"فلسطين على مرمى قصيدة" غزة تستعيد ذكرى النكبة

"فلسطين على مرمى قصيدة" غزة تستعيد ذكرى النكبة

17 مايو 2015
الطفلة الشاعرة سلمى النجار (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

على بُعد 700 متر فقط من الجدار الذي يفصل الحدود الشمالية لقطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948، أحيا عشرات الشعراء والأدباء الفلسطينيين ذكرى النكبة السابعة والستين، عبر قصائد شعرية، نسجوا أحرفها بأقلامهم وخيالهم وإصرارهم.

ونظمت رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين أمسية شعرية أطلقت عليها اسم "فلسطين على مرمى قصيدة"، بمشاركة واسعة من النخب الثقافية والشعراء والأدباء. وتفاعل الجمهور بشكل لافت مع القصائد الشعرية التي ألهبت حماسهم وانسجامهم بقربهم من الأراضي والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948 التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود الشمالية للقطاع، والتي هُجر منها آباؤهم وأجدادهم قبل 67 عاماً.

وتقول إحدى المشاركات في الفعالية، الشاعرة ريم غبون لـ"العربي الجديد"، إنّ دور الشاعر الفلسطيني والمثقف أن يستمر في إحياء الوعي، وتعزيز ثقافة الصمود والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني، رغم مرور عشرات السنوات على النكبة. وتشير غبون إلى أنّه رغم مرور كل هذه الأعوام على نكبة الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه من الصعب أن ننسى أراضينا التي هجر منها أجدادنا، وهذه الفعالية محاولة لاسترجاع الأمل بالعودة إلى كافة الأراضي المحتلة".

وشددت الفتاة العشرينية على دور المثقفين والكتاب والشعراء، بضرورة الاستمرار في تعزيز الثقافة، وتعزيز مفهوم الهوية الفلسطينية مقابل المفاهيم الإسرائيلية التي يحاول الاحتلال أن يبثها عبر مختلف الوسائل.

أما الطفلة الشاعرة سلمى النجار، والتي لم يتجاوز عمرها التسعة أعوام، فترى أنّ الأمل ما زال مستمراً بالعودة إلى الأراضي التي هجّر منها الأجداد والآباء، رغم مرور عشرات السنين على النكبة الفلسطينية. وتقول النجار لـ"العربي الجديد" إنها شاركت في الفعالية لتعبر عن تمسكها بأراضها ودفاعها عنها بأقل ما تملك، وهي الكلمة والشعر.

واعتبر الشاعر الشاب محمد مسعود أن إحياء ذكرى النكبة بالشعر هو وسيلة للاستمرار في التشبث بالأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم مرور 67 عاماً على تهجير الشعب الفلسطيني. ويضيف مسعود لـ"العربي الجديد": "هذه المناسبة اليوم لم تعد مجرد ذكرى حزينة نتحسر منها على ضياع أراضينا، بل باتت وسيلة لإشعال الحماس والثورة في وجه الاحتلال الإسرائيلي بالمقاومة والبندقية التي ستكون الطريق الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة عام 1948".

ويشدد على أهمية تمسك الأجيال المتلاحقة بحلم العودة مهما طالت السنوات وتعاقبت الأجيال، وعدم نسيان تلك المفاهيم التي زرعها الآباء والأجداد بضرورة التشبث بالأراضي الفلسطينية.

أما رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، عطا الله أبو السبح، فيشير إلى أن إحياء ذكرى النكبة من خلال الشعراء على مقربة من الحدود الفاصلة مع الأراضي المحتلة عام 1948، رسالة تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف أبو السبح لـ"العربي الجديد": أنّ محاولات الاحتلال زرع مفهوم الكبار يموتون والصغار ينسون باءت بالفشل، فالأجيال المتلاحقة أصبحت أكثر وعياً وإيماناً بالعودة إلى المدن والقرى التي هجر منها أجدادهم قبل عقود. ويشدد على أنّ رسالة الشعراء والكتاب تعتبر قوية، فهي تحرك مفاهيم الوعي والثقافة لدى الشعب الفلسطيني وتضعه أمام حقيقة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتدعم صموده بشتى الوسائل على الصعيد الثقافي والمعرفي.





إقرأ أيضا:"ألبوم العائلة".. توثيق للنكبة بعدسات فلسطينية

دلالات

المساهمون