المسلسلات المصريّة 60 حلقة لمنافسة النجاح التركي

المسلسلات المصريّة 60 حلقة لمنافسة النجاح التركي

11 ابريل 2015
من مسلسل "عيون القلب" (العربي الجديد)
+ الخط -


حقّقت الدراما التركية في مصر نجاحاً كبيراً، وتجلّى ذلك بانتظار وشغف الجمهور لها، على الرغم من طول عدد حلقاتها. على النهج ذاته، قرّر صنّاع الدراما في مصر البدء بعمل حلقات تلفزيونية يصل عددها إلى 90 حلقة، مثلما حصل العام الماضي من خلال مسلسل "قلوب"، الذي قامت ببطولته الفنانة السورية جيهان عبد العظيم، وعلا غانم،. حقّق العمل نجاحاً كبيراً، وهو النجاح نفسه الذي حققه مسلسل "آدم وجميلة"، الذي عرض على جزئين وشارك في بطولته كل من الممثلين حسين الإمام، ويسرا اللوزي، وحسن الرداد.

يبدو الاتجاه هذا العام واضح المعالم من خلال العمل على حلقات طويلة من خلال مسلسلات عديدة، منها "أريد رجلاً"، للممثل التونسي ظافر العابدين، والأردني إياد نصار، و"البيوت أسرار"، لأيتن عامر وهنا شيحة، ومسلسل "طريقي"، الذي يعد التجربة الأولى تلفزيونياً لشيرين عبد الوهاب، ويشارك فيه الممثل السوري باسل خياط، ومسلسل "زواج بالإكراه"، للممثلة زينة وجيهان عبد العظيم.

ومنذ أشهر قليلة، عرض مسلسل "الخطيئة"، للممثل المصري شريف سلامة، وحقق العمل نجاحاً كبيراً. ويعرض حالياً أيضاً مسلسل "عيون القلب"، للممثلة رانيا يوسف، ومسلسل "ألوان الطيف"، لعبير صبري وأحمد وفيق وإخراج عبد العزيز حشاد. ويبقى السؤال، هل تستطيع الدراما المصرية منافسة نظيرتها التركية من خلال طول عدد الحلقات فقط؟


الناقدة المصرية، ماجدة خير الله، تجيب في حديثها إلى"العربي الجديد"، قائلة: "بالطبع، ليس فقط من خلال عدد الحلقات. كما يجب في الوقت ذاته، الأخذ بالاعتبار أنّ طول عدد الحلقات يعدّ عنصراً جاذباً ومنافساً لما نشاهده في الدراما التركية من عناصر جمالية وإبهار وعمل بتقنيّة عالية، والأعمال العربية ينقصها عنصر الجمال".

لكن خير الله عادت ونوّهت بأنّ المنتج حينما يُقبِل على إنتاج مسلسل من 60 أو 90 حلقة، فإنّ القنوات الفضائية لن تُقبل على شرائه لمجرد أنّه عمل ينتمي إلى نوعية الحلقات الطويلة، بل هناك اعتبارات فنية عديدة، ومنها ألاّ يكون العمل ممّلاً، وإضافة حوارات لا معنى لها بهدف زيادة عدد الحلقات.

من ناحيته، قال الناقد المصري، لويس جريس: "هناك تجارب تلفزيونية مصرية نجحت فعلياً من خلال طول عدد حلقاتها، ولم نشعر بالملل، مثل "ليالي الحلمية"، الذي قُدّم بأجزاء، وكل جزء تألّف من ثلاثين حلقة، أي شاهدنا العمل من خلال 150 حلقة تقريباً، وهذا يعني أنّ هذا النوع من المسلسلات ليس بجديد. كما عُرض "آدم وجميلة" أخيراً، وكان العمل جميلاً للغاية، تخللته مشاعر ورومانسية قد تفوق الأعمال التركية". وأضاف: "هذا لا يعني أنّ طول عدد الحلقات وحده كفيل بأن يحقق النجاح ولفت الأنظار، لا.. فقد تكون تداعيات طول عدد الحلقات مملاً، في حال تكرار الأحداث، وقلة عدد الممثلين".

