرود الغذائية أوقفتها مجموعة من الشبان يحملون عصي وحجارة، وسرعان ما نهبوا محتوياتها بالكامل.

تقول فاطمة التي رافقها ابنها محمود (16 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "هؤلاء اللصوص يسارعون إلى نهب كل شيء في دقائق، ثم يبيعون المساعدات لتجار يعرضونها في الأسواق بأسعار عالية جداً".

ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى، بل تكررت 80 مرة في مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، بعضها نجحت وأخرى أفلت السائقون بحمولتهم بأعجوبة، خلال الفترة منذ بداية فبراير/ شباط الماضي وحتى اليوم، وما زاد الطين بلة، استهداف الاحتلال الإسرائيلي لشرطة تأمين المساعدات، ما شجع اللصوص على مهاجمتها، وفق ما يؤكده ثلاثة من القائمين على توزيع المساعدات، اثنان منهم يعملون في مؤسستين دوليتين، وآخر في مؤسسة محلية، ومصدر أمني مطلع، رفض ذكر اسمه لحساسية الوضع في القطاع.

 

خريطة المناطق الخطرة 

عبر جولة ميدانية رصد "العربي الجديد" ثلاث مناطق يتركز فيها نشاط اللصوص الذين يعترضون شاحنات المساعدات في محافظة رفح، التي تؤوي نحو 1.4 مليون فلسطيني ما بين نازح ومواطن، وفق آخر إحصاء صادر عن بلدية رفح، التي تشكل المحطة الأولى للقوافل الواصلة من الجانب المصري.

الصورة
بوابة رفح
محيط بوابة معبر رفح التي تنطلق منها الشاحنات أولى مناطق الاستهداف (العربي الجديد)

ويُعَدّ محيط بوابة معبر رفح، التي تنطلق منها الشاحنات، أولى مناطق الاستهداف، إذ أشعلت مجموعة من الأشخاص في السادس عشر من فبراير الماضي إطارات السيارات أمام البوابة الرئيسية للمعبر من الجانب الفلسطيني، ثم عمدوا بعدها إلى فتح البوابة والسطو على مساعدات غذائية كانت في طريقها إلى القطاع، لكن دوريات الشرطة تدخلت لضبط الوضع، بحسب مصدر مسؤول في المعبر يتحفظ "العربي الجديد" على اسمه منعاً لاستهدافه من الاحتلال الإسرائيلي.

كذلك تقع محاولات استهداف شاحنات الإغاثة على طول شارع طه حسين في بلدة خربة العدس شماليّ المدينة، الذي يُعَدّ الأطول فيها، وكذلك محور صلاح الدين الحدودي جنوبيّ المحافظة الممتد بين غزة ومصر.

الصورة
شارع طه حسين
يشهد شارع طه حسين محاولات استهداف شاحنات الإغاثة عبر ملثمين يعرقلون سيرها لنهب حمولتها (العربي الجديد)

ويقع الاستهداف على أيدي عشرات الشبان، أغلبهم ملثمون ويحملون حجارة وعصياً، ويضعون ما يعرقل حركة الشاحنات على الطريق، ومن ثم يرشقونها بالحجارة، ما يجبر السائقين على التوقف، ليبدأ النهب، وفي حال رفض السائق التوقف، يطلق اللصوص النار عليه، كما حدث ليلة الثامن والعشرين من فبراير الماضي، بعد أن رفض السائق الفلسطيني عزام سعيد الكتناني الانصياع لأوامر اللصوص، خلال سيره غربيّ مدينة رفح، فأطلقوا النار عليه ما أدى إلى وفاته، وفق بيانات مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في رفح، بينما يؤكد مصدر طبي في المشفى ذاته أن نحو 15 سائقاً وحارساً للمساعدات أصيبوا خلال شهر فبراير جراء تكرار هجمات اللصوص على الشاحنات.

