زهير رمضان: على الفنان أن يكون بعثياً

زهير رمضان: على الفنان أن يكون بعثياً

23 نوفمبر 2018
سرد رمضان مسيرته العسكرية التي يتفاخر بها (فيسبوك)
+ الخط -
منذ أيام، استضاف الإعلامي، يامن ديب، نقيب الفنانين، زهير رمضان، على إذاعة "صوت شباب" في برنامجه "مع الكبار". وعلى الرغم من أن البرنامج يحتوي على العديد من الفقرات التي تناقش الأعمال الفنية للفنان ومسيرته، بالإضافة لفقرة مخصصة للرد على بعض التصريحات، إلا أن رمضان لم يناقش أعماله الفنية، وإنما صبّ كل اهتمامه للرد على منتقديه، سواء من الفنانين المعارضين أو المؤيدين للنظام السوري، ولا سيما بسام كوسا الذي وجه له انتقادات عديدة في حلقة سابقة من البرنامج نفسه.

يبدأ البرنامج بسرد رمضان لمسيرته العسكرية التي يتفاخر بها، ويعتبرها ميزة إضافية ومعياراً وحيداً يميزه عن باقي الفنانين في سورية ليترأس نقابتهم. ويسرد ماضيه ليتشابه هذا الماضي مع ماضي حافظ الأسد، حيث يقول رمضان إنه دخل الكلية الجوية الحربية ليصبح طياراً حربياً. وإنه لو مضى في مشواره السياسي لأصبح في مركز مهم اليوم. إلا أن إصرار أمه على ترك هذه المجال لخوفها عليه، جعله يختار شغفه الثاني بعد السياسة، وهو الفن.

لم يكتف رمضان عند هذا الحد من التشبيح، فبرأيه، لا يكفي أن يكون الفنان مؤيداً ليكون مفيداً لوطنه، وإنما يتوجب على الفنان الانتساب لحزب البعث والعمل به ليقوم فعلاً بخدمة الوطن! وتفاخر رمضان بأنه بعد أيام قليلة من اندلاع الثورة السورية، ظهر إعلامياً وعبر عن رأيه، وأنه ليس كباقي الفنانين الذي وقفوا على الحياد وتحاشوا الظهور، والذين أعلنوا بشكل متأخر تأييدهم للنظام. ثم بدأ بالرد على منتقدي تصريحه الأخير بكتابة قائمة للجهات المختصة تحتوي على أسماء فنانين سوريين لا يجب أن يتساهلوا معهم عند عودتهم للوطن، حتى لو قاموا بمصالحات وطنية.

وبدا واضحاً أن تصريحه لم ينتج عن غيرته الوطنية، كما يدعي، وإنّما عن غيرته الفنية، وكان ردُّه على تلك الانتقادات أكبر دليل، حيث صرح رمضان بأنّه على استعداد للتسامح مع الجهلاء والفقراء، والذين حملوا السلاح وغُرر بهم لجهلم، وأما الفنانون فهم مثقفون ونخبويون ويقودون الرأي. وخص بذلك الفنان جمال سليمان الذي طالما صرح رمضان بضرورة محاسبته.

ولم تقف أحقاد رمضان عند هذا الحد، وإنما صرح بأن الفنانين الذين لم يصرحوا برأيهم السياسي وليس لديهم أي نشاط سياسي وقاموا بالعمل في مسلسل "الأمل" المعارض مثلاً يتوجب على الدولة السورية حبسهم، وليس استقبالهم والسماح لهم بالعمل في أعمال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.



ثم فتح رمضان النيران بلا توقف على بسام كوسا، باعتباره معارضاً داخلياً، حيث صرَّح بأنّ انتقادات كوسا التي وجهها إليه، ولأداء النقابة، هي بسبب غيرته لعدم كونه نقيباً. ويزيح رمضان عن نفسه المسؤولية بقراراته النقابية التي ينتقدها كوسا، فيقول إنه ممثل للسلطة، وليس هو صاحب القرار، وإنما هناك لجنة هي من تجمع على تلك القرارات.

وعقّب أنه من الطبيعي أن يغار كوسا منه، فكوسا هو نجم تلفزيون وليس نجما نقابيا؛ في حين أن رمضان هو من عمل للمؤسسة، وجميع من فيها يزكّون جميع نشاطاته فيها، بحسب قوله. بينما كوسا لم يقدم أي شيء للفن وللنقابة، لينسف التاريخ الفني لكوسا بشكل كامل.

وفي نهاية الحوار هدد رمضان منتقديه بأنه باستطاعته رفع دعاوى قضائية ضدهم حسب قانون الجرائم الإلكترونية الجديد الذي أصدرته الحكومة السورية، ليبدو واضحاً أن آلية الإنتاج الفني في سورية باتت مبنية على أسس حزبية بعثية ظاهرة، ولم يعد هناك داع للتستر على تلك الحقيقة.

دلالات

المساهمون