السينما العربية: ابتعد عن "الأجزاء" وغنّ لها

السينما العربية: ابتعد عن "الأجزاء" وغنّ لها

28 يوليو 2015
عادل إمام (Mbc)
+ الخط -
اشتهرت بعض الأفلام العالمية بسبب تعدد أجزائها، وتعدّدت أجزاؤها بسبب نجاحها، مثل" العراب" و"تويلايت" و"هاري بوتر" وأخيراً فيلم "جوراسيك وورلد"، الذي أثار ضجة كبيرة بعد أن تم الإعلان عن جزء ثانٍ له، سيصدر بعد ثلاثة أعوام. قد نجد مسلسلات عربية لها عدة أجزاء أيضاً، ولكن الأمر يختلف تماماً في السينما العربية، التي لا نجد فيها سوى عدد قليل جداً من الأفلام، التي تم إنتاج أجزاء لها، لأسباب تكون غالباً تجارية، ونادراً فنيّة.

فمن يستطيع أن ينسى "ثلاثية " نجيب محفوظ المؤثرة بتاريخ السينما المصرية؟ فقد حُفرت شخصياتها الروائية مثل "سي سيد عبد الجواب" و"أمينة" بذاكرة المشاهد العربي لسنوات طويلة بعد أن ظهرت لأول مرة عام 1962، وتم إنجاز الجزء الثاني عام 1966، وتلاه الجزء الأخير عام 1973 الذي أخرج القصة العائلية إلى البطولات الوطنية.

أمّا عربياً، فيعتبر فيلم "بخيت وعديلة" من الأكثر حظاً بين الأفلام العربية، التي تم إنتاج أجزاء لها، ليس فقط لكونه نال شهرة كبيرة، إنما بسبب قدرة الكاتب "لينين الرملي" على الحفاظ على خط سير أحداث مشوّق على امتداد ثلاث قصص، من خلال الشخصيتين الرئيسيتين، كذلك فعل مخرجها "نادر جلال" أجزاءه الثلاثة، الأول "بخيت وعديلة" عام 1995 ، ثم "الجردل والكنكة" عام 1996، و أخيراً "هاللو أمريكا" عام 2000 .

فيلمٌ عربي آخر ما زال بانتظار جزء جديد، لأسباب تجارية غالباً، إذ يسعى المنتج "السبكي" لإنتاج الجزء الرابع من "عمر وسلمى"، الذي أنتج أول أجزائه عام 2007، وكان من بطولة تامر حسني ومي عز الدين، ومن إخراج أكرم فريد.

القصة مقتبسة عن الفيلم الأميركي "جون تايكر ماست داي" 2006 ، وأنتج جزء ثانٍ للفيلم عام 2009 أخرجه أحمد البديري، بعد خلاف بينه وبين أكرم فريد، وكان مقتبساً أيضاً عن فيلم أميركي آخر بعنوان "تسعة شهور" على الرغم من إصرار تامر حسني المستمرّ على وضع اسمه كمؤلف. أمّا الجزء الثالث للفيلم فأُنتج عام 2012 وكان من إخراج
محمد سامي.

اقرأ أيضاً: "سر القوارير" يُعيد السينما العراقية إلى الحياة

وبعد جزئه الأول عام 2007، تمّ إنتاج جزء ثان من فيلم "الجزيرة"، وقد أخرجه شريف عرفة، وهو من بطولة هند صبري ومحمود ياسين وأحمد السقا.

ومن أبرز الأفلام، التي تمّ إنتاجها خارج السينما المصرية، فيلم "باب الشمس"، بجزأيه الأول والثاني، وقد قُسّم عنوانا الجزأين بذكاء، الأول حمل عنوان "الذهاب" أنتج عام 2004، والثاني عنوانه "العودة" أنتج عام 2005، ويعد من أجمل الأعمال السينمائية التي تناولت القضية الفلسطينية، وأخرجه يسري نصر الله.

وأخيراً لا بد من ذكر سلسلة أعمال "إسماعيل يس"، التي كانت قصصها المنفصلة تحمل اسمه بين عامي 1948 و 1964، فيما لا تزال السينما العربية بعيدة جداً عن إنتاج أفلام مجزّأة على طريقة السينما الأميركية، التي تغزو العالم بالأجزاء المتتالية للأفلام.

المساهمون