وينقل اللصوص المساعدات المنهوبة عبر دراجة نارية "توك توك"، من أجل بيعها في الأسواق، وفق ما يكشفه لـ"العربي الجديد" ثلاثة منهم أقرّ من بينهم اثنان بأنهم يبيعون ما نهبوه، في حين قال الثالث، ويدعى فؤاد محمد، إنهم يعترضون الشاحنات بدافع الجوع، وعدم وصول المساعدات إليهم، كذلك فإنهم لا يمتلكون أموالاً لشراء مساعدات منهوبة في السابق، وتباع في الأسواق، قائلاً لـ"العربي الجديد": "نقف على طريق مرور الشاحنات، ونحاول تعطيلها للحصول على الغذاء"، مقراً بأن عدم قدرة الشرطة على التواجد ساعدهم على استهداف الشاحنات".

الصورة
محور صلاح الدين
يستفيد اللصوص من عدم وجود الشرطة على امتداد محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر لإرغام السائقين على التوقف ونهب المساعدات (العربي الجديد)

 

الاحتلال يستهدف الشرطة

يعمل التاجر إبراهيم يوسف في بيع مواد غذائية في مركز محافظة رفح، ويقول إنه يحصل على بضاعته من أشخاص تمكنوا من مهاجمة الشاحنات ونهب الطرود الغذائية، ويتابع: "اشتريت طروداً قيمة كل منها بـ 150 شيكلاً (42 دولاراً)، ونربح ما بين 10و20%، والأمر بات معروفاً في غزة، خصوصاً في شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير اللذين شهدا ذروة عمليات السلب والنهب للشاحنات".

ويساعد الاحتلال من ينهبون الشاحنات عبر نشر الفلتان وتغذية الفوضى من خلال استهداف عناصر الشرطة ومقارّها، والقائمين على توزيع المساعدات، بينما يحاول خلق أجسام موازية من بعض العائلات، كما أعلن ذلك في مناطق شماليّ القطاع، إلا أنه فشل ولم يستطع إنشاء جسم يحاكي تجربة "روابط القرى" التي كان يفترض أن تتعاون مع المحتل، وحاولت الحكومة الإسرائيلية تطبيقها في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية عام 1978، كما يوضح إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

استشهاد 35 من عناصر الشرطة المسؤولين عن تأمين المساعدات

ويتفق رامي عبده، رئيس المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (منظمة مستقلة مقرها في جنيف)، مع الرأي السابق في أن "دولة الاحتلال تعمل على تغذية الفوضى في الشارع الغزي، وهو ما نراه بشكل جليّ في أثناء نقل المساعدات"، قائلاً إن المرصد وثق 23 عملية استهداف مباشرة لأفراد الشرطة المدنية، 6 منها وقعت خلال تأمين قوافل شاحنات المساعدات، بالإضافة إلى عرقلة كل المبادرات المجتمعية التي تسعى لمحاولة خلق عملية نقل آمن للمساعدات.

واستشهد 35 من عناصر الشرطة المسؤولين عن تأمين المساعدات جراء استهداف الاحتلال لهم، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي، ومن أبرز العمليات قصف مُسيَّرة إسرائيلية في صباح العاشر من فبراير الماضي مركبة في حيّ تل السلطان في رفح، بينما كان داخلها مدير مباحث رفح أحمد اليعقوبي، ونائبه أيمن الرنتيسي، ورئيس قسم مباحث التموين إبراهيم شتات، ما أدى إلى استشهادهم، بحسب إفادة يوسف إبراهيم، الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي وثق استهداف مسيَّرة إسرائيلية أخرى في اليوم ذاته، وتحديداً عقب 6 ساعات من حادثة الاغتيال الأولى، لمركبة ثانية تابعة للشرطة كانت تسير في حيّ البرازيل جنوبيّ رفح، ما أدى إلى استشهاد اثنين من أفراد الشرطة.

ويضيف إبراهيم: "استشهد 6 من أفراد الشرطة الفلسطينية، وأُصيب آخرون من المارّة بجروح مختلفة، بعد قصف مركبتهم شماليّ المدينة في 6 فبراير الماضي، بينما كانوا يحاولون حماية شاحنات المساعدات التي تتعرّض للسرقة".