من ناحيتها، أشارت الممثلة المصرية أيتن عامر، التي تشارك حالياً في بطولة "البيوت أسرار"، المزمع عرضه قريباً، إلى أنّ تجربة العمل في مسلسل من 60 حلقة، يعتقدها البعض مملّة، لكنها على العكس. وللابتعاد عن هاجس الملل، هناك عدة محاور لا بدّ أن تتوفّر، أوّلها وجود أحداث عديدة، فلا يسير الممثل طيلة الوقت على خط درامي، وألاّ يقدم أشياء متوقعة لجمهوره، ولا بدّ من إرغام المتلقي على حضور كل الحلقات بشغف وطريقة لاإراديّة.

وأوضحت أنّ الانسجام والكيمياء بين الفريق يكمّل العمل. واعتبرت أنّ عرض هذا النوع من المسلسلات بعيداً عن موسم شهر رمضان، يضمن نجاح المسلسل، متجنبين حصر المنافسة في موسم واحد. وتابعت: "نحن بحاجة لصناعة الدراما في مصر طيلة العام". "البيوت أسرار"، تأليف عدد من الكتّاب، نهال سماحة وأحمد وائل ومحمد عبد العزيز، وبإشراف أحمد شوقي، وإخراج كريم العدل.

أما الممثّل ماجد المصري، بطل مسلسل "عيون القلب"، الذي يتألّف من 60 حلقة، فأجاب بدوره مؤكّداً كلام أيتن، أنّ "أفضل ما في معظم المسلسلات الطويلة، هو صناعة موسم درامي جديد، وهذا يعطي فرصة للعمل طوال العام، خصوصاً للفنانين قليلي الظهور". وأضاف: "إنّ جزئية منافسة الدراما التركية لا تكمن فقط بإطالة الحلقات. فالدراما المصرية رائدة وستظلّ كذلك، على الرغم من أنّ الدراما التركية نجحت بشكل كبير، إلاّ أنّ معظم الجمهور المصري، إذا لم يكن كلّه، لا يزال متعلقاً بمصرية الدراما".


مسلسل "عيون القلب"، يشارك في بطولته إلى جانب ماجد المصري، كل من الفنانين رانيا يوسف، ولطفي لبيب، وبيومي فؤاد، وإنعام سالوسة، والقصة من تأليف فداء الشندويلي، وإخراج محمد مصطفى.

وتحدّثت الممثلة السورية جيهان عبد العظيم، لـ"العربي الجديد"، عن تجربتها في مسلسل "زواج بالإكراه"، الجاري تصويره حالياً والمؤلّف من 60، قائلة: "ليست التجربة الأولى لي مع هذا النوع من المسلسلات، سبق وقدّمت منذ عامين مسلسل "قلوب"، المؤلّف من 90 حلقة، وحقّق نجاحاً كبيراً". وأضافت أنّ الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي سعيد به، لأنّ العمل لم يكن مملاً على الإطلاق، كما أنّ هناك ترابطاً يجمع أبطال العمل بشكل كبير، نظراً لطول الفترة التي يبقون فيها معاً. معتبرة أنّ أهم ما في الدراما التي تتألّف من حلقات طويلة، أن يكون السيناريو مشوّقاً وجذّاباً للجمهور.

أخيراً، علّق السيناريست المصري فداء الشندويلي، الذي يعرض له حالياً مسلسل "عيون القلب" بحلقاته الستين، أنّها لم تكن التجربة الأولى له في هذا الإطار، لكن ما شجّعه على اقتحام التجربة هو نجاح مسلسله "زي الورد"، الذي سبق وقدّمه من قبل، والذي يدور في إطار الحلقات الطويلة أيضاً، وقد حقّق العمل ردود أفعال إيجابية، كما لم يشعر الجمهور بالملل في متابعته.

وأضاف فداء: "إنّ العنصر الأهم في نجاح الأعمال ذات الحلقات الطويلة، هو المضمون الدرامي، الذي يطرح السؤال، هل يحتاج العمل أن يكون طويلاً أم يمكن الاكتفاء فقط بـ30 حلقة؟ فالأمر ليس مدّاً وإضافة لا معنى لهما".

المساهمون