 

عصابات في حماية الاحتلال

تعمل عصابات النهب والتخريب بحماية مباشرة من الاحتلال، إذ تمارس مهامها بالقرب من الدبابات والمدافع الإسرائيلية، التي لا تعترض طريقهم، كما حصل مساء الثامن والعشرين من الشهر الماضي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبيّ القطاع، الذي تعرضت أقسامه ومبانيه للسرقة والنهب ثم إحراق بعض الأقسام من قبل لصوص، بعد انسحاب الدبابات الإسرائيلية منه، كما يقول الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، موضحاً أن الاحتلال الاسرائيلي أفسح المجال "للعملاء والمأجورين" لتخريب المجمع ودماره ونهبه، بعدما دخل هؤلاء على مرأى من القناصة الإسرائيليين، بينما منعت الطواقم الطبية والإدارية من العودة لممارسة عملها، ورفض الاحتلال المطالبات المتكررة بوجود ممرات آمنة لدخول المرضى والطواقم الطبية وخروجهم.

بالإضافة إلى ما سبق، تؤكد إفادات سائقي شاحنات التقاهم معدّ التحقيق عند معبر رفح، تمركز مجموعة من المسلحين شرقاً، عند الحدود مع مصر، يحاولون قطع الطريق على شاحنات المساعدات، ويبتزون السائقين بدفع أموال مقابل السماح لهم بالمرور، معتمدين على وجودهم في مناطق قريبة من تمركز الاحتلال، وبالتالي عدم قدرة الشرطة الفلسطينية على الوصول إليهم.

ونقل ستة غزيين مقيمين في مدينة رفح، شهادات عن أقاربهم في شمال القطاع، تشير إلى سيطرة عصابات مسلحة على شاحنات مساعدات تصل إلى مناطق الشمال الذي يعاني القاطنون فيه من مجاعة حادة، ويمنعون الأهالي من الحصول على المواد الإغاثية، إذ يبيعونها بأسعار عالية، ليصل ثمن جوال الطحين (يحتوي على 25 كيلوغراماً) إلى 1000 دولار أميركي، ما دفع عناصر الشرطة إلى محاولة التواجد بين الناس بلباس مدني، لمنع النهب. وبحسب شهود العيان، فإن الشرطة قتلت وأصابت عدداً من اللصوص الذين لم ينصاعوا لمحاولات منع النهب. 

وينفي مدير شرطة رفح العميد رياض القاضي وجود عصابات منظمة في القطاع، قائلاً: "وجدنا من خلال القبض على بعض الجناة، أن الكثير منهم يقومون بذلك بسبب الحالة الاقتصادية". ووفق القاضي، رغم الملاحقات، والاستهداف، فإن الشرطة تقوم بواجبها ، بينما يكشف مصدر أمني آخر رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أنه يتم التعامل مع المخالفين وفق ما تسمح به الحالة الأمنية، في "ظل عدم وجود سجون، أو مقرات للشرطة".

 

جهات إغاثية تعلّق عملها في القطاع

تجبر حالة الفلتان الأمني جهات إغاثية على تعليق عملها في القطاع، إلى أن تتمكن من تأمين طرق نقل المساعدات، ومن بينها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وفق ما يؤكده المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، موضحاً أن الوكالة تواجه مشاكل في العمل بعد استهداف إسرائيل رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون القوافل الداخلة من المعابر، والتي باتت معرّضة للنهب، كذلك تأثر جهاز أمن إدارة معبر رفح، بشدة بسبب مقتل العديد من عناصره في غارات جوية إسرائيلية أخيراً، وكل هذه الظروف أجبرت "أونروا" في بعض الأحيان على التوقف مؤقتاً عن تفريغ الإمدادات وتوزيعها بسبب المخاوف الأمنية، على أن تستأنف العمل عقب تأمين الطرقات.

80 عملية نهب لشاحنات المساعدات سُجلت خلال فبراير 2024

كذلك أعلن برنامج الأغذية العالمي عبر موقعه الإلكتروني، في 20 فبراير الماضي، وقف تقديم المساعدات الغذائية الحيوية إلى شمال قطاع غزة "حتى تتوافر الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن"، دون إعلان موعد لاستئنافها، "وهو ما يعني الحكم بالإعدام والموت على المحاصرين في غزة، ويضاعف من تدهور الأوضاع الإنسانية"، كما يقول الثوابتة.

ويعتبر شن هجمات ضد موظفين مستخدمين أو وحدات مستخدمة في مهمة من مهام المساعدة الإنسانية جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي، بحسب الحقوقي عبده موضحا بقوله: "صحيح أن اتفاقيات جنيف لم تخصص لهم حماية خاصة، ولكنهم مدنيون تتوجب حمايتهم، بالإضافة إلى أنه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل بأقصى ما تسمح به وسائلها على ضمان فعالية الخدمات الصحية والطبية، والصحة العامة، ومكافحة الأمراض والأوبئة، وبمعاونة السلطات الوطنية والمحلية، وليس استهداف القائمين عليها"، استنادا لما تنص عليه المادة 55 من اتفاقية جنيف الرابعة، "من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية".
 

لجان أهلية لتأمين شاحنات المساعدات

وضعت الجهات الحكومية، وبالتعاون مع لجان شبابية وأهلية، خططاً متكاملة لتأمين المساعدات، وضبط الحالة الأمنية في جميع المناطق، عبر نشر متطوعين، وعناصر شرطة، وهناك حالة تكاثف وتكامل بين جميع فئات المجتمع، لإفشال محاولات نشر الفوضى، ومنع استغلال الظروف الراهنة، وتحقيق مخططات الاحتلال، كما يقول الثوابتة.

وشوهد مئات الشبان الملثمون، يحملون عصياً، وبعضهم أسلحة نارية ينتشرون في الشوارع، وهم يضعون عصابات على رؤوسهم تحمل عبارة "لجان الحماية الشعبية"، ومهمتهم حماية الشاحنات من الهجوم، وهم جزء من لجان شعبية جرى تشكيلها بمحافظة رفح، كما يقول رئيس بلدية رفح ورئيس لجنة الطوارئ في المحافظة، الدكتور أحمد الصوفي.

الصورة
لجان أهلية
تتألف اللجان الشعبية من متطوعين تتمثل مهمتهم في حماية شاحنات المساعدات من النهب (العربي الجديد)

ويتم تشكيل اللجان الأهلية بالتعاون مع البلدية في كل حي، على أن تتولى كل لجنة حي تأمين الشاحنات خلال مرورها من منطقة نفوذها، وتُسلم الحماية للجنة التي تليها، كما يقول الصوفي.

وأصيب بين 40 و50 شخصا بالعصي أو الحجارة وتوفي 8 آخرون برصاص ارتطم بالأرض ثم ارتد عليهم أثناء محاولات الشرطة واللجان الأهلية التصدي لمحاولات نهب شاحنات المساعدات.

ومن بين المتطوعين إبراهيم رمضان، الذي يقول خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنه يعمل على تأمين الشاحنات برفقة عشرات الشبان، موضحاً أنهم يتوجهون لمعبر رفح، ويصعدون على ظهر الشاحنات، ويضعون الحجارة أمامهم، وفي حال تعرضت الشاحنة للهجوم، يردون على رشق الحجارة بمثلها، ويطلق أحدهم طلقات نارية تحذيرية في الهواء، بينما يستخدم الآخرون العصي لضرب من يحاولون التسلق على ظهر الشاحنة.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أسّس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها الطاهي الإسباني الأميركي خوسيه أندريس...
الصورة
فلسطينيون والمقر الرئيسي لوكالة أونروا في قطاع غزة وسط الحرب (فرانس برس)

سياسة

قالت صحيفة "ذا غارديان" إن إسرائيل قدمت للأمم المتحدة مقترحاً لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ونقل موظفيها إلى وكالة أخرى.
الصورة
الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست التي تخوض إضراباً عن الطعام دعماً لقطاع غزة (إكس)

مجتمع

تنفّذ الأستاذة الجامعية الهولندية ثيا هيلهورست إضراباً عن الطعام أمام برلمان بلادها، من أجل لفت الانتباه إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجوع فيه.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.